المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



مظهر النبيّ صلى الله عليه وآله  
  
2158   05:10 مساءً   التاريخ: 11-3-2022
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : دروس من حياة وجهاد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله
الجزء والصفحة : ص122-123
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

كان رسول الله صلى الله عليه وآله شديد الاهتمام بالطهارة والنظافة، فلم يكن يُماثله أحدٌ في نظافة جسمه وملابسه وطيب رائحته.

فقد كان يغتسل في أغلب الأيّام مُعتبراً ذلك جزءاً من العبادات، وكان يُداوم على الوضوء ليبقى على طهارة، حتّى ورد عن بعض أصحابه: ما رأيت أوضأ من رسول الله صلى الله عليه وآله.

 وكان يغسل شعر رأسه الذي كان يصل إلى شحمة أُذنه بماء السدر، ويُمشّطه، ويدهنه بزيت البنفسج، ويُعطّر جسده وملابسه بالمسك، وكان يُعرف في الليلة الظلماء قبل أن يُرى بالطّيب، فيُقال: هذا النبيّ.

 وعن الإمام الباقر عليه السلام: "كان صلى الله عليه وآله لا يمرّ في طريق فيمرّ فيه أحدٌ بعد يومين أو ثلاثة إلّا عرف أنّه قد مرَّ فيه لطيب عُرفه"[1].

 وعن الإمام الصادق عليه السلام: "كان رسول الله يُنفق على الطّيب أكثر مما يُنفق على الطعام"[2].

 وكان لا يُعرض عليه طيب إلّا تطيّب به. وقد ورد عن أنس بن مالك: صحبت رسول الله صلى الله عليه وآله عشر سنين وشممت العطر كلّه، فلم أشمّ نكهة أطيب من نكهة رسول الله صلى الله عليه وآله.

 وكان صلى الله عليه وآله يُنظِّف أسنانه بالسواك عدّة مرّات في اليوم، ولا سيّما ليلاً قبل النوم وعند الاستيقاظ.

- كان يغسل يديه وفمه قبل تناول الطعام وبعده، متجنِّباً أكل الخضراوات الكريهة الرائحة.

 وكان شديد العناية بمظهره وهندامه، فقد روي أنّه كان يتجمّل لأصحابه فضلاً عن تجمّله لأهله.

- وكان يُوصي أصحابه وأتباعه أن يلتزموا نظافة أبدانهم وملابسهم، وأن يعتنوا بمظهرهم الخارجيّ.

 فعن الإمام الباقر عليه السلام: "احتبس الوحي على النبيّ صلى الله عليه وآله فقيل: احتبس عنك الوحي يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وآله: وكيف لا يحتبس عنّي الوحي، وأنتم لا تُقلِّمون أظفاركم"[3].

 وذات يوم رأته إحدى زوجاته وهو ينظر في ركوة فيها ماء في حجرتها، ويُسوّي فيها جمّته إذ لم يكن لديه مرآة ينظر فيها، وهو خارجٌ إلى أصحابه، فقالت: بأبي وأُمّي، تتمرّأ في الرَّكوة وتُسوّي جمّتك وأنت النبيّ وخير خلقه؟!

 فقال صلى الله عليه وآله: "إنّ الله يُحبّ من عبده اذا خرج إلى إخوانه أن يتهيّأ لهم ويتجمّل"[4].

 

 

 

 

[1] الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص 442.

[2] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 16، ص 248.

[3] الحميري القمي، قرب الإسناد، ص 24.

[4] السيد الطباطبائي، سنن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ص118.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.