أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-2-2021
2854
التاريخ: 15-12-2020
1837
التاريخ: 5-7-2022
2114
التاريخ: 2024-11-14
222
|
أشارت الروايات الواردة عن أهل بيت العصمة (عليه السلام) أن حب الله يتحقق في نفس المؤمن إذا تحققت له عدة امور منها:
أولاً : المعرفة ، ولمعرفة الإنسان لله فرعان : فرع اصلي ذاتي منحه الله له، وهو المعرفة الفطرية التي زود الله بها البشر منذ اخذ ميثاقه عليهم ، واشهدهم على أنفسهم، ولكن هذه المعرفة قد تنطمس تحت ركام الذنوب والمعاصي التي تتلبد على صفحات القلب فتجعلها مظلمة سوداء لا تقبل النور {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [المطففين: 14].
وأما الفرع الآخر فهو الاكتساب الذي يحصل للإنسان بالجد والجهد والمواصلة في تطهير النفس من ادران الذنوب؛ وذمائم الأخلاق.
ان المعرفة شرط أساسي من شروط الحب، ولا يمكن ان يحصل بدونها فإن من لا يعرف الشيء لا يمكن ان يحبه ...
ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (نجوى العارفين تدور على ثلاثة اصول : الخوف، والرجاء، والحب.
فالخوف فرع العلم، والرجاء فرع اليقين، والحب فرع المعرفة ... إلى ان قال : وإذا تجلى ضياء المعرفة في الفؤاد هاج ريح المحبة، وإذا هاج ريح المحبة استأنس ظلال المحبوب، وآثر المحبوب على ما سواه، وباشر اوامره واجتنب نواهيه واختارهما على كل شيء غيرهما ...)(1).
ومن هنا تبين لنا ان الحب يتناسب تناسباً طردياً مع المعرفة، فكلما ازدادت المعرفة ازداد الحب واشتد، يقول الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) : (فوعزتك يا سيدي لو انتهرتني ما برحت من بابك، ولا كففت عن تملقك لما اتي إلي من المعرفة بجودك وكرمك)(2).
ثانياً : ومما يرسخ الحب في القلب ذكر نعم الله التي اسبغها علينا ظاهرة وباطنة، فإن الإنسان بفطرته جبل على حب من احسن إليه، وانعم عليه. فإذا ذكر نعم الله عليه، وتذكرها دائماً فإن هذا يزده انشداداً إليه وحباً له.
ولهذا نجد الروايات الشريفة تؤكد على ذلك.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (احبوا الله لما يغدوكم به من نعمه )(3).
وعن الإمام الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال : (قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : أوحى الله (عز وجل) إلى نجيه موسى : احببني وحببني إلى خلقي !
قال: رب ، انا أحبك فكيف احببك إلى خلقك ؟
قال: اذكر لهم نعماي عليهم وبلاي عندهم، فإنهم لا يذكرون ، او لا يعرفون مني إلا كل الخير)(4).
وفي رواية اخرى عن النبي (صلى الله عليه واله) انه قال : (قال الله (عز وجل) لداود احببني وحببني إلى خلقي!
قال: يا رب نعم أنا احبك فكيف احببك إلى خلقك ؟
قال: اذكر ايادي عندهم، فإنك إذا ذكرت ذلك لهم احبوني)(5).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مصباح الشريعة عن بحار الانوار : 70/ 22-23.
(2) المحدث المجلسي، بحار الانوار: 98/85.
(3) المصدر نفسه : 70/14.
(4) المصدر نفسه : 18.
(5) المصدر نفسه : 22.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|