أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-2-2018
3579
التاريخ: 11-3-2016
2706
التاريخ: 9-04-2015
2035
التاريخ: 27-09-2015
6158
|
الجسم في بلد و الروح في بلد يا وحشة الروح بل يا غربة الجسد
إن تبك عيناك لي يا من كلفت به من رحمة فهما سهماك في كبدي
و كان سريع الغضب، و جرّ عليه ذلك اشتباكه مع القلفاط الشاعر معاصره في الهجاء، و نراه في كثير من أشعاره شابا و شيخا ميالا إلى التشاؤم و إلى ذم الدنيا و الناس و سوء الظن بالأشخاص. و ربما كان صادرا في ذلك عن نزعة دينية غرسها فيه شيوخه، و من بقيتها عنده أن نراه بأخرة من حياته يعارض كل مقطوعة غزلية أو خمرية في شبابه بمقطوعة في ذم الدنيا و التنفير منها، و سمّى تلك المقطوعات الممحّصات أي المخلصات من الذنوب، كأنما عدّ شعره في شبابه ذنوبا و آثاما و هو إنما كان في رأينا محاكاة للشعراء العباسيين لا اقترافا حقيقيا للآثام، لأنه لم يكن مهّيئا لذلك بحكم روحه المحافظة. و يدل على ذلك أبلغ الدلالة كتابه «العقد الفريد» و هو مطبوع بمصر مرارا في عدة مجلدات، و فيه يعرض الثقافة الأدبية المشرقية على نهج كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة، و لم يعن فيه بالحديث عن أدباء بلده و شعرائه إلا ما كان من تمثله بكثير من أشعاره و ذكره لشاعر الأمير عبد الرحمن الأوسط يحيى الغزال، أما بعد ذلك فالكتاب مشرقي خالص بما فيه من شعر و نثر بحيث قال الصاحب بن عباد حين اطلع عليه: هذه بضاعتنا ردّت إلينا، و هو رمز واضح لروحه المسرفة في المحافظة.
و مع أن غزلياته و خمرياته و زهدياته يبدو فيها جميعا التكلف الشديد تتجلى في مدائحه شاعرية بارعة، و كأنما خلق للمديح أو مداحا، و بدأ مديحه مبكرا، و قد استهله بمديح الأمير محمد بن عبد الرحمن، و توفي فعنى بمديح ابنه المنذر و يؤثر له فيه قوله من مدحه:
بالمنذر بن محمد شرفت بلاد الأندلس
فالطير فيها ساكن و الوحش فيها قد أنس
و توفي المنذر و خلفه أخوه عبد اللّه (٢٧5-٣٠٠ ه.) و يمدحه لأول استيلائه على صولجان الحكم بقصيدة قافية يقول فيها متجاوزا كل حد في المبالغة على عادة الشعراء:
إذا فتحت جنّات عدن و أزلفت فأنت بها للأنبياء رفيق
و ينتصر عبد اللّه على ابن حفصون الثائر في إحدى المعارك معه سنة مائتين و ثمان و سبعين، و كان قد اشتدت شوكته و تداعى له-كما يقول ابن حيان-أهل الشر من أقطار الأندلس، فهنأه ابن عبد ربه بقصيدتين: حائية و جيمية، و في الثانية يقول:
هذى الفتوحات التي أذكت لنا في ظلمة الآفاق نور سراج
و يخلف عبد الرحمن الناصر (٣٠٠-٣5٠ ه.) جده عبد اللّه و كان ابن عبد ربه أحد معلميه و كان الناصر جديرا بكل حمد فعاش ابن عبد ربه بقية حياته حتى وفاته سنة ٣٢٨ يتغنى بفتوحاته و انتصاراته الضخمة على الثائرين في الداخل، و دانت له الأندلس و دان له ملوك النصارى و أمراؤهم في الشمال. و بمجرد استيلائه على مقاليد الحكم يعد جيشا جرارا لغزوة المنتلون، و يستولى فيها على مائتي حصن من حصون الثوار و يهنئه ابن عبد ربه بهذا النصر المبين مرارا منشدا:
في غزوة مائتا حصن ظفرت بها في كل حصن غواة للعناجيج (1)
ما كان ملك سليمان ليدركها و المبتنى سدّ يأجوج و مأجوج
و هو يعلى ملكه على ملك سليمان بن داود و ملك الإسكندر ذي القرنين باني سد بأجوج و مأجوج و صاحب الفتوح الكبرى. و لابن عبد ربه في حروب الناصر من سنة ٣٠٠ إلى سنة ٣٢٢ منظومة تاريخية يصف فيها انتصاراته على مدار تلك السنوات البالغة اثنتين و عشرين سنة، و هو يستهلها بالتسبيح و التحميد، و ينوه بالناصر و حسبه و نسبه و تقواه، ثم يقص غزواته موزعة على تلك السنين بهذا الأسلوب الذي نقرؤه في حديثه عن غزوة المنتلون بجيّان:
أرجفت القلاع و الحصون كأنما ساورها المنون)2)
و أقبلت رجالها وفودا تبغى لدى إمامها السّعودا
قلوبهم باخعة بالطّاعة قد أجمعوا الدّخول في الجماعة
و أسلوب ابن عبد ربه في المنظومة جميعها يخلو من التصاوير مما يدخلها في دوائر الشعر التاريخي التعليمي كمنظومة على بن الجهم التاريخية التي ألممنا بها في كتاب العصر العباسي الثاني، و في الحق أن أجنحة ابن عبد ربه كانت من القصر بحيث لم يستطع أن يحلّق فيها بين شعراء الملاحم المبدعين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) العناجيج: الخيل.
2) أجفت : اضطربت من الفزع .ساورها : صارعها
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|