أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
1788
التاريخ: 12-06-2015
1954
التاريخ: 12-06-2015
1623
التاريخ: 6-12-2015
1788
|
قال تعالى : {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا
ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ
وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17) شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو
الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [آل عمران : 16 - 18] .
{الَّذِينَ} في
هذا بيان لصفات الذين اتقوا. وما أكرمها وأحسنها من صفات {يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا} اي يؤمنون ويعترفون للّه بأيمانهم ويجعلونه وسيلة
الى اللّه في الدعاء لنجاتهم وغفران ذنوبهم {فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وقِنا عَذابَ النَّارِ (15) الصَّابِرِينَ} عن المعاصي وعلى الطاعات وعلى نوائب الدهر
تسليما لأمر اللّه ورضى بقضائه {وَالصَّادِقِينَ} وأكرم
بها صفة واحسن {وَالْقانِتِينَ} الدائبين في العبادة {وَالْمُنْفِقِينَ} كما
أمرهم اللّه وندبهم اليه {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ} السحر هو الوقت الذي قبيل طلوع الفجر وهو احسن
الأوقات نوعا لحضور القلب في العبادة والإقبال على المناجاة والدعاء، وأبعدها عن
مداخلة الرياء {شَهِدَ
اللَّهُ} اصل الشهادة من الشهود
والحضور والمعاينة ثم شاعت فيما ينشأ عن ذلك ونحوه من الاعلام بالأمر والشيء
لإثباته ومنه المقام فيقال شهد بكذا {أَنَّهُ} اي
بانه {لا إِلهَ
إِلَّا هُوَ} وشهادة
اللّه اعلامه بإلهيته ووحدانيته بالدلالات الجلية والحجج القاطعة ومن ذلك خلقه
للعالم ودلائل الحكمة، وقوانين النظام الباهر فيه ودوام انتظامه على ذلك وشهد
بذلك ايضا {الْمَلائِكَةُ
وأُولُوا الْعِلْمِ} وهم
الذين لم يعمهم الجهل عن النظر اقلا الى نظام العالم ودوام انتظامه فشهدوا بذلك عن
علم وبصيرة وحجة قيمة يرشدون بها الجاهل ويقاومون بها المعاند {قائِماً بِالْقِسْطِ} في
التبيان وروي في تفسيرنا ان في الآية تقديما وتأخيرا تقديره شهد اللّه انه لا إله
الا هو قائما بالقسط والملائكة الآية اي على انه حال من الضمير «هو» انتهى وفيه ان
مثل هذا الإرسال لا ينهض بإثبات شيء فضلا عن مصادمته بالمتواتر من القراءة
والمصاحف، وفي الكشاف جوّز كونه حالا من الضمير ايضا على القراءة المتعارفة، أقول
والأنسب بكرامة القرآن الكريم في سياقه وأسلوبه المجيد ان يكون حالا من لفظ
الجلالة فإنه هو الذي له عنوان الكلام ووجهه الذي يقرب له البعيد من جملته ويوصل
به المنفصل دون ضمائره فكل ما صلح ان يرتبط به من حال او غيره جره عنوان الكلام
ووجهه اليه ولا يرتبط بغيره الا بالقرينة كما هو الشأن في كل كلام له حظ من
البلاغة والاستقامة. وفسروا القسط بالعدل. والظاهر ارادة التقارب في المعنى لا
الترادف والاتحاد في المفهوم. فان الاستعمال وما ورد في القرآن الكريم ينافيان ذلك
لأنه يقال عادل ولا يقال قاسط الا للجائر ونحوه. بل يقال لما يجعلونه بمعنى العادل
مقسط وان اقسط يعدى بإلى كما في قوله تعالى في سورة الممتحنة {أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} [الممتحنة : 8] والعدل لا يعدى بإلى وأظن ذلك منهم
كتفسير الظلم بالجور مع ان الجور لا يتعدى الا بعلى. والظلم يتعدى بنفسه فإنهم
يفسرون اللفظ بما يقاربه في المعنى حيث لا يجدون له مرادفا. ومن الظاهر في التبادر
ان الجور ابلغ في العدوان من الظلم. وقد استفاض في حديث الفريقين في المهدي
(عليه السلام) يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وفي سورة الحجرات {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا} [الحجرات : 9] والظاهر من ذلك هو التأسيس لا
التأكيد. وقال اللّه تعالى في سورة المائدة {شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ} [المائدة
: 8] فالقسط انسب بالشهادة من العدل والقائم بالشيء هو محققه ومجريه ومديمه
اي شهد اللّه وهو المجري للقسط والحق ومديمه في الشهادة وغيرها. فما أعظمها وما
اكبر شانها من شهادة {لا إِلهَ
إِلَّا هُوَ} وهذا
تأكيد للمشهود به بعد الاخبار به كما تقول اشهد بكذا وهو كذلك {الْعَزِيزُ} في
إلهيته ووحدانيته {الْحَكِيمُ} في اعماله.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|