أقرأ أيضاً
التاريخ:
991
التاريخ: 2023-03-03
997
التاريخ: 10-1-2021
2051
التاريخ: 18-5-2022
1444
|
المنظمات الأفريقية :
لقد تعرضت القارة الأفريقية أكثر من أي قارة أخرى لأطول فنترة حكم استعماري أوربي، فقد تقاسمتها سبع دول أوربية مي: بريطانيا وفرنسا واسبانيا وإيطاليا وبلجيكا والبرتغال والمانيا. فقد كانت أفريقيا بالنسبة لهذه الدول تعد براء فهي غنية بالمعادن اللازمة لحاجات هذه الدول، وللأيدي العاملة والأسواق الخارجية الواسعة لمنتجات الدول الأوربية، بالإضافة لأهمية القارة السياسية، وفي التسابق على المكانة الدولية بين هذه الدول.
لكل هذه الظروف كانت أفريقيا مسرحا للصراع بين هذه الدول، وكانت تتأثر بالأحداث التي تجري في اوربا، حيث كانت تعامل كما لو كانت غنائم حرب، فهزيمة أي دولة من هذه الدول كان يترتب عليها تقسيم مستعمراتها بين الدول المنتصرة، كما حدث في أعقاب الحربين العالميتين الأولى والثانية، فقد ترتب عليها خروج المانيا وإيطاليا المهزومين من مناطق نفوذهما في أفريقيا.
وقد بدأ الشعور بضرورة التحرر من سيطرة الحكم الأوربي يتبلور تدريجيا خلال النصف الأول من القرن العشرين، فتشكلت الأحزاب في بعض الدول المقاومة الاستعمار، وبدأت هذه الأحزاب تستقطب المشاعر الوطنية في بلادها نحو الاستقلال والتحرر، وعندما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها كانت هناك اربع دول أفريقية مستقلة فقط هي: مصر والحبشة (اثيوبيا) وليبريا وجنوب أفريقيا، ثم بدأ تزايد الدول المستقلة عامنا بعد آخر إلى أن بلغ عددها في أفريقيا نحو ثلث أعضاء منظمة الأمم المتحدة.
وقد ارتبطت محاولات الشعوب الأفريقية للتحرر من الاستعمار بمحاولات التحقيق نوع من الوحدة أو التضامن فيما بينها في نطاق اتحادات وتنظيمات أكبر تكون أقدر على مواجهة مشاكل ما بعد الاستقلال.
وقد بدأت هذه المحاولات في 17 يناير عام 1959 عندما اجتمع في داكار عاصمة السنغال ممثلون من السنغال والسودان الفرنسي (مالي) وتولنا العليا وداهومي، وذلك لإقامة اتحاد فيما بينهم يسمى اتحاد مالي، في ظل ارتباطهم بفرنسا، حيث لم تكن هذه الدول تتمتع بالاستقلال السياسي الكامل، بل بحكم ذاتي في ظل الدستور الفرنسي الصادر في 4 أكتوبر عام 1958.
وقد وافق ممثلو هذه الدول على إقامة هذا الاتحاد الذي يتكون من وزارة اتحادية تضم وزارتين من كل دولة، وتكون هذه الوزارة مسئولة أمام برلمان يضم 48 عضوا من الدول الأربع تنتخبهم المجالس التشريعية في كل دولة.
ولكن رغم الاتفاق على هذا الدستور في 17 يناير 1959 فقد رفضت كل من فولتا العليا وداهومي التصديق عليه، ولذلك عدل في أبريل عام 1959 ليكون مقصورا على دولتين فقط هما السنغال والسودان الفرنسي (مالي)، وتبع ذلك موافقة فرنسا على منح الدولتين الاستقلال الكامل من قبل فرنسا في ٠ ٢ يونيو عام 1960.
ولكن هذا الاتحاد لم يكتب له النجاح لاختلاف الدولتين على شخصية رئيس الدولة الاتحادية ما أدى إلى انسحاب السنغال من الاتحاد في ٢٠ أغسطس ,عام 1960 وأعلن استقلالها في اليوم نفسه، كما أعلن استقلال السودان الفرنسي في ٢٢ سبتمبر عام 1960 تحت اسم جمهورية مالية، واعترفت فرنسا بالدولتين.
وبعد فشل اتحاد مالي، ظهرت محاولة اتحاد آخر بين أربع دول هي : النيجر وساحل العاج وتولتا العليا وداهومي، وبدا ذلك باجتماع في باريس في 6 مايو عام 1959 ، وأعقبه اجتماع آخر في أبيدجان، عاصمة ساحل العاج في ٢٩ مايو عام 1959، حدث وضعت فيه أسس قيام اتحاد بين الدول الأربع اتخذ اسم المجلس الوفاق الذي يتكون من رؤساء الدول الأربع ورؤساء ونواب المجالس التشريعية في كل دولة، ومن بعض الوزراء، ويجتمع هذا المجلس عدة مرات في كل عام، وتصدر قراراته بالإجماع، ويرأسه رؤساء الدول الأربع بالتناوب لمدة سنة لكل منهم، كما أنشئ جهار اقتصادي يسمي صندوق التضامن، تخصص له كل دولة منهم 0اه10 من إيرادها، ولهذا الاتحاد سياسة خارجية موحدة، وضرائب وخطط تنمية موحدة، وقواعد موحدة في التوظيف، ولكن هذا الاتحاد لم يستمر طويلا.
وفي 25 ديسمبر عام 1960 عقد اجتماع في كوناكري بين رؤساء كل من غانا وغينيا ومالي للاتفاق على إقامة اتحاد يسمى اتحاد الدول الأفريقية، ليبدأ بالدول الثلاث على أمل أن يضم دولا إفريقية أخرى حيث اعلن ميثاقه رسميا في أول يوليه عام 1961، وكان هذا يتضمن ما يلى :
"يعتبر اتحاد الدول الأفريقية نواة للدول المتحدة الأفريقية، وهو مفتوح لكل دولة أو اتحاد دول أفريقية تقبله بأهدافه وموضوعه، ويمكن لكل دولة أفريقية توافق على أهداف وموضوعات ميثاق الاتحاد أن تكون عضوا عندما تعلن ذلك رسميا".
وتد أنشئ لهذا الاتحاد عدة هيئات تدير شئونه تتمثل في "مؤتمر الاتحاد" الذي ينعقد ثلاث مرات في العام في عواصم الدول الثلاث بالتناوب، ويرأس كل مؤتمر رئيس الدولة الغني ينعقد فيها الاجتماع، وتتخذ القرارات بالإجماع. كما تتكون لجنة تحضيرية للمجتمع عادة تبل انعقاد المؤتمر، ثم يضم الاتحاد لجيانا أخرى اقتصادية ومالية، ولجانا لتنظيم التنظيمات الشعبية للربط بين الحركات الشعبية. ورغم كل ذلك فإن هذا الاتحاد لم يكتب له النجاح، ولكته بعد محاولة على طريق الترابط بين الدول الأفريقية.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|