المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

القوى بين الجزيئية Intermolecular
1-11-2016
الميرمية ثلاثية الفصوص eSalvia triloba L. fil
31-1-2021
تحليل المسائل الحسابية للصفوف الدنيا-2
15-4-2018
Dialects—Two Tongues in One Mouth
2024-01-15
Photon Gas
3-9-2016
البحث حول الراوي أبو بصير (القسم الأوّل).
28/12/2022


تجنب الفحش والسب، واللعن  
  
2564   02:06 صباحاً   التاريخ: 22-12-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 239 ـ 243
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-6-2016 3340
التاريخ: 24-6-2016 2327
التاريخ: 2023-08-27 948
التاريخ: 13-11-2021 3601

قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (إياكم والفحش فإن الله - عز وجل ـ لا يحب الفاحش المتفحش) (1).

وقال (صلى الله عليه وآله) ايضاً: (ألا أخبركم بأبعدكم مني شبها؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الفاحش المتفحش البذي) (۲).

وقال (صلى الله عليه وآله): (سباب المؤمن فسوق،..) (3).

وقال تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108].

وقال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (لا يكون المؤمن لعاناً) (4).

وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (لعن المؤمن كقتله) (5).

وقال (صلى الله عليه وآله): (إن استطعت ألا تلعن شيئاً فافعل) (6).

الفحش: القبيح من القول والفعل. فكل قول أو فعل يصدق عليه الفحش، هو فحش ينبغي ترك قوله أو فعله. والفحش والبذاءة في الكلام من الأخلاق السيئة المبغوضة من قبل الله والناس. وهل يحب الناس من يعاملهم بقبح القول ؟!

ومن هنا ينبغي للمرء في معاملته الناس، أن يجعل لسانه وكلامه حسناً، وأن لا يقع في الطرف الآخر، وهو الفحش في الكلام والبذاءة فيه. فمن الحسن أن يقول الإنسان للناس الكلام الحسن الجميل، ومن القبح أن يجعل لسانه وسيلة ومركباً للكلام الفاحش والبذيء.

ومع ان حسن القول ـ كما حسن الفعل ـ هو المطلوب في معاملة الناس، وأن قبح القول ـ كما قبح الفعل ـ ليس مطلوباً، فإن هناك من الناس من هو لا يبالي في استعمال لسانه، ولا يهمه إن كانت الكلمات التي يتلفظها فاحشة وقبيحة. والأكثر ذلك أن من الناس من يتعود على الكلام البذيء فيصبح الفحش والبذاءة عادة فيه، وهذا خلق سيء ينبغي للمرء أن يجتنبه في تعامله مع الناس!

ومن الفحش: السب، وهو الشتم، وهو من الأخلاق السيئة التي تؤدي إلى نشوء العداوة بين الناس، إذ أن من حسن معاملة الناس اجتناب سبهم وشتمهم، ومن البديهي أنهم لا يحبون من يسبهم، ولا ينجذبون إليه، بل يمقتونه وينفرون منه، ويكرهون مجالسته، ويتركونه اتقاء لفحشه، لأنه بسبهم يسيء معاملتهم، ويهينهم ويؤذيهم، فما أقبح السب (*) والشتم!

ومن الأمور التي تترتب ـ عادة ـ على السب، إجابته من قبل الطرف الآخر، مع العلم بأن رد السب هو الآخر ليس من الأمور المحمودة، بل من الأمور المذمومة. يقول الإمام علي (عليه السلام): (من عاب عِيب، ومن شَتَم أجيب) (7).

وفي هذا الشأن (قيل إنه ـ ذات مرة ـ ذهب ولد صغير إلى غابة، وأخذ ينشد الأناشيد. وبينما هو كذلك سمع أصداء صوته تتردد من الغابة، فظن أن طفلاً آخر يبادله الكلمات مستهزئاً به. وبدأ الطفل يكيل السباب للأصداء، فانهالت عليه الأصداء سبا بالمثل، وقال الطفل مخاطباً: أيها الأحمق! فسمع صدى هذه الجملة يقول: أيها الأحمق!. ثم قال الطفل: أنت طفل بذيء، فقرعت مسامعه هذه الجملة: أنت طفل بذيء. وراح الطفل في صراع مع الصدى، يسب ويشتم ويلعن، وموجات السب والشتم واللعن ترتد إلى مسامعه.

وعاد الطفل أدراجه قافلا إلى البيت، وإمارات عدم الإرتياح مرتسمة على قسمات وجهه، وناشد أباه قائلا: لقد ذهبت إلى الغابة، فأنشدت أنشودة، فسمعت طفلا آخر ينشدها أيضاً، ويرد على كل كلمة أتفوه بها، ثم أخذ يكيل إلي السب والشتم واللعن. فقال له: يا ولدي! لو كنت تقول خيراً لكنت تسمع خيرا) (**).

يقول الإمام علي (عليه السلام): (من أسرع الى الناس بما يكرهون، قالوا فيه بما لا يعلمون) (8). وسمع (عليه السلام) قوماً من أصحابه يسبون أهل الشام، فقال: (إني أكره أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر. وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم) (9).

ومن قبح القول: اللعن، وهو الإخزاء والإبعاد عن الخير، وطلب العذاب للشخص الآخر. وهو نتيجة لإساءة استعمال اللسان، وقد يكون سببه الغضب أو عدم الرضا ـ عموماً ـ عن الشخص الآخرـ. واللعن خلق مذموم، سواء كان لعنا للنفس أو الولد، أو الأموال، أو الناس.

إن من حسن معاملة الناس ترك لعنهم، لأن في هذا الترك التزام لخلق حسن، وابتعاد عن الوقوع في غير اللائق من الكلام، الأمر الذي لا يقبله الناس، ولا يرضونه.

يقول الإمام الباقر (عليه السلام): (إن اللعنة إذا خرجت من صاحبها ترددت بينه وبين الذي يلعن، فإن وجدت مساغاً وإلا عادت إلى صاحبها، وكان أحق بها، فاحذروا أن تلعنوا مؤمناً فيحل بكم)(10).

ويقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (من هذا اللاعن بغيره؟ انزل عنه فلا تصحبنا بملعون، ولا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم) (11).

وعلى هذا لكي يحسن المرء تعامله مع الناس، عليه أن يجتنب القبيح من القول والفعل معهم، وأن لا يسبهم ولا يلعنهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار، ج79، ص110.

(2) المصدر السابق، ج72، ص110.

(3) المصدر السابق، ج75، ص148.

(4) كنز العمال، خ8178.

(5) المصدر السابق، خ8182.

(6) المصدر السابق، خ8192.

(*) لا تنهى الأحاديث الشريفة عن سب الله والناس فحسب، بل تنهى حتى عن سب الرياح، والجبال، والساعات، والأيام والليالي، والدهر، والشيطان. والشيطان يتعوذ منه ولا يسب.

(7) بحار الأنوار، ج78، ص91.

(**) هادي المدرسي: ألف عبرة وعبرة (مخطوط).

(8) نهج البلاغة، حكمة 35.

(9) المصدر السابق.

(10) بحار الأنوار، ج72، ص208.

(11) كنز العمال، خ8172. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.