أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-5-2020
2452
التاريخ: 22/12/2022
1577
التاريخ: 2024-05-29
719
التاريخ: 16-8-2022
2065
|
غالباً ما يكون التحاسد بين أشخاص يجتمعون على مقصد واحد، وكل يريد أن يكون له قصب السبق، والفور، والغلبة، وأكثر ما يقع هذا بين أشخاص يتقاربون نسباً، أو مهنة، أو مسلكاً، أو مكانا .
والعلة في ذلك هو تعارض المصالح الذي يؤدي إلى التنازع والعداء يؤدي إلى التحاسد؛ لذلك نرى أن التاجر يحسد التاجر، والعالم يحسد العالم، والمرأة تحسد ضرتها، فأصل هذه المحاسدات العداوة، وأصل العداوة التزاحم على مقصد واحد والغرض الواحد لا يجتمع بين متباعدين إلا ما ندر ... وهذه في الأغراض الدنيوية الضيقة المحدودة، وأما في الأهداف الكبيرة والأغراض الرسالية فلا يقع هذا؛ ولذلك لا يقع تحاسد بين العلماء بالله تعالى، لأن مقاصده هو معرفة الله تعالى، ومعرفة الله بحر واسع لا ساحل له، ولا ضيق فيه .
وغرضهم هو المنزلة عند الله تعالى، ولا ضيق فيما عند الله تعالى(1) أما بين العلماء الذين يطلبون الدنيا بالدين فترى التحاسد بينهم على أشده؛ لأن غرضهم من تحصيل العلم هو نيل المراتب الدنيوية، والدنيا محدودة فيقع فيها التزاحم بينهم؛ ولذلك ترى : الافتراء والتجاهل، والتباغض والتحاسد سائداً بينهم ، ومن هنا ورد في مرفوعة علي بن أسباط أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (إن الله يعذب الستة بالستة ... والفقهاء بالحسد)(2)
يقول الشيخ النراقي (قدس سره) في جامع السعادات: (أنه لا تحاسد بين علماء الآخرة ؛ لأنهم يلتذون، ويبتهجون بكثرة المشاركين في معرفة الله ، وحبه وأنسه، وإنما يقع التحاسد بين علماء الدنيا، وهم الذين يقصدون بعلمهم طلب المال والجاه .
إذا المال أعيان وأجسام، إذا وقعت في يد واحد خلت عنها أيدي الآخرين، والجاه ملك القلوب، وإذا امتلأ قلب شخص بتعظيم عالم، انصرف عن تعظيم الآخر، أو نقص عنه لا محالة، فيكون ذلك سبباً للتحاسد، وأما إذا امتلأ قلبه من الابتهاج بمعرفة الله لم يمنع ذلك من أن يمتلئ غيره به .
فلو ملك إنسان جميع ما في الأرض، لم يبق بعده مال يملكه غيره لضيقه وانحصاره.
وأما العلم فلا نهاية له، ومع ذلك لو ملك إنسان بعض العلوم، لم يمنع ذلك من تملك غيره له.
فظهر أن الحسد إنما هو في التوارد على مقصود مضيق عن الوفاء بالكل فلا حسد بين العارفين، ولا بين أهل العليين، لعدم ضيق ومزاحمة في المعرفة ونعيم الجنة؛ ولذا قال الله سبحانه فيهم : {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] (3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفيض الكاشاني، المحجة البيضاء: 24 باب الحسد .
(2) ثقة الإسلام الكليني، الروضة من الكافي: 163/8 .
(3) الشيخ التراقي، جامع العادات: 204/2 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|