المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



علي بن عيسى بن داود بن الجراح  
  
3198   05:08 مساءاً   التاريخ: 28-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج4، ص188-190
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2016 3003
التاريخ: 24-06-2015 2414
التاريخ: 24-7-2016 3840
التاريخ: 22-7-2016 2100

أبو الحسن الوزير. كانت منزلته من الرياسة ومعرفته بالعدل والسياسة تجل عن وصفها ومن حسن الصناعة والكفاية ما هو مشهور مذكور وزر للمقتدر بالله دفعتين ومات في ليلة اليوم الذي عبر معز الدولة في صبيحته إلى بغداد وهو يوم الجمعة انتصاف الليل من سلخ ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ودفن في داره وعمره تسع وثمانون سنة ونصف وحم يوما واحدا ومولده في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين ومائتين وله كتاب جامع الدعاء كتاب معاني القرآن وتفسيره أعانه عليه أبو الحسين الواسطي وأبو بكر بن مجاهد كتاب رسائله. كان تقلده للوزارة الأولى في المحرم سنة إحدى وثلاثمائة وبقي فيها أربع سنين غير شهر والأخرى في صفر سنة خمس عشرة وثلاثمائة وبقي فيها سنة وأربعة أشهر ويومين وكان يستغل ضياعه في السنة بسبعمائة ألف دينار يخرج منها في وجوه البر ستين وستمائة ألف دينار وينفق أربعين ألف دينار على خاصته وكانت غلته عند عطلته ولزومه بيته نيفا وثمانين ألف دينار يخرج منها في وجوه البر نيفا وأربعين ألفا وينفق ثلاثين ألفا على نفسه وكان يرتفع لابن الفرات وهو متعطل ألف ألف دينار. قال الصولي ولا أعلم أنه وزر لبني العباس وزير يشبهه في زهده وعفته وحفظه للقرآن وعلمه بمعانيه وكان يصوم نهاره ويقوم ليله.

 قال الصولي: ولا أعلم أنني خاطبت أحدا أعرف منه بالشعر. وكان يوقع بيده في جميع ما يحتاج إليه مما كان يوقع فيه أصحاب الدواوين في وزارته فسألت أبا العباس أحمد بن طومار الهاشمي عن السبب فقال قد اقتصر في نفقته وأجرى الفاضل على أولاد الصحابة بالمدينة وجلس للمظالم فأنصف الناس وأخذ للضعيف من القوي وتناصف الناس بينهم ولم يروا أعف بطنا ولسانا وفرجا منه ولما عزل في وزارته الثانية وولي ابن الفرات لم يقنع المحسن بن أبي الحسن بن الفرات إلا بإخراجه عن بغداد فخرج إلى مكة فأقام بها مهاجرا وقال في نكبته: [الطويل]

 (ومن يك عني سائلا لشماتة ... لما نابني أو شامتا غير سائل)

 (فقد أبرزت مني الخطوب ابن حرة ... صبورا على أهوال تلك الزلازل)

 (إذا سر لم يبطر وليس لنكبة ... إذا نزلت بالخاشع المتضائل)

 ولما جلس كان يلبس ثيابه ويتوضأ للصلاة ويقوم ليخرج لصلاة الجمعة فيرده المتوكلون فيرفع يده إلى السماء ويقول اللهم أشهدك أنني أريد طاعتك ويمنعني هؤلاء وأشار على المقتدر أن يقف العقار ببغداد على الحرمين والثغور وغلتها ثلاثة عشر ألف دينار في كل شهر والضياع الموروثة بالسواد وارتفاعها نيف وثمانون ألف دينار سوى الغلة ففعل ذلك وأشهد على نفسه الشهود وأفرد لهذه الوقوف ديوانا سماه ديوان البر

 ورأى آثار سعيه لآخرته في دنياه فإنه سلم من جميع البلاء على كثرة من عاداه وقصده ومنع حواشي المقتدر من المحالات وحملهم على السيرة الحميدة فأفسدوا أمره حتى اعتقل ثمانية عشر شهرا ثم نفي إلى مكة واليمن ومصر ثم عاد ووزر بعد ذلك واحتاج إلى المشي في بعض أسفاره فجعل يتمثل: [الرجز]

 (قد علمت إخوتنا كلاب ... أنا على دقتنا صلاب)

 وكان الديلم عند دخولهم إلى بغداد إذا اجتازوا على محلته تجنبوها ويقولون ها هنا دار الوزير الصالح وكانت داره على دجلة وهي المعروفة بالستينى واحتاجت مسناتها إلى مرمة فقدروا لها صناعها ثلاثة آلاف دينار فلما أحضر الدنانير قال صرفها إلى الصدقة أولى فليس اليوم على دجلة بين البلد والمعزية غيرها وهي مشهورة ببغداد إلى يومنا هذا قد عمل عليها عدة دواليب لسقي مزارع الزاهر. ونزل يوما في طيارة فاجتمع عليه قوم يسألونه توقيعا فقال نعم وكرامة حتى أرجع وأوقع ثم قال ومن لي بأن أرجع ووقع لهم قائما ثم قال اقتديت في هذا الفعل بعمر بن عبد العزيز فإنه وقف على متظلم وأطال الوقوف حتى قضى حاجته وقال إن الخير سريع الذهاب وخشيت أن أفوته نفسي.

 ولما ورد البريدي إلى بغداد مستوليا عليها متغلبا خوف منه وقيل الصواب أن تهرب إلى الموصل فقال أيهرب مخلوق إلى مخلوق اصرفوا ما أعددته لنفقة الطريق إلى الفقراء.

 فلما دخل البريدي لم يكرم أحدا غيره وكثر الموتان ببغداد في أيام البريدي فكفن علي بن عيسى من الغرباء والفقراء ما لا يحصى كثرة حتى نفد ما كان عنده فاستدان لذلك أموالا كثيرة وكان يجري على خمسة وأربعين ألف إنسان جرايات تكفيهم وخدم السلطان سبعين سنة لم يزل فيها نعمة عن أحد وأحصي له في ايام وزارته نيف وثلاثون ألف توقيع من الكلام السديد ولم يقتل أحدا ولا سعى في دمه فبقيت عليه نعمته وعلى ولده بعد أن شحذت له المدى مرارا فدفع الله عنه وأهلك ظالمه ولم يهتك حرمة قط لأحد فلم يهتك الله له حرمة مع كثرة نكباته وكان على خاتمه مكتوب: [المجتث]

 (لله صنع خفي ... في كل أمر يخاف)

 وكان له ابن يكنى أبا نصر واسمه إبراهيم وزر للمطيع في شهر ربيع الأول سنة سبع وأربعين ومات في جمادى الأولى سنة خمسين وثلاثمائة فجأة.

 وابن يكنى أبا القاسم واسمه عيسى بن علي كتب للطائع لله.

 ودخل علي بن عيسى على أبي نصر وأبي محمد ولدي القاضي أبي الحسن عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف يعزيهما بموت أبيهما فلما أراد الانصراف التفت إليهما وقال مصيبة قد وجب أجرها خير من نعمة لا يؤدى شكرها. وهذا عندي من حر الكلام وفصل الخطاب.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.