المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24
الكاهن الأعظم «لآمون» (رعمسيس نخت) وأسرته
2024-11-24

صلاة الجماعة
3-8-2016
معطيات الهيدروجين H-Donor
12-7-2018
سرعة النفث المثالية ideal exhaust velocity
24-3-2020
نضج الفراولة (الشليك)
13-10-2020
الجغرافيا السياحية تنطلق من مفهوم فلسفة المكان
3-4-2022
أسماء الإمام المهدي (عج) وألقابه
2-08-2015


ضرورة تواجد المرأة في ساحة المجتمع  
  
6667   06:25 مساءً   التاريخ: 2-8-2021
المؤلف : الشيخ جوادي آملي
الكتاب أو المصدر : جمال المرأة وجلالها
الجزء والصفحة : ص286- 288
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2020 1876
التاريخ: 9-6-2021 2364
التاريخ: 19-1-2016 2401
التاريخ: 2023-06-03 2012

يطرح الدين من خلال نظرته إلى البشر برؤية جماعية ، وإن للإنسان هوية جماعية ـ سواء كان للمجتمع وجود حقيقي أم لم يكن ـ مجموعة وظائف بوصفها وسائل اجتماعية ، الذين لا يتمتعون بنبوغ ، ويفكرون بأنفسهم فقط لا يدركون الخطوط العامة الاجتماعية ، أو أنهم إذا أدركوا الخطوط العامة للمجتمع ليس لديهم قابلية التضحية والإيثار ، لذا لا يدخلون في ساحة المجتمع ، إذا كان هناك شخص من أهل القيام والمبادرة يتضح أنه أدرك مسألة الهوية الاجتماعية للبشر جيداً ، وكذلك درس جيداً لزوم التضحية لتكريم الهوية الجماعية . في القرآن الكريم جاء تعريف المؤمنين الصادقين هكذا :

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ} [النور: 62] أي ان المؤمنين الصادقين هم المعتقدون بالله ورسوله ويعرفون المجتمع جيداً من حيث إدراك المسائل الاجتماعية والذكاء الجمعي ، ويتواجدون دائماً في المسائل الجماعية وليسوا منعزلين (وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه). الأمر الجامع ، هي المسائل الجماعية للنظام مثلاً مسألة صلاة الجمعة أمر جامع . المظاهرات ضد الطغيان والاستكبار ، والمشاركة في الانتخابات ، تأييداً لقيادة المسؤولين الإسلاميين ، وتأييد العاملين الصادقين ، والأمر بالمعروف العام والنهي عن المنكر الجماعي ، ومئات الأمثلة من هذا القبيل كلها أمور جامعة ، لذا يقول الله تعالى في هذا الجزء من القرآن إن المؤمنين الصادقين هم الذين لا يتركون قائدهم وحده في أي أمر جامع ولا يتركون الساحة بدون كسب إذن من القائد حيث أن قضية حنظلة غسيل الملائكة هي في آخر هذا القسم من الآيات حيث ترك ساحة الحرب مؤقتاً بإذن من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

إن امتلاك الذكاء الاجتماعي ومراعاة الحيثية الجماعية محترم إلى درجة أن القرآن اعتبرها من خصائص المؤمنين ، وقال : إن المؤمنين الصادقين هم الذين يتواجدون في المسائل الجماعية للمجتمع ولا يتركون قائدهم لوحده ولا يتركون الساحة بدون عذر مقبول . وإذا كانوا معذورين أيضاً لا يذهبون بدون اطلاع ، فلا يقول : ما دمت مريضاً فلن أذهب بل يعلن إنني لا أجيء لأنني مريض ، حتى لا يفتح طريق الاعتذار للآخرين {فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [النور: 62] إذا كان الشخص معذوراً وترك الساحة بإذن القائد يفقد فضيلة ، لذا يأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بان يستغفر للذين يتركون الساحة بعذر ولا يأتون إلى الساحة لأخذ إذن وإعلان عذر ، ويصدر أمر الاستغفار في آخر هذه الآية :

بناء على هذا يتبين ان الشخص الذي لم ينجح في التواجد في مسألة اجتماعية لم يستفد من فيض حيث يجب ان يرحم باستغفار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما ان المرأة محرومة في بعض أيام الشهر من توفيق الصلاة وقيل انه إذا توضأت وجلست في مصلاها نحو القبلة وذكرت بمقدار وقت الصلاة فهناك أمل بتعويض ذلك الثواب ، أو المسافر المحروم من الصلاة الرباعية إذا قرأ التسبيحات الأربع ثلاثين أو أربعين مرة بعد إتمام الركعتين فسوف يؤدي إلى تدارك ذلك الثواب ، كذلك هنا إذا كان شخص معذوراً ولم يستطع التواجد في الساحة وذهب بإذن ، فان القادة الإلهيين مأمورون بأن يطلبوا المغفرة لهؤلاء ، لأن طلب المغفرة هذا يكون عامل سكينة . وهدوء وطمأنينة قلوب أولئك ، لأن استغفارهم مؤثر ودعاءهم مهدىء . هذه هي صورة من الوظيفة الجماعية لأفراد المجتمع يرسمها القرآن ، وفي هذا القسم ليس هناك فرق بين المرأة والرجل . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.