أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-1-2016
3349
التاريخ: 29-06-2015
2892
التاريخ: 24-7-2016
3522
التاريخ: 23-7-2016
3592
|
الحكم (1) بن عبدل
من بني أسد، نشأ بالكوفة، يمدح ويهجو، وكان هواه مع بني أمية، فلما دخل العراق في طاعة ابن الزبير أمر بنفيه الى الشام، فقدمها على عبد الملك وحظي عنده، وله في تحريضه على قتال مصعب بن الزبير وهجائه هو وأسرته أشعار كثيرة من مثل قوله:
يا ليت شعري وليت ربما نفعت … هل أبصرن بني العوام قد شملوا
بالذل والأسر والتشريد إنهم … على البرية حتف حيثما نزلوا
238
ولما دخلت العراق في طاعة عبد الملك رجع الى وطنه وأخذ يمدح بشر بن مروان وابنه عبد الملك وكثيرا من أجواد بلدته، وكانت فيه فكاهة جعلته يتصعلك في بعض مدائحه، إذ نراه يصف لممدوحيه بؤسه وما يملأ بيته من عناكب وحشرات وجرذان (2). وبذلك كان مقدمة للأدباء الصعاليك الذين ظهروا في العصر العباسي، وكانوا سببا في نشوء فن المقامات عند بديع الزمان ثم الحريري.
وكان هجاء خبيث اللسان، وممن هجاهم طويلا محمد بن حسان بن سعد، وكان يتولي خراج الكوفة، فكلمه في شخص ليضع عنه ثلاثين درهما من خراجه فرده ردا قبيحا جعله يسل لسانه عليه بقصيدة طويلة يقول فيها:
رأيت محمدا شرها ظلوما … وكنت أراه ذا ورع وقصد
يقول: أماتني ربي خداعا … أمات الله حسان بن سعد
وذاعت القصيدة على ألسنة الكوفيين، حتي كان المكاري يسوق بغله أو حماره فيقول: عد، أمات الله حسان بن سعد. وحدث أن خطب ابن حسان فتاة من ولد قيس بن عاصم وسمع بذلك ابن عبدل، فأخذ يعمل على إفساد هذه الخطبة بأشعار كثيرة من مثل قوله:
وما كان حسان بن سعد ولا ابنه … أبو المسك من أكفاء قيس بن عاصم (3)
خذي دية منه تكن لك عدة … وجيئي الى باب الأمير فخاصمي
وكان ذلك سببا في نقض هذا الصهر، إذ أنفت للفتاة عشيرتها وردت ابن حسان ردا قبيحا. وممن هجاهم ابن عبدل عمر بن يزيد الأسدي صاحب شرطة الحجاج، وله يصف شحه وتقتيره:
جئنا وبين يديه التمر في طبق … فما دعانا أبو حفص ولا كادا
وولي إمارة الكوفة لمسلمة بن عبد الملك في ولايته على العراق عبد الحميد ابن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وكان أعرج، وتصادف أن كان صاحب شرطته مثله أعرج، فدخل عليه الحكم، وكان هو الآخر أعرج، فأنشده في أبيات:
239
ألق العصا ودع التخامع والتمس … عملا فهذي دولة العرجان (4)
فأعطاه عبد الحميد مائتي درهم وسأله أن يكف عنه، ويقول الجاحظ:
«لما شاع هجاء الحكم بن عبدل الأسدي لمحمد بن حسان بن سعد وغيره من الولاة والوجوه هابه أهل الكوفة، واتقي لسانه الكبير والصغير، وكان الحكم أعرج لا تفارقه عصاه، فترك الوقوف بأبوابهم، وصار يكتب على عصاه حاجته.
ويبعث بها مع رسوله، فلا يحبس له رسول وتأتيه الحاجة على أكثر مما قدر وأوفر مما أمل، فقال يحيي بن نوفل (5):
عصا حكم في الدار أول داخل … ونحن على الأبواب نقصي ونحجب (6)
وللحكم هجاء فكه في زوجة همدانية كرهها ونفر منها، ونراه يصورها متغضنة الجلد قبيحة قبحا شديدا. والمظنون أنه توفي في مطالع القرن الثاني للهجرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر في ترجمة الحكم بن عبدل أغاني (دار الكتب) 2/ 404 وما بعدها ومعجم الأدباء 10/ 228 وما بعدها وفهرس البيان والتبيين والحيوان.
(2) انظر الحيوان 5/ 297 وفي مواضع متفرقة.
(3) يكني ابن عبدل بأبي المسك عن فتن؟ ؟ ؟ ابن حسان.
(4) التخامع: العرج.
(5) انظر في ترجمة ابن نوفل الشعر والشعراء 2/ 717 وأغاني (دار الكتب) 4/ 27 والطبري 5/ 457 وفهارس البيان والتبيين والحيوان والمبرد. وكان مولعا بهجاء خالد القسري وعبد الملك بن عمير قاضي الكوفة.
(6) البيان والتبيين 3/ 74.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|