المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

عبد الحسين بن محمد علي بن حسين الأعسم.
14-7-2016
بعض الوسائل والأجهزة المستخدمة في القياسات الخاصة بالبحار والمحيطات
7-4-2016
External Structure of Roots
13-11-2016
غربلة حبوب القمح
10-3-2016
إزاحة بصرية displacement, optical
31-8-2018
الرضاع
22-04-2015


الحِدَاد  
  
2086   02:18 صباحاً   التاريخ: 22-6-2021
المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
الكتاب أو المصدر : شمس المرأة لا تغيب
الجزء والصفحة : ص98–101
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

من المسائل التي يتراءى للبعض ان المرأة قد اجحف حقها هي مسألة انها تلتزم بالحداد على وفاة زوجها دون ان يلتزم الرجل بالحداد على وفاة زوجته ، وهي من المسائل المثيرة بالفعل حيث ان الجواب عن مسألة عدة الطلاق واضحة كل الوضوح ، وانها جاءت لأجل التأكد من خلو الرحم من الجنين ، وحتى لا تختلط المياه (1) ويكون في ذلك فساد الانساب والمواريث والمصارف ، كما ورد في حديث الامام الرضا (عليه السلام) (2) ، وربما اضيف في المطلقة الرجعة امر اخر الا وهو اعطاء الفرصة للتراجع عن قرار الطلاق والعودة الى العش الزوجي مرة ثانية حيث في هذه الفترة متسع من الوقت للتفكير برواء عن نتائج هذا القرار ، واما في مسالة موت الرجل ماذا يمكن ان يكون الدافع يا ترى من وراء ان المرأة عليها ان تعتد لزوجها وتبقى في حالة الحداد فترة من الزمن دون ان يفرض على الرجل فيما اذا فقد شريكة حياته ؟

في البداية لابد من بيان المسألة بشكل واضح وبشيء من التفصيل : وهو ان المرأة إذا توفي عنها زوجها فان عليها ان تبقى فترة 130 يوما « اربعة اشهر وعشرة ايام » في حداد متواصل على زوجها حيث لا يجوز لها الزواج الا بعد هذه الفترة الزمنية ، كما يجب عليها ان تبقى في حالة حداد وحزن على زوجها بان لا تتزين حسب العرف السائد في بيئتها ، وقد فرضه الله في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} (3) وهذه المسالة لا خلاف فيها بين جميع الفقهاء ، في كل المذاهب الاسلامية ، ويبدو من الاحاديث الواردة في هذا الباب ان العدة والحداد هو مجرد احترام للزوج لان الحكم جاء في جميع الحالات الزوجية ، ولا مجال للقول بانه لعدم اختلاط المياه ، لان اليائس والصغيرة وعدم المدخول بها مجمع عليه بانها لابد لها من الالتزام بهذا الغرض ، وعلى فرض القول بعدم اختلاط المياه يأتي السؤال التالي : لماذا شرع الله للمطلقة مائة يوما واضاف هنا ثلاثين يوما ؟ وفي الحقيقة لابد وان نعترف باننا لم نتوصل الى كنه هذا الحكم واسبابه الحقيقية (4) ومن المعلوم ان نسبة المجهولات عندها لا تحصى ، ومنها لماذا التحديد بهذه الفترة الزمنية 130 يوما ، ولكن الذي يمكن ان يقال هنا : بان الحداد يرتبط بقيمومة الرجل في الحياة الزوجية وفي الاسرة ، واعتبار قمة الهرم الزوجي حيث كانت تقع عليه مسؤولية الادارة والانفاق ، فأراد الله ان يكرمه في نهاية حياته في قبال ما تحمله من أعباء ادارية واقتصادية بل ومعنوية ايضا أيام حياته ، ولا بد من النظر الى هذه المسالة بروح من الواقعية حيث ان عمود البيت الزوجي يتهاوى بفقد الرجل الزوج والاب ، وهذه المسالة لها ارتباط بالعديد من الامور التي ترافق حياة الاسرة ، وعلى رأسها القيمومة التي سبق وقلنا لابد وان يكون طرف الخيط بيد احد الزوجين ، ولا خيار أمامنا الا لتحميل الرجل كل المسؤوليات الجسام لقدرته على التحمل دون المرأة ومن هذا المنطلق نجد الاعراف منذ القدم تحمل الرجل الزوج والاب حيث ينسب اليه دون المرأة حسب مقتضيات جميع الاديان والمذاهب وجميع الانظمة والاعراف قديما وحديثا ، القطرية منها والدولية .. هذا ما يمكن فهمه بشكل منفصل عن مسألة حداد المرأة على زوجها ، واما الفلسفة من وراء تحديد المدة المفروضة عليها ربما نتوصل الى ذلك فيما بعد (5) ، ولكننا نعرض عن الحديث عنها هنا ، لأنها خارجة عن الموضوع .

وأخيراً لابد من الاشارة الى ان الاسلام قد خفف عن الزوجة الحداد الذي كان مفروضا عليها ايام الجاهلية حيث كانت تعتزل الناس في شر مكان من البيت لابسة ادنى اخلاق ثيابها ، فتظل كذلك حولا كاملا لا تغير ثوبها ولا تغتسل ولا تقلم اظافرها ، حتى اذا انقضى الحول ، القت من مكانها بعرة تنبئ به اهلها بانتهاء الحول ، فاذا خرجت تمسح بأول حيوان تجدع من كلب او داجن او حمار ، وقد يموت ما تتمسح به من نتنها (6) .           

_____________________

(1) خلط المياه : هو تعبير مجازي حيث لا يمكن خلط المياه ، بل المراد عدم معرفة الاب بالشكل الطبيعي .

(2) راجع علل الشرائع : 2/218 .

(3) سورة البقرة ، الآية : 234 ، ولا مجال للقول بان الازواج يشمل الجنسين لان في استخدام ضمير المؤنث في التربص والانفس دلالة بانها من طرف الزوجة لا الزوج .

(4) يرجى الرجوع الى أصول الكافي ، باب علة اختلاف عدة المطلقة وعدة المتوفى عنها زوجها ــ المعدة ــ .

(5) لقد وردت بهذا الشأن عدد من الروايات وملخصها في ذلك : ان عدة المتوفى عنها زوجها هو في قبال مدة ايلاء الرجل لها والذي لا يتجاوز اربعة أشهر ، كما ان الزوج لا يحق له الابتعاد عن زوجته سفرا اكثر من اربعة اشهر ، وهذه الفترة غاية تحمل المرأة من عدم ممارسة الجنس في الاعم الاغلب ، بالإضافة الى ان التأثر النفسي في التي توفي عنها زوجها يبدأ بالتلاشي بعد هذه الفترة ــ راجع علل الشرائع : 2/222 ، مضافا الى ان مسألة تعدد الزوجات هو من اختصاص الرجل دون المرأة ، فمع التعدد يجد الرجل حرجا في ذلك ان توفيت احداهن بعد الاخرى ، وكل هذه الامور تحتاج الى دراسة معمقة ، ربما تمكنا من القيام بذلك مستقبلا .

(6) راجع حقوق النساء في الاسلام لمحمد رشيد رضا : 172 . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.