المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

الخضار الورقية مع الثوم والمشروم
2024-09-22
Vowel systems FACE
2024-04-15
الاسلام واحكامه للمحافظة على الثروة الحيوانية
20-1-2016
سكين المعدني.
26-10-2017
محمد باشا الفلكي
13-9-2016
جيو ديسي geodesic
4-6-2017


أولاد الامام الجواد (عليه السلام) ‏  
  
20256   03:52 مساءً   التاريخ: 21-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص453-458.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / قضايا عامة /

قال السيد الفاضل النسّابة السيد ضامن بن شدقم الحسيني المدني في تحفة الأزهار في نسب أبناء الائمة الاطهار (عليهم السّلام) ما حاصله: انّ للامام الجواد (عليه السلام) أربعة أولاد: أبوالحسن الامام عليّ النقي (عليه السلام) وأبو احمد موسى المبرقع وأبو أحمد الحسين وأبو موسى عمران وبناته (عليه السلام) فاطمة وخديجة وأم كلثوم وحكيمة وأمهم أم ولد يقال لها سمانة المغربية ولم يكن للامام الجواد (عليه السلام) من أم الفضل ولد وعقبه ينحصر في الامام عليّ النقي (عليه السلام) وأبي أحمد موسى .

 يقول المؤلف: يظهر من تاريخ قم انّ زينب وأمّ محمد وميمونة أيضا من بنات الامام الجواد (عليه السلام) وذكر الشيخ المفيد انّ من جملة بنات الامام الجواد (عليه السلام) أمامه .

 اما موسى المبرقع فهو جدّ السادة الرضوية ولم ينقطع نسله بحمد اللّه إلى الآن وينتهي نسب أكثر السادة إليه وهو أوّل سيد رضويّ دخل مدينة قم في سنة 256هـ وكان يضع برقعا على وجهه دائما فلذا لقّب بالمبرقع فلمّا دخل قم أخرجه كبار العرب من أهل قم منها فذهب إلى كاشان فلمّا دخلها أكرمه أحمد بن عبد العزيز بن دلف العجلي ووهب له الخلع والأموال وأجرى له الف مثقال من الذهب مع فرس مسرّج كل سنة  وندم رؤساء العرب من أهل قم على فعلهم ذلك فجاؤوا إليه واعتذروا منه وأدخلوه قم مكرّما معزّزا وزادوا في إكرامه فحسن حاله حتى انّه اشترى قرى ومزارع من ماله ثم جاءت إليه أخواته زينب وأم محمد وميمونة بنات الامام الجواد (عليه السلام) ثم جاءت بعدهنّ بريهة بنت موسى وتوفين بقم ودفنّ عند فاطمة المعصومة (عليها السّلام) وزينب هذه هي التي بنت على قبر فاطمة (عليها السلام) قبة بعد ان كان فوقه سقف من الحصير وتوفي موسى في يوم الاربعاء الموافق لليوم الاخير من شهر ربيع الآخر سنة 296هـ وصلّى عليه أمير قم العباس بن عمرو الغنوي ودفن في الموضع المعروف الآن كما ذكر في تاريخ قم .

قال السيد ضامن بن شدقم: دفن موسى المبرقع بقم في الدار المعروف بدار محمد بن الحسن بن أبي خالد الأشعري الملقب ب شنبولة .

 يقول المؤلف: ان محمد بن الحسن هو أحد رواة قم ومن اصحاب الامام الرضا (عليه السلام) ووصيّ سعد بن سعد الأحوص الأشعري القمي ويطلق على داره وما حولها في زماننا هذا محلة الموسويان وفيها مزاران أحدهما صغير وفيه قبران أحدهما لموسى المبرقع والثاني قبر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى والمزار الثاني كبير ويعرف ب چهل اختران وكتب على جدرانه اسم الشاه طهماسب بتاريخ 953هـ وأوّل من دفن فيه محمد بن موسى المبرقع ثم زوجته بريهة بنت جعفر بن الامام عليّ النقي (عليه السلام) وجاء اخوتها يحيى الصوفي وابراهيم ابنا جعفر إلى قم فأخذا ارث بريهة وذهب ابراهيم وبقي يحيى الصوفي في قم وسكن دورة زكريا بن آدم عند مرقد حمزة بن موسى بن جعفر (عليه السلام) .

 ودفن إلى جوار قبر محمد بن موسى جمع من العلويين والسادة منهم زينب بنت الامام موسى (عليه السلام) وأم محمد بنت موسى وأبو علي محمد بن أحمد بن موسى مع بناته فاطمة وبريهة وأم سلمة وأم كلثوم وغيرهنّ من العلويّات والفاطميّات وكلّهن من أعقاب وذراري موسى المبرقع  وكان محمد بن أحمد بن موسى المعروف بأبي علي وأبي جعفر أيضا رجلا فاضلا تقيّا ورعا للغاية حسن المنظر والمناظرة فصيحا عاقلا وجاء في تحفة الأزهار انّه لقّب بالأعرج وكان رئيسا ونقيبا في قم وأميرا للحاج وقد شبّهه أمير قم بالأئمة في الفضل والكمال واعتقد بأنّه يصلح للامامة وتوفي سنة 315هـ في اليوم الثالث من شهر ربيع الأوّل ودفن في مقبرة محمد بن موسى .

وفي تحفة الأزهار انّ لموسى المبرقع خمسة أولاد: أبو القاسم حسين وعليّ وأحمد ومحمد وجعفر ولأحمد بن موسى المبرقع ثلاثة أولاد: عبيد اللّه وأبو جعفر محمد الأعرج وأبو حمزة جعفر وقال صاحب عمدة الطالب: واما موسى المبرقع بن محمد الجواد  فأعقب من أحمد بن موسى المبرقع وحده فأعقب أحمد بن موسى المبرقع من محمد الأعرج وحده والبقيّة في ولده لابنه أبي عبد اللّه أحمد نقيب قم‏ .

 يقول المؤلف: إنّ أبا عبد اللّه أحمد بن محمد الأعرج المذكور سيد جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة رئيس نقيب في قم وكان رجلا متنسكا متعبدا محبّبا إلى قلوب الناس سخيا جوادا واسع الجاه ولد بقم سنة 311هـ وتوفي في شهر صفر سنة 358هـ وكانت وفاته لأهل قم مصيبة عظمى وهو الذي دفن مع موسى لا أحمد بن موسى المبرقع لجهالة زمان مجيئه إلى قم.

وله أربعة أولاد : أبو عليّ محمد وأبوالحسن موسى وأبو القاسم عليّ وأبو محمد الحسن وله أيضا أربع بنات وذهب اولاده بعد وفاته إلى محضر ركن الدولة في الري فسلّاهم وعزّاهم وأمر برعايتهم ورفع الضرائب عنهم ثم عادوا إلى قم وبعدها ذهب‏ أبو عليّ محمد إلى خراسان فأكرمه أهل خراسان فأقام بها حتى قتل أومات .

وذهب أيضا إلى خراسان أبو القاسم عليّ وسكن في طوس وبقي أبوالحسن موسى في قم واشتغل باصلاح أمر أخيه أبي محمد وأخواته وعثر على الأملاك التي بقيت من أبيه وأخذ ما كان مرهونا منها وكان حسن المعاملة مع أهل قم مراعيا لحقوقهم فمال أهل قم إلى صحبته وصار سيّدهم ورئيسهم وذهب في سنة 370 هـ إلى الحج فلمّا جاء إلى المدينة أكرم ابناء عمّه ووهب لهم الخلع والهدايا فشكروه ثم عاد إلى قم ففرح أهلها بمجيئه وزيّنوا الأزقة والشوارع وكتب إليه صاحب بن عباد كتابا وهنّأه .

وبالجملة كان أبوالحسن موسى المذكور سيدا فاضلا متواضعا سهل الجانب فوّضت إليه نقابة السادة في قم ونواحيها وكان سادة آبة وقم و كاشان و خورزن تحت نظره في جميع رسومهم ووظائفهم وعدد رجالهم ونساؤهم وأطفالهم آنذاك 331 نفرا وكان عطاء كل واحد منهم لكلّ شهر ثلاثين منّا من الخبز وعشرة دراهم فضة وكلّ من مات منهم محي اسمه من الديوان وأبدل بمن ولد منهم .

ولأبي الحسن موسى أولاد منهم أبوجعفر صهر ذي الكفايتين أبي الفتح عليّ بن محمد بن الحسين بن العميد وزير ركن الدولة الديلمي وقد ذكرت ترجمته وترجمة والده أبي الفضل بن الحسين بن‏ العميد في كتابي ومن أولاد أبي الحسن موسى العالم الجليل السيد أبو الفتح عبيد اللّه بن موسى المذكور الذي اشار إليه الشيخ منتجب الدين في كتابه الفهرست .

وقال: ثقة ورع فاضل محدّث له كتاب أنساب آل الرسول وأولاد البتول وكتاب في الحلال والحرام وكتاب الاديان والملل أخبرنا بها جماعة من الثقات عن الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري عنه‏ .

ولا يخفى انّ أخا المفيد النيسابوري هو العالم الجليل أبوسعيد محمد بن أحمد النيسابوري جد الشيخ أبي الفتوح الرازي يروي عن السيد عبيد اللّه المذكور أيضا واعلم انّ أكثر عقب‏ موسى المبرقع بالري وقم ثم انتشروا في قزوين وهمدان وخراسان وكشمير والهند وسائر البلاد والآن هم أعزّ وأشرف طوائف السادة .

 قال القاضي نور اللّه في المجالس: ينتهي نسب السادة الرضوية الموجودين بقم وبالمشهد الرضوي المقدس إلى أبي عبد اللّه أحمد نقيب قم ابن محمد الأعرج بن أحمد بن موسى المبرقع بن الامام محمد التقي (عليه السلام) وأيضا ينتهي إليه السيد النقيب شمس الدين محمد الذي جاء من قم إلى مشهد في زمن سلطنة الميرزا شاهرخ بثلاث عشرة واسطة وكذلك الميرزا أبوطالب المشهور وكان حاكما على تبريز مدّة من الزمن وابناءه وابناء اخوته اليوم في المشهد الرضوي المقدس في غاية العزّة والمجد ؛ واعلم انّه ينتهي إلى أبي عبد اللّه أحمد نقيب قم المذكور السيد الأجل محسن بن السيد رضي الدين بن السيد مجد الدين عليّ بن السيد رضي الدين محمد بن پادشاه بن أبي القاسم بن ميسرة بن أبي الفضل بن بندار بن الامير عيسى بن أبي محمد جعفر بن علي بن أبي محمد بن أحمد بن محمد الاعرج بن أحمد بن موسى المبرقع بن الامام الجواد (عليه السلام) الذي قال القاضي نور اللّه في حقه: انّه كان سيدا فاضلا انتقل والده الماجد في زمن السلطان حسين ميرزا من قم إلى المشهد الرضوي وكان منشغلا بترويج مذهب آبائه الطاهرين وتعليم علوم الدين وقد أدركه الشيخ محمد بن أبي جمهور وعاشره وزيّن بعض تصانيفه باسم ذلك السيد الشريف وقد ناظر الشيخ محمد بن أبي جمهور في ايّام اقامته بمشهد علماء المذاهب المختلفة تحت ظلّ حماية السيد المذكور ومن اولاده في هذا الزمان السيد المتقيّ العامل الكامل ذو الطهارة الأمير محمد بن جعفر وهو غنيّ عن مدحي ايّاه لغاية شرفه وعلو مكانه .

فتى لا يحبّ الزاد الّا من التقى‏                       ولا يبتغي الخلّان الّا ذوي الفضل‏

منّ اللّه تعالى علينا بطول بقائه ورزقني مرة أخرى شرف لقائه .

قال بعض المتتبعين انّ للأمير جعفر المذكور ابنا اسمه الامير محمد زمان وهو أيضا من‏ العلماء وقد كتب شرحا على القواعد وتوفي سنة 1041هـ وللأمير محمد زمان ابن اسمه الأمير محمد حسن وهو أيضا من العلماء .

وللسيد محسن ابن آخر يسمى محمد مهدي وهو أيضا من العلماء وقد أجازه الشيخ عليّ الكركي وهو على أهبة السفر من قم إلى كاشان سنة 936هـ ويحتمل ان يكون قبره في تكية  بقم تقرب عن حرم فاطمة المعصومة (عليها السلام) واشتهرت التكية اليوم بالمحمدية .

 يقول المؤلف: إنّ تلك البقعة مشهورة بالمحمدية وتلك التكية معروفة بالحسينية وواقعة في زقاق الحرم الذي يقرب عن حرم فاطمة (عليها السّلام) .

وقال: إنّه ينتهي إلى هذا السيد الجليل نسب السيد الأجل صدر الدين بن الميرزا محمد باقر الرضوي القمي شارح الوافية وأخيه الميرزا محمد ابراهيم بن الميرزا محمد باقر الرضوي من العلماء المقيمين بهمدان إلى غير ذلك .

واعلم انّه ينتهي أيضا إلى موسى المبرقع نسب السيد الجليل محمد بديع خادم المشهد الرضوي رحمه اللّه وقد قال السيد ضامن المدني في التحفة: كان محمد بديع بن أبي طالب بن أبي القاسم بن محمد بن غياث الدين عزيز بن شمس الدين محمد بن محمود بن محمد بن الامير هادي حسن بن عليّ بن أبي الفتوح بن عيسى بن محمد بن أبي محمد جعفر بن أبي جعفر علي بن أبي علي محمد بن أبي أحمد موسى الأبرش‏  بن أبي عليّ محمّد الأعرج بن أحمد بن موسى المبرقع سيدا ذا مروة وشهامة ورفعة ورئاسة وعظمة وجلالة وكان جمّ المحاسن وله معنا مودّة وصداقة ولقد أهديت إليه كتاب الحقوق والمواريث تأليف عزّ الدين عمر بن تاج الدين محمد الفقيه الحسيني ؛ وكان محمد بن بديع هذا متولّيا أمر المشهد الرضوي المقدس وكان رجوع الأعيان والزوّار والقاصدين وأهل البلاد إليه كافة وأعطي منصبه إلى ابنه غياث الدين وجعل واليا على أوقاف الامام الرضا (عليه السلام) بأمر الشاه عباس بن الشاه صفي فبدأ بتعمير الخرائب واتمامها وخصّص أماكن للغلّات ونحوها .

وكان أبوه أبوطالب سيدا جليل القدر وجيها رئيسا جمّ المحاسن ذا مروة عالية وخيرات جارية يقصده الناس ويلجئون إليه وكان يخدم في حرم الامام الرضا (عليه السلام) من قبل الشاه عباس بن الشاه خدا بنده فأراد الشاه عباس ان يزوّجه ابنته فاعتذر وزوّجها بابن عمّه الأمير حسن .

ثم قال السيد ضامن: انّ الأمير حسن بن وليّ اللّه بن هداية اللّه بن مراد بن نعمة اللّه كان مشهورا بالأمير حسن القائني وقد رأيته في المشهد الرضوي المقدس في شهر ذي الحجة سنة 1052هـ وكان رجلا عالما فاضلا كاملا مدرّسا محقّقا مدقّقا وكان ابن عمّه محمد ابراهيم بن الحسين بن نعمة اللّه بن هداية اللّه سيدا جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة عالما فاضلا كاملا شيخ الاسلام في مدينة قائن ثم ذهب إلى الهند ومكث فيها مدّة ثم ذهب إلى مكة المشرفة سنة 1601 هـ وتوفي فيها .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.