أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
1473
التاريخ: 1-07-2015
1425
التاريخ: 1-07-2015
1582
التاريخ: 2-7-2019
1673
|
في عموم اعتبار الإدراكات العقلية :
فنقول: بعد الاعتراف بوجود الأشياء الخارجية ،
والسلامة من الأمراض اللاأدرية والسوفسطائية ، يقع الكلام في أنّه هل يُعتمد على
إدراكات العقل غير الحسّية ؟ وهل يُصدّق العقل في أخباره الكلّية أم لا ، بل
المعتبر هو الإدراكات الحسية فقط ؟
ذهب المتأخّرون من البحّاث الغربيين إلى الثاني ؛
بحجّة أنّ المسائل العقلية الصرفة كثيراً ما يقع فيها الغلط والاشتباه ، مع عدم
ميزان يُفرّق به بين الصادقة والكاذبة ، وأمّا المباحث الحسّية فهي ذات ميزان ،
فإنّ الإنسان إذا أدرك شيئاً بإحدى حواسّه ، يعقبه بتكرير الأمثال وإعادة الأشباه
؛ حتى يتّضح المقصود بحيث لا يمسّه شك ولا ترديد .
أقول : الدعوة المذكورة موهومة قطعاً ، وهي
مستوجبة حرمان الإنسان عن الحقائق الكلّية العقلية ، وانحطاط النفس الناطقة عن
معراج الكمال والفضيلة إلى هاوية النقصان والجهالة، والحجّة القائمة عليها مزيّفة
:
أَوّلاً : بوقوع الخطأ في الحسّ أيضاً كما ذُكرت
أمثلته في المطوّلات ، فإذن يثبت قول الشكّاكين وإخوانهم بإنكار الحقائق الخارجية
مطلقاً .
وحلّ الإشكال : أنّ وقوع الاشتباه أحياناً لا
يستلزم إلغاء سلطنة العقل في إدراكاته بوجه من الوجوه .
وثانياً : لِما عرفت من توقّف التجربة في إفادتها
العلم بالأمر الكلّي على القياس الخفي المذكور ، وهو أنّ هذا الأمر لو كان
اتّفاقياً لم يكن أكثرياً أو دائمياً ، لكنّه كذلك فهو ليس باتّفاقي .
وهذا القياس عقلي لا حسّي ، فإذا ألغينا حكم
العقل في المعقولات ، فقد أبطلنا أساس الأحكام الحسّية ، وهو التجربة المذكورة ،
وهذا هو السفسطة .
وبالجملة : أنّ الحسّ لا يمكنه الإحاطة بالقضايا
الكلية أبداً ؛ إذ لا يناله إلاّ الأمر الجزئي مثل : إنّ الضرب الواقع على زيد كان
مؤلماً لجزعه ، وكذا الواقع على زيد وعمرو ، وكل ذلك أُمور جزئية ، فالحكم بأنّ كل
ضرب دائماً مؤلم غير داخل في سلطان الحسّ أصلاً ، ولازم هذا بطلان جميع العلوم
الطبيعية ؛ إذ لا يترتّب الآثار المطلوبة إلاّ على تلك الكلّيات ، كقول الطبيب :
كل مرض كذائي ينفعه الدواء الفلاني مطلقاً ، بلا اعتبار زمان مخصوص ، ومكان كذلك ،
وعنصر معيّن ، وهكذا ، فلابدّ من قبول حكومة العقل حتى ينتظم ناموس العلوم
التجربية .
وثالثاً
: لو انتهى صحّة الإدراكات الحسّية إلى التجربة فقط ، لَما انقطع السؤال عن انتهاء
التجربة نفسها وأنّها إلى ماذا تنتهي ؟ وما هو المصدّق لها هل نفسها حتى يدور
؟ أو غيرها كي يبطل قولهم من رأس ؟ والإنصاف أنّ هذه النظرية الرديئة راجعة
إلى مزعومة السوفسطائيين لا محالة .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|