أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-05-2015
1200
التاريخ: 26-05-2015
914
التاريخ: 26-05-2015
1568
التاريخ: 26-05-2015
1073
|
وهو مأخوذ من الإرجاء ، بمعنى : التأخير ، وقد قيل في تسمية هؤلاء بالمرجئة أنّهم يقدّمون الإيمان ويؤخّرون العمل ، فالإيمان عندهم عبارة عن مجرّد الإقرار بالقول ، وإن لم يكن مصاحِباً للعمل ، فأخذوا منه جانب القول وطردوا جانب العمل ، فاشتهروا بالمرجئة؛ أي المؤخِّرة ، وشعارهم : (لا تضرّ مع الإيمان معصية ، كما لا تنفع مع الكفر طاعة) ، وهؤلاء والخوارج في هذه المسألة على جانبي نقيض ، فالمرجئة لا تشترط العمل في حقيقة الإيمان ، وترى العاصي مؤمناً وإن ترك الصلاة والصوم ، ولكن الخوارج يضيّقون الأمر ، فيرون مرتكب الكبيرة كافراً مخلَّداً في النار .
ويقابلهما
المعتزلة؛ فإنّ مرتكب الكبيرة عندهم لا مؤمن ولا فاسق ، بل في منزلة بين الأمرين ،
فزعمت أنّها أخذت بالقول الوسط بين المرجئة والخوارج .
والمعروف
بين المسلمين أنّ مرتكب الكبيرة مؤمن فاسق . وبتقييد الإيمان بالفسق خالفت المرجئةُ
، وبوصفه بالإيمان خالفوا الخوارج والمعتزلة .
والحاصل
: إنّ تحديد الإيمان بالإقرار دون العمل ، أو تحديده بالمعرفة القلبية دون القيام بالأركان
، يعدّ ركناً ركيناً لهذه الطائفة ، بحيث كلّما
أُطلقت المرجئة ، لا يتبادر منها إلاّ من تبنّى هذا المعنى .
ثم إنّهم
رتّبوا على تلك العقيدة أُموراً :
1 ـ
إنّ الإيمان لا يزيد ولا ينقص ؛ لأنّ أمر التصديق دائر بين الوجود والعدم ، ومثله تفسير
الإيمان بالإقرار باللسان ، فهو أيضاً كذلك ، وليس العمل داخلاً في حقيقته حتّى يقال
: إنّ العمل يكثُر ويقل .
2 ـ
إنّ مرتكب الكبيرة مؤمن حقيقة؛ لكفاية التصديق القلبي أو الإقرار باللسان في الاتّصاف
بالإيمان . وهؤلاء ـ في هذه العقيدة ـ يخالفون[ طائفتي] الخوارج والمعتزلة .
أمّا الأُولى : فلأنّهم
يعدّون العمل عنصراً مؤثِّراً في الإيمان؛ بحيث يكون تارك العمل كافراً ، وقد اشتهر
عنهم بأنّ مرتكب الكبائر كافر ، وليس المؤمن إلاّ من تحرّز من الكبائر .
وأمّا
الثانية : فلأنّهم يعتقدون أنّ مرتكب الكبيرة
في منزلة بين المنزلتين ، لا مؤمن ولا كافر . والمعتزلة أخفُّ وطأة من الخوارج ، وإن
كانت الطائفتان مشتركتين في إدخال العمل في حقيقة الإيمان .
3 ـ
إنّ مرتكب الكبيرة لا يخلَّد في النار وإن لم يتب ، ولا يُحكم عليه بالوعيد والعذاب
قطعاً؛ لاحتمال شمول عفوه سبحانه له ، خلافاً للمعتزلة الّذين يرون أنّ صاحب الكبيرة
يستحقّ العقوبة إذا لم يتب ، وإنّ من مات بلا توبة يدخل النار ، وقد كتبه الله على
نفسه ، فلا يعفو . (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
لاحظ : مقالات الإسلاميين ، 126 ـ 147 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|