المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



الهدف من التربية والتعليم  
  
2092   07:42 صباحاً   التاريخ: 17-7-2022
المؤلف : رضا فرهاديان
الكتاب أو المصدر : التربية المثالية وظائف الوالدين والمعلمين
الجزء والصفحة : ص98 ـ 103
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

أن الهدف من التربية والتعليم هو ايجاد تغييرٍ مناسبٍ في القوة العاقلة للتلاميذ الغرض منه تغيير سلوكهم، بمعنى ان التلميذ وبعد الانتهاء من المرحلة التعليمية والدراسية لا بد ان ينعكس ما تعلمه على سلوكه انعكاساً ايجابياً واضحاً، بأن يكون هناك فرقاً بين سلوك التلميذ الذي انتهى من دراسة كتاب خاص او مواد مدرسية خاصة وبين سلوك التلميذ الذي لم يشرع في ذلك، حينئذٍ نكون قد حققنا الهدف من التقييم.

ـ تعريف التقييم

وهو عبارة عن المتابعة المستمرة والمنظّمة لسلوك التلاميذ، وتهذيب التغييرات المنعكسة على سلوكهم، وترغيبهم في نيل الاهداف التربوية والتعليمية، وارشادهم لنيل العلم والمعرفة بالدراسة.

وكما يظهر من التعريف المذكور أن التقييم من اللوازم الهامة التي لا تنفك عن التربية والتعليم، خصوصاً لما يطرحه المعلم من مواد دراسية في الصف، وبناءً على ذلك فليس التقييم مجرد وسيلة تستخدم عند الانتهاء من المراحل الدراسية، او من أجل عزل التلاميذ المتفوقين، بل لا بد أن يكون التقييم مرافقاً وبشكلٍ مستمرٍ للتربية والتعليم في مختلف الظروف والمجالات، باغتنام اشتياق التلميذ وجهوده في جهة كسب العلم والمعرفة أكثر.

وليس الهدف من التقييم قياس التلاميذ بعضهم ببعض، أو عزل المتفوقين منهم، أو تعييرهم، لأن القياس بين التلاميذ انما يكون صحيحاً اذا كانت ظروف جميع التلاميذ من الناحية الفيزيولوجية والنفسية واحدة، وايضاً ظروفهم واحدة من الناحية العائلية، ومن الجهة الغذائية والصحيّة كذلك، وهكذا هم سواء من ناحية الفطنة والذكاء والطاقات، مضافاً الى استعمال مناهج صحيحة في التقييم لهم، فإنه في مثل هذه الظروف يكون التقييم للوضع الدراسي مثمراً فإنه لا يساعد التلميذ فقط في تحقيق الاهداف الدراسية، بل يكون عوناً للمعلم ايضاً في تحقيق ذلك، وفي تحسين المنهج الدراسي وتغيير مجراه، ويرفع النواقص بالمتابعة المستمرة بالتقييم، وايضاً بالمنهج الصحيح للتقييم يمكن ايجاد الرغبة في التلميذ ليتمكن بنفسه من تعيين نقاط القوة والضعف فيه، فيحاول رفع السلبية منها بجدٍ وحزمٍ مشهودين.

وفيما يلي نتعرض لآثار ونتائج التقييم للوضع الدراسي على سلوك كل من التلميذ، الأبوين، والمعلم:

ـ آثار التقييم على سلوك التلميذ

1ـ معرفته لنقاط القوة والضعف في نفسه، وايجاد الرغبة فيه من اجل كسب المعرفة وبذل الجهد أكثر.

2ـ معرفته لأهداف الدراسة، بنحوٍ يتمكن من معرفة ذلك من خلال يُطرح عليه من اسئلة في الامتحان.

3ـ زرع الرغبة لديه في المطالعة، وجعلها عادةً صحيحةً فيه.

4ـ تعلمه لأهم المطالب الدراسية.

ـ آثار التقييم على سلوك الأبوين

1ـ معرفتهم لقدرة وطاقات طفلهم، وجعل آمالهم بمستوى قابلية الطفل وبالحد المعقول.

2ـ تقوية نقاط القوة الايجابية فيه، وزرع الرغبة في نفسه.

3ـ تمهيد ارضية تكامل التلميذ وتقدمه علمياً.

ـ آثار التقييم على سلوك المعلم

1ـ يعطي التقييم معياراً بيد المعلم ليمارس التدريس على ضوئه في المراحل الدراسية اللاحقة بنحو أفضل، حيث أن المعلم ما لم يطمئن بأن التلميذ قد هضم المطالب جيداً لا يتمكن من تدريس المطالب الدراسية اللّاحقة.

2ـ يعتبر التقييم عاملاً مساعداً لتعلّم التلميذ، فإن كانت نتيجة التقييم تشير الى أن القسم الأعظم من الاسئلة الامتحانية كانت صعبة، أو ان أكثر التلاميذ لم يتمكنوا من الاجابة الصحيحة عنها، حينئذٍ يكون لتكرار واعادة تدريس المواد السابقة ضرورةً ملحّة.

3ـ يعتبر ايضاً عاملاً في إصلاح المناهج المتّبعة في التدريس، فإنه بالتقييم يثبت صلاحية ونجاح المناهج المتبعة في التعليم او عدم نجاحها، وذلك يعطي المعلم فرصة تجديد النظر في المنهج المتبع لإصلاحه وتهذيبه.

4ـ يعتبر التقييم عاملاً وسبباً في تعريف اهداف التدريس فان المعلم يتمكن بالتقييم الصحيح ان يزرع في نفوس آحاد التلاميذ بذرة القدرة على رفع تخلفاتهم ونواقصهم بأنفسهم، وان يُوجد فيهم المنهج الصحيح للمطالعة وكسب المعارف، وبذلك يكون للتلميذ رغبة أكثر في طلب العلم.

انه ومن أجل ان يكون التقييم للامتحان صحيحاً ودقيقاً، لا بد من أخذ جميع ما هو دخيل ومؤثر في التقييم، لكونه أشبه ما يكون بالحكم على شخصية التلميذ فلا بد أن يكون الحكم دقيقاً وعادلاً ولا بد أن تكون نتيجة ذلك الحكم في صالح تحقيق الأهداف التربوية، وتكون عاملاً مؤثراً في تكامل التلميذ، وان تُقرّبنا أكثر نحو تحقيق أهداف التربية والتعليم. ولا بد أن لا تتنافى نتيجة التقييم مع كرامة التلميذ وعزة نفسه، ولا توجب في الوقت نفسه تهاونه وعدم رغبته، أو تسبب له الغرور المفرط.

ان نتيجة التقييم لابد أن تمهّد الظروف التي تساعد التلميذ على بذل الجهد أكثر نحو التقدم الدراسي والترغيب فيه، فإنه كلما كانت معلوماتنا عن التلميذ أكثر كانت نتيجة التقييم والحكم أكثر صحةً واعتماداً.

ان التقييم نوع من الحكم تعرف به خصائص شخصية التلميذ الايجابية والسلبية، ومن اجل ان يكون الحكم في التقييم دقيقاً وصحيحاً لا بد من توفر جملة من الامور: منهج التدريس، موضوع الدرس، حجم ومقدار الدرس، الاسئلة المطروحة والمكررة في الدرس، مستوى الدقة في طرح الاسئلة، المعلومات المسبقة للتلميذ، مدى مراعاة الضوابط العلمية في طرح الأسئلة، إعطاء التلميذ فرصة للتعلم، ظروفه النفسية، عمر التلميذ وطاقاته وفطنته، الظروف العائلية، كيفية علاقات الوالدين مع بعضهم.

بناءً على جميع ما تقدم، لا يمكن ان تكون درجة الامتحان الشاخص الوحيد للتقييم والحكم الصحيح فيما يتعلق بتقدم التلميذ الدراسي، وسلوكه وبذل جهده، ولذا فإنه لا بد من تقدير جهود التلميذ ذاته، ولكن لا من أجل كسب درجة المائة.

ومن هنا فانه لا بد من طريق حل لتخرّصات بعض الآباء عند مشاهدتهم للدرجة الامتحانية، وللتصور السائد في مجتمعنا عن درجة المائة؟ ولا بد من طريقٍ يضمن تحقيق اهداف التقييم، التي منها زرع الرغبة في نفوس التلاميذ.

فالذي نأمله من المدارس الاهتمام بتحقيق أهداف التقييم بدقة، مع اخذ جميع ما ذكرنا بنظر الاعتبار، وتقييم مستوى التلميذ بما يلي: ممتاز، جيد جداً، جيد، يحتاج الى جهدٍ أكبر، لكي تحفظ كرامة وشخصية التلميذ في البيئتين، البيت والمدرسة، ويحاول أيضاً بعد التعرّف على نقاط القوة فيه تقوية نقاط الضعف التي تحتاج الى بذل جهد أكبر، وبذلك يمكن الحدّ من التصوّر الخاطئ في خصوص بعض التلاميذ.

وبهذا المنهج يكون الاهتمام بنقاط القوة الايجابية وتقدير فعل التلميذ الجيد، داعياً ومشوّقاً لرفع نقائص وقبائح فعله.

هذا ولا بد من الالتفات الى أن كل تقييم لا يخلو من خطأ، غاية الأمر لا بد من اختيار منهجٍ يكون احتمال الخطأ فيه اقل، فإنه باستعمال المنهج المذكور اخيراً للتقييم الذي أثبتت التجربة صحته، يمكن الوقوف أمام شعور التلميذ بالتحقير والألم والتهاون في الدراسة بعد أن يأخذ نتيجة الامتحان.

ولذا لا بد من تجديد النظر في المناهج المتبعة للتقييم، وفي نتائجها، وفي كيفية الحكم، لتكون أهداف التربية والتعليم والتقييم كلها في جهة تكامل الطاقات، كرامة واستقلال التلاميذ، وإيجاد شعور الثقة بالنفس لديهم.

ولا بدّ من هداية وارشاد جيل المستقبل لهذه البلاد نحو الارتقاء العلمي والاخلاقي، والوقوف أمام الشذوذ في سلوكهم وتهاونهم في الدراسة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.