أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-5-2020
3204
التاريخ: 1-07-2015
1717
التاريخ: 31-3-2017
1426
التاريخ: 31-3-2017
1525
|
...السلفية وأهل الحديث، هم اكثر اهل السنة تشدداً في رفض العقل امام خبر الواحد المتلقى بالقبول، فقد روي عن الامام ابن حنبل أنه قال: « لا نتعدى القرآن والحديث»(1).
وقال
ابن قاضي الجبل - شيخ الحنابلة في عصره - : «مذهب الحنابلة أن أخبار الآحاد المتلقاة
بالقبول تصلح لاثبات الديانات»(2).
وادعى
ابن عبد البر المالكي الاجماع على جواز العمل بأخبار الآحاد في اصول الدين.
وذلك
لأن الخبر الواحد الذي تتلقاه الامة بالقبول تصديقاً له، وعملاً به يفيد العلم عندهم.
والمسألة
ليست بما اجمعوا عليه، ففي إفادة خبر الواحد العلم أو الظن، وكيفية افادته ذلك، لعلماء
السنة عموماً فيه خلاف، تعرضت له كتب أصول الفقه.
وفي
جواز العمل به في اصول العقيدة خلاف آخر، حتى عند الحنابلة، فقد ذهب ابو
الخطاب وابن عقيل الحنبليان وغيرهما الى عدم جواز العمل به في اصول الدين .
ومن
هذا العرض المقتضب لحجية خبر الواحد في اصول الاعتقاد ننتهي الى نتيجة، هي من ادلتنا
في اثبات حجية العقل في اصول الدين، وهي:
لان
حجية خبر الواحد في اصول الدين انما اعتبرت لإفادته العلم - بسبب تلقي الامة له بالقبول،
أو لسبب آخر - وليست لانه حديث أو سنة فقط.
فاذاً،
المناط في الدليل الذي يعتمد عليه ويرجع اليه في اثبات العقيدة هو أن يفيد العلم (اليقين).
ولأن
دليل العقل - هو الآخر - يفيد العلم يكون أيضاً مما يرجع اليه ويعتمد عليه في اثبات
قضايا العقيدة.
ثم ان
الامام احمد (رض) اعتمد العقل دليلاً في اثبات حجية خبر الواحد، فقد جاء في (مختصر
المنتهى) لابن الحاجب في مسألة جواز التعبد بخبر الواحد ما نصه: «وقال احمد والقفال
وابن سريج وابو الحسين البصري بدليل العقل».
يعني
أن جواز التعبد بخبر الواحد دليله العقل.
وهذا
دليل آخر على حجية العقل، وله أهميته لانه يثبت حجية أصل الخبر، فلو لم ينهض دليل العقل
بإثبات حجيته على رأي الامام احمد لم يفدنا تلقي الامة له بشيء لانه تلقٍّ لما ليس
بحجة.
واذا
لم يكن العقل الذي هو دليل حجية خبر الواحد حجة لا يكون خبر الواحد حجة من طريق أولى. ان القرآن
الكريم استخدم دليل العقل في اثبات أصول الدين في مثل : - قوله تعالى: {لَوْ كَانَ
فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22].
- قوله
تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ
كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [المؤمنون: 91].
- قوله
تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور: 35] .
ومعنى
هذا انه معترف به من اللّه تعالى، والأخذ به أخذ بالقرآن.
ولا
أطيل هنا باستعراض وذكر الآيات القرآنية الكريمة التي تدعو الى التفكر في ملكوت اللّه
وخلقه، واستخدام قوى العقل وقواعده للوصول الى معرفته تعالى التي هي أصل الدين الاصيل
وأساسه الركين المتين.
وعليه
لا مناقشة من الطرف الآخر في الاعتماد على العقل والرجوع اليه.
ولكن
- وبعد هذا العرض غير الموجز الى حدٍّ ما - ليست هذه المسألة هي الجوهر في موضوع الخلاف.
وإنما
القطب المركزي الذي تدور حوله رحى الخلاف على مدى هذه الاجيال المتعاقبة، هو:
لو تعارض
ما يدركه العقل مع ما يظهر من خبر الواحد المفيد للعلم ماذا نعمل ؟
الذي
أراه أن العمل : هو الجمع بينهما.
وذلك
لأن خبر الواحد المفيد للعلم، مفيد للعلم بصدوره لا بدلالته، فهو قطعي الصدور ظني الدلالة.
ودليل
العقل المثبت لوحدانية الذات الالهية - الوحدانية المستلزمة لنفي الرؤية للزومها التجسيم
قطعي الدلالة.
وعليه
يصبح التعارض في الحقيقة بين دلالة العقل اليقينية ودلالة الخبر الظنية.
ولأن
الظن لا يعارض اليقين نرفع اليد عن ظهور الخبر بتأويله بما يتمشى وأصل التوحيد، فنجمع
بين الأخذ به والأخذ بالعقل.
وكذلك
في تفسير الآيتين المتعارضتين ظاهراً كآية البصر الدالة على نفي الرؤية بظاهرها
وآية النظر المثبتة للرؤية بظاهرها، نرفع اليد عن ظهور الآية التي ينافي ظاهرها أصل
التوحيد لأنها ظنية الدلالة، ونتمسك بظهور الآية التي تلتقي مع أصل التوحيد لأنها بقرينة
الدليل العقلي هي قطعية الدلالة.
_____________________
(1)
شرح الكوكب المنير 2/ 352.
(2)
م . ن .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|