أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-05-2015
3224
التاريخ: 2023-04-05
1196
التاريخ: 21-05-2015
3520
التاريخ: 2023-04-08
1524
|
اسم أبي عمير زياد بن عيسى و كنية محمد أبو أحمد و هو من موالي المهلّب بن أبي صفرة، و أصله من بغداد و مسكنه فيها، و هو رجل عظيم المنزلة و جليل القدر عندنا و عند المخالفين، و من اصحاب الاجماع، و قد وثّقه العامّة و الخاصّة و اذعنوا لجلالته.
و كان أعبد و أورع الناس، و قيل انّه أفضل و أفقه من يونس، مع انّ الفضل بن شاذان قال في فقه يونس: ما نشأ في الاسلام رجل من سائر الناس كان أفقه من سلمان الفارسي (رضى اللّه عنه) و لا نشأ بعده أفقه من يونس بن عبد الرحمن (رضي اللّه تعالى عنه) و لقد أدرك ابن أبي عمير الامام الكاظم و الرضا و الجواد (عليهم السّلام) و صنّف 94 كتابا، و كان في زمن الرشيد و المأمون في محنة عظيمة فقد حبساه عدة سنوات و ضرباه بالسياط لكي يتسلّم منصب القضاء و يعرّفهم على الشيعة لأنّه كان يعرف شيعة العراق، و لمّا ضرب مائة سوط لم يتحمّل و أراد أن يسمّي بعض الشيعة، فسمع صوت محمد بن يونس بن عبد الرحمن يناديه: يا محمد بن أبي عمير اذكر موقفك بين يدي اللّه فأمسك نفسه و لم يتفوّه باسم أحد منهم ؛ و لقد تضرّر أكثر من مائة ألف درهم في ماله، و حبس أربع سنين، و جمعت أخته كتبه و وضعتها في بيت لكنّها تلفت بسبب الأمطار، فكان ابن أبي عمير يروي ما حفظه من الأحاديث أو الأوراق التي استنسخها الناس عن كتبه قبل تلفها فلذا اعتمد اصحابنا على مراسيله و جعلوها كالمسندة، و اختاه سعيدة و منّة تعدان من الرواة .
و عن الكشي ان محمد بن أبي عمير اخذ و حبس و أصابه من الجهد و الضيق و الضرب أمر عظيم، و أخذ كل شيء كان له و صاحبه المأمون، و ذلك بعد موت الرضا (عليه السلام) ، وذهبت كتب ابن أبي عمير فلم يخلص كتب أحاديثه، فكان يحفظ أربعين جلدا فسماه نوادر، فلذلك تؤخذ أحاديثه منقطعة الأسانيد .
و روي أيضا عن عليّ بن الحسن بن فضال انه قال: ضرب ابن أبي عمير مائة خشبة وعشرين خشبة أيّام هارون لعنه اللّه، تولى ضربه السندي بن شاهك على التشيع و حبس، فأدّى مائة و أحدا و عشرين ألفا حتى خلّي عنه، فقلت: و كان متمولا؟ قال: نعم كان رب خمسمائة ألف درهم.
و روي الشيخ الصدوق عن ابن الوليد عن عليّ بن ابراهيم عن أبيه انّه قال: كان ابن أبي عمير رجلا بزّازا و كان له على رجل عشرة آلاف درهم، و ذهب ماله و افتقر، فجاء الرجل فباع دارا له بعشرة آلاف درهم و حملها إليه، فدقّ عليه الباب، فخرج إليه محمد بن أبي عمير .
فقال له الرجل: هذا مالك الذي لك عليّ فخذه، فقال له ابن أبي عمير: فمن أين لك هذا المال، ورثته؟ قال: لا، قال: وهب لك؟ قال: لا، و لكنّي بعت داري الفلاني لأقضي ديني .
فقال ابن أبي عمير: حدّثني ذريح المحاربي عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) انّه قال: لا يخرج الرجل عن مسقط رأسه بالدين ارفعها فلا حاجة لي فيها، و اللّه إنّي محتاج في وقتي هذا الى درهم و ما يدخل ملكي منها درهم .
روي عن الفضل بن شاذان انّه قال: دخلت العراق فرأيت واحدا يعاتب صاحبه و يقول له: أنت رجل عليك عيال و تحتاج أن تكتسب عليهم و ما آمن ان تذهب عيناك لطول سجودك ؛ فلما أكثر عليه، قال: أكثرت عليّ ويحك لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت عين ابن أبي عمير، ما ظنّك برجل سجد سجدة الشكر بعد صلاة الفجر فما رفع رأسه الّا عند زوال الشمس .
و روى الشيخ الكشي عن نصر بن الصباح انّه قال: حدّثني الفضل بن شاذان، قال: دخلت على محمد بن أبي عمير و هو ساجد فأطال السجود، فلمّا رفع رأسه ذكر له الفضل طول سجوده، فقال: كيف لو رأيت جميل بن دراج، ثم حدّثه انّه دخل على جميل فوجده ساجدا فأطال السجود جدا، فلمّا رفع رأسه قال له محمد بن أبي عمير: أطلت السجود، فقال: كيف لو رأيت معروف بن خربوذ .
يظهر من هذين الخبرين انّ محمد بن أبي عمير كان معروفا بطول السجود الذي هو غاية الخضوع و منتهى العبادة و أقرب حالات العبد إلى الرب و أشد الاعمال على إبليس، و لقد اقتدى ابن أبي عمير في هذا العمل بامام زمانه موسى بن جعفر (عليه السلام) فانّه كان حليف السجدة الطويلة و الدموع الغزيرة و المناجاة الكثيرة و التضرع المتصل، كما انّ فقهه و حديثه و علمه و اخلاقه من بركات أهل هذا البيت الطاهر (عليهم السّلام) .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|