تفسير قوله تعالى : {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ ..} |
1987
01:20 صباحاً
التاريخ: 14-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
1966
التاريخ: 12-06-2015
1836
التاريخ: 14-06-2015
1600
التاريخ: 12-06-2015
1594
|
قال تعالى : {وَقَالَ
لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ
سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ
تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ} [البقرة : 248] .
{وَقالَ
لَهُمْ نَبِيُّهُمْ} في مقام الاحتجاج والدلالة
على ان طالوت يكون ملكا عليهم وذلك باصطفاء اللّه له إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ
والحجة التي تعرفون بها ذلك {أَنْ
يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ} الصندوق في مجمع البيان انه
كان في ايدي اعداء بني إسرائيل غلبوهم عليه لما مرج امر بني إسرائيل وحدث فيهم
الأحداث ثم انتزعه اللّه من أيديهم ورده على بني إسرائيل تحمله الملائكة وروى ذلك
عن أبي عبد اللّه.
{فِيهِ
سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} في تفسير القمي عن الرضا
(عليه السلام) انها ريح من الجنة لها وجه كوجه الإنسان ونحوه في مجمع
البيان والدر المنثور عن امير المؤمنين.
وفي رواية معاني الأخبار عن يونس عن
الرضا (عليه السلام) روح اللّه .لكن في اصول الكافي في صحيح محمد ابن مسلم عن
الباقر (عليه السلام) السكينة الإيمان. ونحوه في صحيح حفص وهشام عن الصادق ونحوه
في صحيح أبي حمزة عن الباقر وزاد في قوله تعالى {وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة : 22] قال
هو الإيمان ونحوه في صحيح جميل عن الصادق (عليه السلام).
والظاهر ان هذه التعبيرات تشبيهات
وإشارات بحسب حال المورد والخطاب والمخاطب فلعل السكينة أمرا يوجب الامنة
والطمأنينة جعله اللّه في التابوت ليسكن اليه بنو إسرائيل فقد كان لهم بمنزلة
اللواء الأعظم في الحروب وفي التبيان انه الأولى واستظهر نحو ذلك في مجمع البيان
وهو احدى روايات الدر المنثور عن ابن عباس {وَبَقِيَّةٌ
مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وآلُ هارُونَ} من
آثار النبوة {تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ} الجملة
حال من يأتيكم وفي روضة الكافي في معتبرة عبد اللّه بن سليمان «1» عن
الباقر (عليه السلام) في التابوت ما لفظه «والملائكة كانت تحمله على صورة البقرة»
أقول وعلى تقدير صدور هذا المروي عن الإمام (عليه السلام) يكون ما في كتب اليهود
صورة لما ذكره (عليه السلام) من الحقيقة. ففي الفصل السادس من كتاب صموئيل الاول
في الآية وخرق العادة في رجوع التابوت وهو ان المشركين لما انتهبوا التابوت من بني
إسرائيل أصابهم بلاء من الموت والأمراض فأرادوا أن يردوا التابوت ويستعلموا من
حاله وكرامته انه هل هو الذي سبب عليهم ذلك البلاء من اللّه فتبانوا على ان يجعلوه
في عجلة ويربطونها ببقرتين مرضعتين صعبتين لم يعلهما نير وبعد ذلك يرجعون عنهما
ولديهما إلى البيت فإن سارت البقرتان بالعجلة على الهدو والاستقامة عرفوا ان هذا
الأمر الخارق للعادة من حال البقرتين إنما هو من آيات اللّه لبيان كرامة التابوت
فسارت البقرتان بالتابوت والعجلة على أحسن استقامة ومعرفة للطريق إلى أن اوصلتا
التابوت إلى بلاد بني إسرائيل وبمقتضى الآية الكريمة والرواية الشريفة ان الملائكة
كانت تتولى حمل التابوت بهذا الحمل الخارق للعادة في تلك الصورة الظاهرية من تسخير
البقرتين وفي مجمع البيان ذكر شيئا فيه شبه لهذا ولم ينسبه إلى إمام. وذكر
في شرح روضة الكافي شيئا من تاريخ ابن الأثير وغيره من المفسرين وأقول ان تفاسير
هذه الأمور اما ان تؤخذ عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) او الإمام وإلا فلا
لأن المؤرخين بل والمفسرين كما ذكرناه في المقام الثالث من الفصل الرابع من
المقدمة ان منهم من يأخذ من النقل الافواهي المتقلب بالتحريف من اهل الكتاب الراجع
إلى كتبهم من العهد القديم وهي التي كانت في ازمنة المفسرين والمؤرخين باللسان
العبراني والبابلي واليوناني وهي ممنوعة عن غير اليهود والنصارى ويحرم في مذهب
الفريقين ان يمكنوا منها حتى العوام منهم لكن بعد ان ظهرت في النصارى فرقة
الانجيليين ترجموها بكل لسان ونشروها في البلاد فهذه الكتب على ما فيها من التحريف
أقل تحريفا من الأنقال المأخوذة عنها بالنقل الا فواهي الذي لم يبن على الحفظ
والأمانة {إِنَّ فِي ذلِكَ} أي
في اخباري بإتيان التابوت حال كونه تحمله الملائكة {لَآيَةً
لَكُمْ} تعرفكم نعمة اللّه وقدرته لتطيعوه وتعرفكم صدقي
وإن طالوت جعله اللّه ملكا عليكم كل ذلك {إِنْ
كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} باللّه وآياته ودلالتها حق
الإيمان.
في تفسير القمي بسند صحيح عن الرضا (عليه
السلام) كان إذا وضع التابوت بين المسلمين والكافرين فإن تقدم التابوت رجل لا يرجع
حتى يقتل أو يغلب فأوحى اللّه إلى نبيهم ان جالوت «وهو رئيس المشركين وشجاعهم»
يقتله من يستوي عليه درع موسى اسمه داود بن اسى «وفي كتب اليهود في العبرانية
«يسي» وكان اسي راعيا وكان له عشر بنين أصغرهم داود فلما جمع طالوت بني إسرائيل
للحرب بعث إلى اسي ان احضر ولدك فلما حضروا دعا واحدا واحدا منهم فألبسه درع موسى
فمنهم من طالت عليه ومنهم من قصرت عنه فقال لأسي هل خلفت من ولدك أحدا قال نعم
أصغرهم تركته في الغنم فبعث اليه فلما دعي أقبل ومعه مقلاع فناداه ثلاث صخرات في
طريقه يا داود خذنا فأخذها في مخلاته فلما جاء إلى طالوت ألبسه درع موسى فاستوت
عليه ففصل طالوت بالجنود.
______________________________
(1) فإن الكافي يرويها بالسند الصحيح عن يحيى الحلبي عن عبد اللّه بن سليمان وقد
شهد النجاشي وابن أبي داود والعلامة بأن يحيى ثقة صحيح الحديث وقد ذكره عبد اللّه
من اصحاب الباقر ولم يخدش فيه بشيء.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|