المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

الشيخ محمد بن محمد باقر
4-2-2018
موضع عرفة وحدها.
20-4-2016
الضغوط الجوية الرئيسية المؤثرة على مناخ العالم العربى
2024-09-28
حفصة بنت عمر
16-11-2018
يلاحظ في اسلوب التأثير التراكمي طويل الأمد
10-1-2022
الدعاء الحثيث
13-9-2018


محمد بن سوار  
  
3795   08:57 صباحاً   التاريخ: 24-7-2016
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : عصر الدول و الإمارات ،الأندلس
الجزء والصفحة : ص 335-336
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-06-2015 2645
التاريخ: 26-1-2016 4863
التاريخ: 14-7-2019 8244
التاريخ: 29-12-2015 3181

  هو أبو بكر محمد بن سوار الأشبوني، ولد و نشأ في أشبونة بغربي الأندلس، و لا نعرف شيئا واضحا عن نشأته و تعلمه غير أن ابن بسام يقول إنه نظم عدة قصائد في أمراء الطوائف قالها فيهم «تحبّبا لا تكسبا، و عمر مجالسهم بها وفاء لا استجداء» مما يدل على أنه نشأ في يسار و نعمة أغنته في شبابه عن التكسب بأشعاره. و يستمر ابن بسام قائلا إنه بعد أن خلع ابن تاشفين أمراء الطوائف لسنتي 4٨٣،4٨4 حالت بابن سوار الحال و توزعه الإدبار و الإقبال، إلى أن وقع في أسر النصارى و سجن بقورية على أحد فروع نهر تاجه غربي طليطلة، و ظل يستغيث بمن يفتديه و ينقذه من هذا الأسر و عذابه و لا مغيث إلى أن سمع باستغاثته علي بن القاسم بن عشرة قاضى سلا في المغرب على المحيط، فأغاثه و افتداه، وردّت إليه حريته بعد عام طويل من الأسر و العذاب، و عبر إليه الزقاق، فأظله برعايته و أسبغ عليه من نواله الغمر على نحو ما مر بنا في غير هذا الموضع، و ظل الشاعر يدبج فيه المدائح، و كان القاضي من المقربين ليوسف بن تاشفين، و نظن ظنا أنه وصل ابن سوار به، إذ نراه حين توفي ابن تاشفين في المحرم سنة 5٠٠ للهجرة ينشد مرثية على قبره، قائلا:

اسمع أمير المسلمين و ناصر ال‍      دّين الذي بنفوسنا نفديه
جوزيت خيرا عن رعيّتك التي         لم ترض فيها غير ما يرضيه
في كلّ عام غزوة مبرورة        تردى عديد الرّوم أو تفنيه (1)
تصل الجهاد إلى الجهاد موفّقا       حكم القضاء بكل ما تقضيه
متواضعا للّه مظهر دينه        في كل ما تخفيه أو تبديه

و هو يشيد بابن تاشفين صاحب موقعة الزلاقة التي أجّلت استرداد الإسبان للأندلس العربية مئات السنين. و يقول إنه ناصر الدين الذي يفديه كل مسلم بروحه و دمه، و يدعو اللّه أن يجزيه خير الجزاء عما بذل لرعيته في جهاده المستميت للإسبان و غزواته المتعاقبة واصلا الجهاد بالجهاد، إعلاء لكلمة اللّه في تواضع حميد. و يتوفى القاضي علي بن القاسم بعد ابن تاشفين بعامين، فيقول فيه من مرثية طويلة:

العيش بعدك يا علىّ نكال      لا شيء منه سوى العناء ينال
يا عصمة الفقراء بل يا مالهم      هيهات ما للناس بعدك مال
قد كنت آمالي التي أنا طالب      جهدي و متّ فماتت الآمال
لا الظلّ ظلّ بعد فقدك يا أبا     حسن و لا الماء الزّلال زلال

    و هو يقول إن العيش بعد ابن عشرة نكال و عقاب و عناء و عذاب، و يسميه عصمة الفقراء بما كان ينثر عليهم من أمواله، كما يقول إن آماله ماتت بموت ابن عشرة. و لم يعد الظل ظلا باردا بل أصبح يحموما، و لم يعد الماء الزلال زلالا عذبا، بل أصبح مرا لا يساغ. و خلف القاضي في القضاء ابنه أبو العباس أحمد، فرعاه و والى عليه نواله، و والى ابن سوار له مديحه. و ينشد ابن بسام له قطعة من مرثيته في صبي يسمى محمدا لعله كان ابنا لأبي العباس، كما ينشد له أبياتا في رثاء قاضيين، و ربما كانا من بني عشرة. و لعل فيما قدمنا ما يدل بوضوح على موهبته الشعرية الخصبة. .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1) تردى: تهلك.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.