أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-5-2022
2046
التاريخ: 27-11-2021
2114
التاريخ: 8-5-2022
2036
التاريخ: 12-1-2021
1656
|
ولذلك فان ارتباط المبادئ الجيوبوليتيكية بالتخطيط تكون من خلال المراحل التي تمر بها العملية التخطيطية والتي يجب تتبعها لبلورة مبادئ جيوبوليتيكية فعالة وهي كالآتي:
المرحلة الأولى: التعرف على الفرصة أو المشكلة موضع التخطيط، ويتطلب ذلك تحليل وتقويم الموقف -الحافز-، وتحديد نقاط القوة والضعف فيها بحيث يتبين ما يمكن إن نحصل عليه وما يمكن التضحية به. وهنا يكون الدور للإدراك.
المرحلة الثانية: وضع الأهداف وتشخيص المصالح، وهي تعكس الأهداف التي تسعى إليها الوحدة الدولية، كما تتبين المراحل التي يجب التركيز عليها وما يجب إن تتضمنه من استراتيجيات وقواعد وإجراءات وبرامج، وكلما تزايدت درجة الوضوح والواقعية في الأهداف من خلال الإدراك الاستراتيجي كانت الأهداف المشتقة أكثر وضوحا وأسهل تحديدا وقابلية للتنفيذ.
المرحلة الثالثة: وضع المقدمات الافتراضية، والتي تعتمد على المعلومات والظروف التي يواجهها صانع القرار، وعلى السياسات الرئيسة التي يمكن تطبيقها وعلى إمكانيات الخطط المستخدمة، والمقدمات هي افتراضات أولية عن البيئة التي ستعمل فيها المبادئ الجيوبوليتيكية في المستقبل، وهي من الأمور الضرورية للتنبؤ المشروط.
المرحلة الرابعة: إجراءات الاستشراف، وذلك للتعرف على النتائج المتوقع إن تحدث في المستقبل، وفي هذا الصدد يتعرف المخطط على ما يتوقعه من مشكلات او فرص حتى يضمن خطته ما يعالج تلك المشكلات وما يمتع وقوع العقبات في مهدها، أو يستغل تلك الفرص ويستثمرها.
المرحلة الخامسة: جمع وتحليل البيانات والمعلومات، وهي من الأمور الجوهرية في عملية التخطيط، ومن الضروري تحديد طبيعة المعلومات المطلوبة ومصادرها وكيفية جمعها، ثم تحليلها وتفسيرها.
المرحلة السادسة: تعين الأولويات، وذلك بتعين أي النقاط أحق بالبداية والتي تليها وهكذا، فضرورة الوقوف على الأولويات والتدرج فيها للوصول إلى النتائج المتوقعة.
المرحلة السابعة: البحث عن المجالات البديلة، فمن النادر إن نجد خطة لا تحتوي على مجالات بديلة للعمل، ومن المهم فحص المجالات البديلة للوقوف على نواحي القوة والضعف فيها.
المرحلة الثامنة: تقويم مجالات العمل البديلة، فليست كل البدائل لها نفس مستوى الجاذبية وإنما تختلف كل منها في مزاياها وعيوبها. المرحلة التاسعة، اختيار العناصر الأكثر ملائمة، أي اختيار أي الوسائل أكثرها فاعلية في تحقيق الأهداف من غيرها.
المرحلة التاسعة: اختيار العناصر الأكثر ملائمة، أي اختيار أي الوسائل أكثرها فاعلية في تحقيق الأهداف من غيرها.
المرحلة العاشرة: وجود الخطط الفرعية اللازمة، لان الخطة المختارة لا بد من مساندتها بخطط تكميلية فرعية لإنجاحها.
المرحلة الحادية عشر: التخطيط الزمني والمكاني، أي وضع برامج زمنية لتنفيذ الخطط بحيث توضح الاستراتيجيات التي ستنفذ، ومكان التنفيذ، ووقت البدء وهكذا، بمعنى التقدير الجيد للزمان والمكان في وضع المبادئ الجيوبوليتيكية، حتى تكون القراءة صحيحة للمستقبل، وللظروف المحيطة.
المرحلة الثانية عشر: المتابعة، متابعة تنفيذ المبادئ الجيوبوليتيكية للتعرف على العقبات التي تقف في طريقها، وليتسنى اجراء ما يكون ضروري من تعديلات فيها أثناء التنفيذ حتى يستقيم مسارها.
وبذلك فان المبادئ الجيوبوليتيكية وفي ضوء التخطيط القائم على خطط التصور، فأنها إجراءات صعبة، لا بد إن تكون مدروسة للوصول إلى الأهداف المتوخاة منها، لانطوائها على عناصر إدارة الموقف سواء كان يشكل تهديدا أو فرصة أمام الدولة، وتحديد البدائل واختيار أفضلها واستشراف النتائج، وتنتهي باتخاذ الإجراء الجيوبوليتيكي الأكثر تناسبا مع خطط التصور التي وضعت في تقويمها للمناطق الجغرافية العالمية.
وعلى أساس ذلك، فكلما زاد وعي صناع القرار وإدراكهم وفهمهم لعملية التخطيط الاستراتيجي كلما كانت استجابتهم ايجابية وفعالة في عملية التخطيط الاستراتيجي لوضع وصياغة المبادئ الجيوبوليتيكية المطلوبة، ونجاح تنفيذها عندما توضع موضع التنفيذ.
فالمبادئ الجيوبوليتيكية، ومن خلال التخطيط الاستراتيجي هي عملية متواصلة ونظامية يقوم بها صناع القرار في الدولة بوضح الإجراءات والقواعد الجيوبوليتيكية المتعلقة بحاضر ومستقبل الدولة وتطوراتها، والعمل على تحديد خطط التصور والفرضيات الاستراتيجية المطلوبة لتحقيق الأهداف والمصالح، والكيفية التي يتم فيها قياس مستوى النجاح في تحقيقها. وفي ضوء هذا، فان ممارسة التأثير الايجابي في البيئة الدولية ينطوي على جانبين أساسين، أولهما، الأهداف التي تسعى الدولة إلى تحقيقها. وثانيها، التخطيط العقلاني لكيفية ترجمة هذه الأهداف إلى واقع ملموس (مازن اسماعيل، ١٩٨٨، ص ٩٤). لهذا فان التخطيط على مستوى المبادئ الجيوبوليتيكية وبالشكل الدائم، والبعيد عن العشوائية والاعتباطية يعطي القوة والنفوذ، وكذلك يعبي الأمن، ويعمل على تحقيق المصالح القومية. لذلك فان التخطيط في سياق المبادئ الجيوبوليتيكية هو انتخاب أهداف معينة قصدا، وتحقيقها بصورة منظمة فعلا. مما يجعله يشترك مع الإدراك الاستراتيجي في سعيهما الرامي إلى تطويع المستقبل من خلال الاستعداد المسبق له تحقيقا لهدف محدد عبر وسائل معينة، ليكون التخطيط وسيلة لانجاز غاية وليس غاية بحد ذاته.
لذلك فان التخطيط القائم على الإدراك الاستراتيجي الواعي للظروف الزمنية والمكانية، هو اساس المبادئ الجيوبوليتيكية، فكل دولة ينبغي إن تضع فرضياتها الاستراتيجية المحددة لسياستها الخارجية بعد تقدير وسطا الطبيعي كشرط ضروري لمعرفة مركز قوتها. فافتراضات المبادئ الجيوبوليتيكية تندرج في تقديرات وتخطيط الدولة عندما ترسم علاقاتها الدولية، وتصوغ استراتيجيتها الشاملة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|