استفادت المؤسسات الاعلامية ومنها التلفزيونية التي تأسست بعد العام 2003 من المناخ الاعلامي والسياسي الذي كان لا يضع أي ضوابط تذكر لتأسيس أي محطة تلفزيونية والاكتفاء بتسجيلها لدى جهات محددة دونما تقييد او اشتراطات قانونية او رقابية ، واسهمت الظروف تلك الى تأسيس العشرات من المحطات التلفزيونية الارضية والفضائية في بغداد والمحافظات العراقية الاخرى إلى جانب انفتاح نظم المؤسسات تلك على النماذج شبه الحكومية والحزبية والتجارية والدينية والقومية وغيرها من النماذج ، لكن اللافت في التجربة تلك هو غموض مصادر التمويل التي لا يعلن عنها بشكل شفاف ما فتح الباب واسعاً امام التكهنات بشأن ارتباط الفضائيات تلك بدول كبرى واخرى اقليمية وقوى واحزاب عراقية داخل العراق وخارجه وهي جميعها تسعى حسب المراقبين إلى الترويج لسياسات واجندات متنوعة الاتجاهات والاغراض ، وهو ما اسهم في خلق الانقسام بين اوساط الجمهور ازاء القنوات تلك التي قادت في بعض الاحيان إلى تعميق الفرقة بين مكونات الشعب العراقي وتأجيج العنف الذي كان يمثل انعكاساً للخطاب التلفزيوني المتشدد والمشحون دعائياً ضد فئات وجهات عراقية متعددة . وازاء النظم التلفزيونية المتعددة تلك نسعى لعرض ابرز القنوات تلك وحسب الاسبقية التاريخية للتأسيس.