المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



حوار النبي هود مع قومه ، ورد التهم الموجهة إليه  
  
3306   06:14 مساءً   التاريخ: 14-6-2021
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني .
الكتاب أو المصدر : القصص القرآنية دراسة ومعطيات وأهداف
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 146-152 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي هود وقومه /

قال تعالى : {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [الأعراف : 66] .

{قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ ....} [هود : 53] .

{إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ...} [هود : 54] .

{أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ} [الأعراف : 63] .

{قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [فصلت : 14] .

{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الأعراف : 70]

{قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [الأعراف : 67 – 68] .

{إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ} [هود : 54 ، 55]

{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود : 56] .

{أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} [الأعراف : 71] .

أدى نبي الله هود (عليه السلام) رسالته على الوجه الأكمل ، وكابد في سبيلها أنواع المشاق ، وتعرض لشتى التهم الكاذبة والاعتراضات الساذجة ، شأنه في ذلك شأن النبي نوح (عليه السلام) ، ولم يسلم منها باقي الأنبياء (عليه السلام) ، بل واجه قسطاً منها المصلحون من غير الأنبياء على اختلاف في طريقة عرضها والتعبير عنها .

 

التهم الملصقة بهود :

1. السفاهة

اتهموه بخفة العقل التي تقضي إلى خطل ما يدعو إليه من آراء وأفكار . وكيف لا يرمونه بالسفاهة وهو يخالف الرأي العام ، ويضاد ما ألفوه من عبادة للأوثان ومن تقاليد وثنية ، اتبعوا فيها آباءهم ؟

إن المقلدين والمنتفعين لا يروق لهم الإصلاح والتغيير اللذين ينغصا عليهم العيش في ظل الأوضاع الفاسدة ، غافلين أو متغافلين عن أن الرجال الإلهيين لا يكترثون لزخرف الباطل ولا لكثرة أنصاره .

٢. الكذب

والعجب أنهم كانوا لا يقطعون بكذبه بل يقولون (نظن أنه كاذب) ، أي أنهم يلصقون به الكذب على وجه الظنة ، لئلا يؤاخذوا بطلب الدليل ، فلو قالوا له : «إنك من الكاذبين» لكان من حق المخالف أن يسأل عن الدليل على ذلك . وأما الظن فهو أمر طارئ على القلب ، وربما لا يكون له أساس .

٣. الخبل

كان قوم هود يزعمون أن بعض آلهتهم قد مسته بضر لسبه إياها ، فصار يهذي بكلام غير معقول {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ} .

هذه هي التهم التي رموا بها هوداً (عليه السلام) ، والتي تدل بنفسها على أنهم م يجدوا في حياته وسلوكه ما يصمونه به ، وإلا لطبلوا وزمروا له ، وما كلفوا أنفسهم هذا العناء في خلق مثل هذه التهم .

 

الاعتراضات الموجهة له

أما الاعتراضات فكانت واهية ، لا تعتمد حتى على دليل سطحي فضلا عن غيره ، وهي :

أ. كونه بشراً

اعترض المترفون المتكبرون من قوم هود وصالح على بشرية النبي ، قائلين : {لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [فصلت : 14] .

وتكرر هذا القول من المعرضين عن دعوة النبي : {مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} [المؤمنون : 33 ، 34] .

ومنشأ هذا الاعتراض هو تخيلهم أن الرسول يجب أن يكون من جنس أرفع وأعلى ، ولا يحصل هذا إلا إذا كان ملكاً لا بشراً يأكل ويشرب ويلبس مثلهم . ولكنهم غفلوا عن نكتة مؤثرة في أمر التبليغ وهي أن الرسول الذي يبعث من نفس جنس المرسل إليهم يكون قريباً منهم قادراً على الاتصال بهم ، وتفهم حاجاتهم ، ومعرفة ميولهم وطبائعهم .

ب . أسطورة الأولين

تصام المترفون الطغاة من قوم هود عن سماع دعوة نبيه (عليه السلام) إلى توحيد الله سبحانه وطاعته ، وعبروا عن هذا التمرد يقولهم : {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ} [الشعراء : 136] ، ثم قالوا إن سجيتك في الدعوة سجية الماضين من أصحاب الأساطير والخرافات : {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء : 137] (1) .

ج . أين البينة ؟

لقد بلغ قوم هود من اللجاج والعناد ، والكذب في سوق اعتراضاتهم أن ادعوا أن نبيهم لم يأت بحجة واضحة ودلالة كافية على صحة ما يدعو إليه : {قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ} ولكن السر في هذا الكذب قد بان بقولهم : {وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ} ، إذ كيف يستجيبون لما يخالف أهواءهم الفاسدة وعقولهم المتحجرة ؟ وهل تستطيب الخنازير الاّ العيش في الأوساخ :

فنعيم الحمام خوض أثير                ونعيم الخنزير في الأدران (2)

إلى هنا تعرفنا على تهم القوم واعتراضاتهم ، فهلم معي ندرس كيف واجه النبي هود هذه التهم والاعتراضات حتى أسكتهم وأفحمهم .

أما الاتهام بالسفاهة والكذب فأجاب عنهما بقوله : {يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [الأعراف : 67-68] .

ففي قوله : {وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} رد لكلا الاعتراضين وهو أنه ناصح ، وليس بسفيه ، أمين وليس بكاذب .

ولو ان النبي هوداً طلب من حكماء عصره أن يختبروه ويشهدوا بسلامته من الجنون والسفاهة ، لعد ذلك منه اعتناء بتهمتهم ، ولكن الرسول الذي يريد هداية قومه يجب أن يكون ذا صدر رحب واسع وأن لا يهتم بالاعتراضات إلا بشكل عابر .

ثم إن من مميزات أنبياء الله ورسله هو الكفاح وتحدي الأعداء والشجاعة في أمر التبليغ دون تسرب الخوف إلى قلوبهم ، وهذا ما نشاهده في موقف نبي الله هود من طغاة قومه ، معلناً براءته من آلهتهم التي زعموا أتها مسته بسوء أفقده عقله ، وخاطبهم بأنه لا يخشى أذاهم ومكرهم بالرغم من جبروتهم وشدة بطشهم ، وتحدا هم أن يجرأوا على قتله ، قال سبحانه حاكياً هذا الموقف الشجاع والحالة الروحية السامية : {إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ} [هود : 54 ، 55] .

يقول الزجاج : وهذا من أعظم آيات الأنبياء أن يكون الرسول وحده وأمته متعاونة عليه فيقول لهم : (كيدوني» فلا يستطيع واحد منهم ضره . وكذلك قال نوح لقومه : {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ} [يونس : 71] .

ومثل هذا القول لا يصدر إلا عمن هو واثق بنصر الله وبأنه يحفظه منهم ويعصمه من أذاهم .

ومما نلفت إليه نظر القارئ ان المنطق الذي اعتمد عليه الرسولان : نوح وهود ، هو بذاته منطق نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) حيث قال : {ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ} [الأعراف : 195] .

______________________

1. الشعراء : ١٣٧ . قال السيد الطباطبائي في تفسير هذه الآية : يمكن أنتكون الإشارة بهذا إلى ما هم فيه من الشرك وعبادة ا لآلهة من دون الله ابتداء بآبائهم الأولين كقولهم : {وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} .

2. البيت للشاعر الكبير بولس سلامة ، وهو أحد أبيات ملحمته الخالدة في أهل البيت (عليهم السلام) .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .