المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

Niels Henrik David Bohr
13-6-2017
قاعدة فلمنج Fleming rule
5-5-2019
التواضع يكون نتيجة العلم
24-11-2021
المخطط الإجرائي انموذج نضج ادارة المشروع
4-5-2016
Historical Aspects of Plant Classification
17-10-2016
عدم جواز النفر في الأول لمن جامع في إحرامه أو قتل صيدا.
25-4-2016


مهارة استثارة التفكير  
  
4981   08:13 صباحاً   التاريخ: 2-4-2022
المؤلف : هشام عثمان محمد
الكتاب أو المصدر : 55 مهارة للمعلمة الناجحة
الجزء والصفحة : ص126ـ136
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2016 3449
التاريخ: 2-9-2016 2512
التاريخ: 21/11/2022 1841
التاريخ: 4-3-2022 3190

التفكير نعمة من نعم الله التي من بها على عباده وهو من أرقى الأنشطة العقلية التي يمارسها الإنسان في حياته اليومية بصورة طبيعية. ويقصد بتعليم مهارات التفكير للطالبات بصورة مباشرة أو غير مباشرة كيفية ممارسة مجموعة من المهارات الأساسية والعليا التي تعد مكونا أساسيا من مكونات العملية العقلية كمهارة الملاحظة، المقارنة، التصنيف، التحليل، التركيب والتقويم وغيرها من خلال دمجها في محتوى المنهج المدرسي.

إن إدراج برنامج تعليم مهارات التفكير ضمن الأنشطة المدرسية للصفوف المبكرة يساهم في تلبية حاجة الطالبات لتنمية هذه المهارات، وخصوصا المهارات الأساسية التي تعد شرطا ضروريا لتعليم التفكير وأن مرحلة الصفوف المبكرة هي المرحلة المناسبة لتنفيذ هذا البرنامج حيث أن ما بعدها من المراحل يتبع لها.

ويتضمن هذا البرنامج مادة علمية للمهارات الأساسية للتفكير وإرشادات تساعد المعلمة والخطوات والأساليب التي تستخدم لتنميتها مع استمارات للتقويم المرحلي والنهائي والشامل.

التفكير في ابسط تعريف له عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس (اللمس، البصر، السمع، الشم، الذوق).

والتفكير بمعناه الواسع عملية بحث عن معنى في المواقف أو الخبرة وتظهر نواتج التفكير بصورة كتابية، حركية، كلامية.

خصائص التفكير:

* التفكير سلوك هادف لا يحدث من فراغ.

* التفكير سلوك تصوري يزداد تعقيداً أو حذقاً مع نمو الفرد وتراكم الخبرة.

* التفكير الفعال يستند إلى أفضل المعلومات المتوفرة.

* التفكير الفعال غاية يمكن بلوغها بالتدرب والمران.

* يتشكل التفكير من تداخل عناصر المحيط التي تضم الزمان (فترة التفكير)، الموقف أو المناسبة، والموضوع الذي يجري حوله التفكير.

* يحدث التفكير بأشكال وأنماط مختلفة لفظية، رمزية، كمية، مكانية، شكلية.

مستويات التفكير:

1- تفكير من مستوى أدنى أو أساس ويتضمن مهارات كثيرة بينها المعرفة (اكتسابها وتذكرها) والملاحظة والمقارنة والتصنيف، وهي مهارات ضرورية لمرحلة الصفوف المبكرة لممارسة أساليب وقواعد التفكير.

٢- تفكير من مستوى أعلى ويشتمل على حلول مركبة أو متعددة، ويتضمن إصدار حكم أو إعطاء رأي، ويستخدم معايير أو محكات متعددة.

مهارات التفكير الأساسية

المهارات المعرفية هي أساس اكتساب المعرفة ومعالجة المعلومات ويهدف تعليم هذه المهارات إلى تطوير العمليات المعرفية وتدعيمها بطريقة يمكن من خلالها تطوير القدرة على التفكير وتشتمل على المهارات الآتية:

١- مهارات التركيز وتشمل الآتي:

* تعريف المشكلات وتوضيح ظروف المشكلة.

* وضع الأهداف وتحديد التوجهات والأفكار.

٢- مهارات جمع المعلومات وتشمل الآتي:

* الملاحظة: الحصول على المعلومات عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس.

* التساؤل: البحث عن معلومات جديدة عن طريق تكوين وإثارة الأسئلة.

٣- مهارات التذكر وتشمل الآتي:

* الترميز: ترميز وتخزين المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد.

* الاستدعاء: استرجاع المعلومات من الذاكرة طويلة الأمد.

٤- مهارات تنظيم المعلومات وتشمل الآتي:

* المقارنة: ملاحظة أوجه الشبه والاختلاف بين شيئين أو أكثر.

* التصنيف: وضع الأشياء في مجموعات وفق خصائص مشتركة.

* الترتيب: وضع الأشياء أو المفردات في منظومة أو سياق وفق محك معين.

٥- مهارات التحليل وتشمل الآتي:

* تحديد الخصائص والمكونات والتمييز بين الأشياء والتعرف إلى خصائصها.

* تحديد العلاقات والأنماط ، والتعرف إلى طرق الربط بين المكونات.

* اكتشاف الأخطاء وتصحيحها

٦- مهارات التفكير الإنتاجية وتشمل الاتي:

* الاستنتاج: التفكير فيما هو أبعد من المعلومات المعطاة.

* التمثيل: إضافة معنى جديد للمعلومات الجديدة.

* الإسهاب: إغناء المعلومات المعطاة.

* التمثيل: إضافة معنى جديد للمعلومات بتمثيلها برموز.

* التلخيص: تقصير الموضوع وتجريده من الأفكار غير الرئيسة.

*  إعادة البناء (التركيب): تعديل الأبنية المعرفية القائمة لإدماج معلومات جديدة

* التقويم: وضع المحكات واتخاذ معايير لإصدار الأحكام والقرارات.

* الإثبات: تقديم البرهان على دقة المعلومات وصحتها.

* التعرف إلى الأخطاء: الكشف عن المغالطات.

* التصور: تصوير شيء ما أو بناء صورة ذهنية للمستقبل.

* مهارة ربط أجزاء المعرفة ببعضها البعض.

* اتخاذ القرار: اتخاذ القرارات بناء على تحديد الأولويات.

وللاستزادة يمكن الرجوع للمراجع التالية:

* تعليم التفكير مفاهيم وتطبيقات، فتحي عبد الرحمن جروان ، ١٤٢٠هـ، دار الكتاب الجامعي.

* أنواع التفكير د. إبراهيم أحمد الحارثي، مكتبة الشقري.

* تعليم التفكير للمرحلة الأساسية نايفة قطامي، دار الفكر.

* تكنولوجيا التعليم من أجل تنمية لتفكير د. محمد الحيلة، 1422هـ ، دار المسيرة.

* تعليم التفكير د. إبراهيم أحمد الحارثي، كتاب الرواد

* تدريس مهارات التفكير سعادة جودت أحمد عمان 2003 م دار الشروق.

* تدريس مهارات التفكير (دليل المعلم)، باري ك - بيير، ترجمة مؤيد حسن فوزي، دار الكتاب الجامعي.

* دليل مهارات التفكير (١٠٠ مهارة في التفكير) ثائر حسين، عبد الناصر فخرو، جهينة للتوزيع والنشر.

* دليل المعلم لتنمية مهارات التفكير الصادرة من الوكالة المساعدة للتطوير في وزارة التربية والتعليم.

عناصر نجاح عملية تعليم التفكير في النشاط المدرسي

حتى يكتب النجاح لعملية تعليم التفكير فإنه لابد من توفر عدد من العناصر المهمة التي تتمثل في الآتي:

أولا: المعلمة المؤهلة والفعالة:

المعلمة المؤهلة الفعالة تمثل أهم عناصر نجاح تعليم التفكير المرغوب فيه، وتتصف بصفات عدة أهمها:

1- متابعة التطورات التربوية بصورة عامة والمستجدات في مجال المناهج وطرق التدريس على وجه الخصوص.

٢- الإلمام بخصائص التفكير الفعال ومهارات التفكير المتنوعة.

وتوجد مجموعة من الشروط التي لابد أن تلتزم بها المعلمة داخل قاعة الأنشطة حتى تكون بيئة ملائمة للتفكير الفعال وتتمثل في:

1- اهتمام المعلمة بالطالبة كمحور للنشاط.

٢- تشجيع المعلمة طالباتها على المشاركة والتفاعل.

٣- تشجيع الطالبات على طرح الأسئلة غير العادية أو المألوفة تأكيداً على أهمية التفكير الإبداعي لديهن.

٤- الاستماع لآراء الطالبات وتقبل أفكارهن وتعقيباتهن وتعليقاتهن وإضافاتهن.

٥- مراعاة الفروق الفردية بين الطالبات عند طرح الأنشطة بحيث تكون متنوعة.

٦- التركيز على المناقشة الفاعلة كونها إحدى طرق إثارة التفكير.

٧- تشجيع الطالبات على المشاركة في حل المشكلات المختلفة واتخاذ القرارات ذات الصلة.

٨- تشجيع الطالبات على التعبير عن أفكارهن ووجهات نظرهن بحرية تامة.

٩- تشجع التعلم النشط الذي يتجاوز حدود الجلوس والإصغاء السلبي إلى الملاحظة والمقارنة والتصنيف وحل المشكلات.

١٠- الاهتمام بتطبيق التعلم الذاتي وممارسته من وقت لآخر.

11- تشجيع الطالبات على التعرف على قدراتهن واستثمارها ومشاركتهن الفعالة التي تلاقي التعزيز من جانب المعلمة ذاتها.

١٢- استخدام تعبيرات وألفاظ مرتبطة بمهارات التفكير وعملياته من أجل ترسيخ منهجيه علمية في المناقشات والتعامل مع المشكلات واتخاذ القرارات ومن الأمثلة على ذلك الاتي:

* أعطي دليلا عل صحة ما تقولين.

* هل هناك طرق أخرى للحل أو بدائل أو استعمالات أخرى؟

* ما المعايير التي استخدمتها من أجل عمليات الحكم أو الاختيار أو التفضيل أو الوصول إلى القرار؟

* ما أوجه الشبه ونقاط الاختلاف بين كذا وكذا؟

* ما نوع العلاقة بين كذا وكذا؟

* ما العناصر المشتركة التي تجمع بين هذه الأشكال أو ل أعداد أو الرسوم أو الكلمات أو الفقرات أو المفردات؟

* ما العنصر أو الشكل أو العدد أو المفهوم الشاذ في المجموعة؟

١٣- تجنب استخدام الألفاظ التي تحد من عملية لتفكير مثل: هذا خطأ، من أين أتيت بهذه الفكرة. وفي الوقت نفسه فإنه لابد من عدم الإكثار من مفردات أخرى مثل: أحسنت، ممتاز، صحيح، لاسيما عندما تكون الأنشطة أو الأسئلة من النوع المفتوح والذي يحتمل أكثر من إجابة صحيحة فاستخدام الإثابة أو التعزيز بكلمة طيبة لمجرد الإجابة البسيطة تعمل على الحد من تفكير الطالبة وتجعلها تتوقف عن التفكير في احتمالات أخرى أو البحث عن إجابة أكثر دقة.

14- استخدام المعلمة لتعبيرات أو ألفاظ مشجعة مع الطالبات مثل:

* لقد اقتربت من الإجابة الصحيحة.

* هل لديك إضافة لما ذكر؟

* هل هناك محاولة جديدة للإجابة؟

١٥- قيام المعلمة بالرد على مداخلات الطالبات وتعليقاتهن وتعقيباتهن وإضافاتهن، بحيث تكون مجالا جديداً لإثارة التفكير.

١٦- التركيز من جانب المعلمة على أهمية تقبل آراء الآخرين واحترامها والتأكيد على أن الاختلاف في الآراء وفي وجهات النظر يؤدي إلى إثارة التفكير.

١٧- احترام رأي أو قرار الأغلبية حتى لو اختلف مع رأي الفرد، مع واجب الالتزام بتوابع ذلك القرار.

ثانيا: البيئة المدرسية:

حتى تأخذ المدرسة دورها الريادي والمهم في إيجاد البيئة التعليمية المدرسية الملائمة لإثارة التفكير، فإنه لابد من الآتي:

١- الوعي بأهمية دور المدرسة في تنمية التفكير وتعليمه لدى المعلمات والمديرات والمشرفات التربويات اللاتي يعملن في المدرسة أو يشرفن عليها إدارياً وتربوياً ونفسياً.

٢- اعتماد المنهج المدرسي على عملية التفكير كي يكون محوراً مهماً من محاوره.

٣- ممارسة الطالبات لعمليات التفكير بحرية تامة في مناخ تربوي سليم يسوده الأمن والأمان بالنسبة لعلاقة المعلمة والطالبة والإدارة المدرسية. فكيف تفكر المتعلمة بشكل فاعل وسليم إذا كانت خائفة من المعلمة؟

٤- توفير مقر النشاط الذي يلعب دورا مهما في إثارة التفكير وتنميته لدى الطالبات، فالمقاعد الصحية السليمة والمريحة، والوسائل التعليمية المتنوعة والحديثة، والمراجع المتعددة والكثيرة، والأنشطة التعليمية التي تتناسب والفروق الفردية، كلها مجالات واسعة يمكن للمعلمة الناجحة استغلالها في إيجاد بينة صفية تشجع الطالبات على التفكير والإبداع

ثالثا: ملاءمة النشاطات لمهارات التفكير:

عند اختيار نشاطات التفكير يجب ملاحظة ما يلي:

١- وضع الطالبات أمام موقف يتطلب التفكير في طرق مختلفة وخيارات متعددة الحلول، وأن يتخذن القرارات المناسبة ويقومن نتائجها فالنشاطات يجب أن تركز على توليد الأفكار وليس استرجاع أو استدعاء معلومات سابقة.

٢- فتح آفاق واسعة للبحث والاستكشاف والمطالبة وحل المشكلات والربط بين الخبرات السابقة أو اللاحقة.

٣- عدم التكرار فمن الضروري أن تأخذ المعلمة خبرات الطالبات السابقة بعين الاعتبار قبل ممارسة المهارة.

رابعا: أساليب التقويم:

لابد من تقويم الأنشطة من قبل إدارة المدرسة والمعلمات ومن قبل الطالبات أنفسهن باستخدام أساليب متعددة (كالملاحظة واستخدام السجلات التراكمية، والمناقشة الجماعية) أو أي أسلوب آخر من أساليب التقويم.

ويمكن إتباع ما يلي:

١- تستخدم المعلمات التقويم البنائي والتراكمي في أثناء عملية تنفيذ البرنامج.

٢- يستخدمن نتائج التقويم في التحسين المستمر للبرنامج.

٣- يساهم في تقويم المشروع كل من:

* المعلمات اللاتي نفذن البرنامج.

* الإدارة المدرسية.

* الطالبات أنفسهن.

٤- يركز التقويم على الجوانب التالية:

* التفاعل بين الطالبة والمعلمة.

* التفاعل بين الطالبات أنفسهن.

* البيئة التعليمية.

* النواحي التنظيمية للمشروع.

* مؤهلات وقدرات المعلمات القائمات على المشروع.

التقويم على مستوى المدرسة:

١- تنفيذ الاستمارة المرفقة لتقييم سلوك الطالبة وأثر التدريب على تنمية مهارات التفكير عليها. (تعبأ لعينة عشوائية من الطالبات قبل بداية البرنامج وبعد نهايته بنسبة 10% من عدد طالبات الفصل ثم يستخرج المعدل)

٢- تنفيذ الاستمارة المرفقة لتقييم الأنشطة المنفذة ومدى تحقيقها للأهداف المرجوة. (تستخدم هذه الاستمارات كتغذية راجعة للمعلمة).

على مستوى الإدارة والقسم:

يعبأ التقرير الشامل المرفق ويرفع للإدارة العامة لنشاط الطالبات بعد نهاية البرنامج.

مؤشرات النجاح:

١- تطبيق الطالبة لما دربت عليه من مهارات التفكير.

٢- تزايد اعتماد المعلمات على النشاطات الإثرائية التي تنمي مهارات التفكير.

طريقة مقترحة لتعليم التفكير

تتكون هذه الطريقة من ست خطوات هي:

١- تقدم المعلمة مهارة التفكير المقررة وتبدأ بذكر المهارة وكتابة اسمها كهدف. ثم تعطي كلمات مرادفة لها في المعنى وتعرف المهارة بصورة مبسطة وعملية ثم تنهي تقديمها بأن تستعرض المجالات التي يمكن أن تستخدم فيها هذه المهارة وأهمية تعلمها.

٢- تستعرض المعلمة بشيء من التفصيل الخطوات الرئيسة التي تتبع في تطبيق المهارة والقواعد أو المعلومات المفيدة للطالبة عند استخدامها.

٣- تقوم المعلمة بمساعدة الطالبات في تطبيق المهارة خطوة خطوة مشيرة إلى الهدف والقواعد والأسباب وراء كل خطوة. (يفضل البدء بلعبة)

٤- تقوم المعلمة بإجراء نقاش مع الطالبات بعد الانتهاء من التطبيق لمراقبة الخطوات والقواعد التي اتبعت في تنفيذ المهارة.

٥- تقوم الطالبات بحل تمارين تطبيقية أخرى ( من سلسة مهارات التفكير) بمساعدة وإشراف المعلمة للتأكد من إتقانهن للمهارة ويمكن أن تعمل الطالبات فرادي أو على شكل مجموعات صغيرة.

٦- تطبق المعلمة مع الطالبات أنشطة مماثلة والعاب تنمي نفس المهارة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.