أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-11-2020
2439
التاريخ: 17-8-2022
3853
التاريخ: 23-5-2021
2321
التاريخ: 16-6-2021
2698
|
كان محررو جرائد المستعرات في ممارستهم لوظيفة الرأي يكتبون مثل مؤلفي الكتيبات الدعائية وليس كصحفيين . والحقيقة أن مؤلف الكتيبات كان أكثر أهمية من المحرر الصحفي حتى العقد الأخير من القرن الثامن عشر . وكان إنتاجه يظهر في شكل كتيب مثل كتيب توم باين وعنوانه : الإدراك أو على شكل سلسلة من الحلقات في الجرائد الأسبوعية مثل كتابات جون ديكنسون . وحتى بعد ظهور الافتتاحيات النقدية المختصرة في أواخر القرن ، ظل محرر الجريدة يكتب عموده بالأسلوب الحزبي الذي يستخدمه مؤلف الكتيبات بدلا من الأسلوب المسئول الذي يستخدمه كاتب الافتتاحية الذي لم تتجاوز انتقاداته الحقيقة .
وكان جيمس فرانكلين أول محرر أمريكي يرفع صوته لانتقاد السلطة ، وأول من يستخدم أسلوب الهجوم في جريدته ( ذي نيو إنجلتد كورانت ) - واستخدم جون بيتر زنجر ومستثارو التحرير التابعون له نفس الأسلوب في مهاجمة السلطة في مستعمرة نيويورك ، كما رفع أندرو برادفورد وبنجامين فرانكلين رأسيهما في مواجهة الأحداث في ينسلفانيا . ولكن صحافة المستعمرات كانت أكثر فاعلية عندما قامت بتأليف الكتيبات ، وقد أدت إعادة طبع " رسائل كاتو " المشهورة في الثلاثينيات من القرن الثامن عشر و " رسائل جونيوس " في السبعينيات من نفس القرن إلى استخدام تعبيرين بالإنجليزية عن الأفكار المتعلقة بالحرية والحكومة النيابية قبل انتشارها في المستعمرات . (كان مؤلف الكتيبات يستخدم في غالبية الأحوال اسما مستعارا لأمين سلامته ) .
وقد حقق المستعمرون أنفسهم مهارة في تأليف الكتيبات خلال السنوات التي سبقت الثورة . وكتب جون ديكنسون الذي من بنسلفانيا والذي كان متحدثا باسم حزب الهويج الاستعماري سلسل " رسائل من فلاح في ينسافانيا " الجريدة بنسلفانيا
كرونيكل خلال عامي ١٧٦٧ - ١٧٦٨ .
وكان ديكنسون معارضا للثورة ، فكان متحدثا طبيعيا باسم طبقة رجال الأعمال وسياسة الهويج التي تتبعها أكثر من أن يمثل طبقة المزارعين . ولكته لم يستطع هو أو حزب الهويج الاستعمارى السماح لحزب الهويج البريطاني بفرض حظر اقتصادي يضر بالمصالح الأمريكية . ولم يكن النظام التجاري الذى يحول دون تطور الصناعة والتجارة في المستعمرات ، والإجراءات الضريبية التي فرضها البرلمان الذي لم يكن حزب الهويج الاستعماري ممثلا فيه بشكل مباشر ، كل ذلك كان يمثل تهديدات لم يستطيع ديكنسون أن يتجاهلها . وقد ساعدت محاوراته الشديدة اللهجة والتي كانت تدور حول الحكم الذاتي على تحرك الأمريكيين التابعين لجماعته الاقتصادية نحو قضية الثورة بعدما اتضح عدم إمكانية استمرار الحل الوسط .
كان يول آدامز داعية الثورة العظيم منضما إلى الحزب الراديكالى . وكان مجرد محرر عمل مع فريق محبي الوطن في بوسطن الذي كان مجتمع في مكتب مجلة يوسطن جازيت في حضور الناشرين بنجامين إديز ، وجون جيل ، وفتان الحفر بول ريفير . وكان اعدام سام آدمز يسمونه " صاحب الدمى " . و " قاتل الشهرة ، ولا شك أنه كان جديرا بالاسمين . واستمر يكتب أعمدة المجلة بدون كلل محولا كل حادث ممكن أو عمل إداري يقوم به الإنجليز إلى جدال لصالح الثورة . وعندما تكون الأخبار مملة وتحتاج نار الغضب إلى زيادة الاشتعال ، كان " ينفخ " في الأعذار الصغرى ليحولها إلى أحداث تبدو شديدة الأهمية . وعندما تنشب أزمة مثل أزمة قانون الدمغة أو فرض الضرائب على الشاي ، كان آدمز يعمل مع آخرين لإشعال المقاومة في كافة أرجاء المستعمرات .
وقد جعلت لجنة المراسلة التي شكلت في سنة ١٧٧٢ الكلمة تسري بين محرري حب الوطن . وعندما انطلقت بنادق الإنجليز في بوسطن لتفريق حشد للناس في أحد الشوارع أطلقت المجلة على هذه المأمورية اسم ( مذبحة بوسطن ) وبعد ذلك بعام واحد دعت المجلة إلى إقامة حفل تأبين في ذكرى شهداء المذبحة اشتمل على عرض دعائي في نوافذ بيت بول ريفير ، وكانت مثل هذه اللمسات من إعداد سام آدمز الذي برع في إثارة عواطف الجماهير .
وصل الفيلسوف السياسي توم باين إلى المستعمرات من إنجلترا في الوقت المناسب ليقدم مساهمتين عظيمتين في قضية حب الوطن عن طريق تأليف الكتيبات . وكان كتيب الإدراك الذي ألفه وبيعت منه 120 ألف نسخة على مدى ثلاثة شهور خلال ربيع سنة ١٧٧٦ يتضمن حوارا حاذقا وواقعيا عن الاستقلال يمكن لرجل الشارع أن يفهمه . وفي شهر ديسمبر عندما عسكر جيش واشنطن الذي بردت همته على نهر ديلاور قادما من ترتتون شرع باين في كتابة أولى صفحات الكتيب عن الأزمة : " هذه هي الأوقات التي تفحص نفوس الناس ، وفي هذه الأزمة سوف ينكمش جنود الصيف ، وإرادة حب الوطن المشرقة عن خدمة وطنها ، ولكن ذاك الذي يمنعها الآن يستحق الحب والشكر من كل رجل وكل امرأة . وليس من السهل هزيمة الطغيان الذي يشبه الجحيم ، ولكننا ما زلنا نحتفظ معنا بهذه التعزية التي تدل على أنه كلما اشتدت الأزمة كلما كان الانتصار مجيدا ، إن ما نحصل عليه رخيص ، ونحن نقدر ذواتنا تقديرا محدودا ، والاحترام فقط هو الذي يعطى قيمة لكل شيء . وتعرف السماء كيف تضع ثمنا مناسبا لبضائعها . وسيكون غريبا حقا إذا لم تلق سلعة سماوية كالحرية تقديرا رفيعا ". وعاشت كلمات باين لكي تنتقل إلى أوربا المحتلة أثناء الحرب العالمية الثانية في نفس الوقت الذي ساعدت فيه على تحقيق أول انتصار أمريكي في الحرب .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|