أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-4-2018
2591
التاريخ: 2024-10-14
661
التاريخ: 2024-01-01
1023
التاريخ: 13-1-2016
3323
|
الزوج السعيد هو الذي يتحمل أعباء الزواج بمسؤولية كاملة، وبفعالية تامة، وبرضى قلبي تام .
ولا ريب بأن تحمل أعباء الزواج لا يكون بفعالية إذا لم يكن نابعاً عن قناعة راسخة لدى الزوج بلزوم ذلك .
إن الزوج سيما الموسر يظن للوهلة الأولى بأن الزواج لا يحتاج إلى كثير مؤونة، وبالتالي هو سهل المؤونة، ولكنه شيئاً فشيئاً يكتشف بأن للزواج أعباء كثيرة ولكنها محاطة بهالة من الفرح والسرور لأنها قائمة على أساس الإختيار والقنوع والرضى.
وبالحق فإن النظرة إلى الزواج على أساس أنه سهل المؤونة هي نظرة تقوم على أساس النفقة المادية وهذا خطأ جسيم، وتوهم مردود، لأن الزواج وإن كان بإحدى جنباته يلحظ هذا الجانب إلا أنه يعتمد على الأعم من ذلك فهو يستفرغ وسع الزوج العاطفي، ووسعه الفكري، والأسري، والإجتماعي، ويربط الماضي بالحاضر والمستقبل .
ومهما يكن فنستطيع تقسيم أعباء الزواج إلى قسمين:
القسم الأول: وهذا القسم يرتبط باللازم على الزوج والذي لا يستطيع التملص منه مهما حاول اللهم إلا إذا اسقطت الزوجة حقها في بعض ذلك، وهذا القسم يتحدث عن ثلاثة أمور:
الأمر الأول: المسكن الشرعي اللائق بالمستوى المعيشي للزوجة.
الأمر الثاني: النفقة الواجبة للزوجة من قبل الزوج.
الأمر الثالث: حسن العشرة الزوجية.
وتفصيل هذه الأمور الثلاثة موكول إلى النصائح القادمة وبالأخص النصيحة التي ستأتي بعنوان : ((الإلتزام بالأحكام الفقهية الخاصة بالزوج)). ففيها الكفاية .
القسم الثاني: وهذا القسم يرتبط بمنسوب المحبة بين الزوجين، وبحسب مستوى الغنج والدلال بينهما، وبمقدار عمق العلاقة بينهما، فهذه المعايير توجب على كل من الزوجين تحمل أعباء أكبر، ومثال ذلك: أن الزوج لا يجب عليه من الناحية الشرعية القانونية جلب الهدايا لزوجته كلما أقبل إليها من خارج المنزل، ولا يجب عليه المكوث ليودعها حين خروجه من المنزل ولو لبرهة قصيرة، بينما إذا كان منسوب المحبة بين الزوجين عالياً فهذا الأمر يصبح واجباً على الزوج كما لا يخفى.
ومن هنا نلاحظ أن عمق العلاقة بين الزوجين توجب عليهما طقوساً خاصة ألزما أنفسهما بها حتى ولو لم يلزمهما الشرع والقانون بها .
ونستطيع أن نقول بأن القياس الأساس لكلا القسمين هما :
القسم الأول: عدم الظلم وبالتالي استيفاء الزوجة كامل حقوقها.
القسم الثاني: غاية الإكرام.
وبالحقيقة فإن هذا العمل هو من علامات الإيمان فالمؤمن إذا لم يحبب زوجته فإنه يعطيها حقها ولا يظلمها وإن أحب زوجته فإنه يكرمها، وهذا ما نطق به إمامنا المعصوم الحسن (عليه السلام)، وذلك حينما جاءه رجل يستشيره في تزویج ابنته فقال (عليه السلام): ((زوجها من رجل تقي فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها))(1).
إن الزوج السعيد هو الذي لا يتهرب من تحمل أعباء الزواج التي أقبل على استحقاقاتها بكل قناعة ورضى، وإن لم يستطع أو لم يرغب بتحمل هذه الأعباء فإن عليه من الأساس سلوك طريق غير طريق الزواج.
ونعود ونذكر بأن أعباء الزواج وإن كانت بظاهرها مرة سيما على غير الموسرين فإنها تستبطن سعادة لا نظير لها لأن المعادن لا تظهر قيمتها إلا حينما تصقل كما لا يخفى .
_______________________
(1) ميزان الحكمة، ج4، ص 281.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|