المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

التركيب الحيوي للنظم البيئية الطبيعية The Biotic Structure of Ecosystems
5-1-2023
أهمية التزاوج بين الإعلام والتربية
24-6-2019
Count Guglielmo Libri Carucci dalla Sommaja
20-10-2016
الترجيح بموافقة الكتاب المجيد
10-9-2016
المهر والصداق
14-1-2016
تفسير سورة التكوير من آية ( 1-24)
2024-02-23


ثقة الاسلام محمد بن أبي عمير  
  
5060   03:52 مساءً   التاريخ: 21-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص465-467.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / قضايا عامة /

اسم أبي عمير زياد بن عيسى و كنية محمد أبو أحمد و هو من موالي المهلّب بن أبي صفرة، و أصله من بغداد و مسكنه فيها، و هو رجل عظيم المنزلة و جليل القدر عندنا و عند المخالفين، و من اصحاب الاجماع، و قد وثّقه العامّة و الخاصّة و اذعنوا لجلالته.

و كان أعبد و أورع الناس، و قيل انّه أفضل و أفقه من يونس، مع انّ الفضل بن شاذان قال في فقه يونس: ما نشأ في الاسلام رجل من سائر الناس كان أفقه من سلمان الفارسي (رضى اللّه عنه) و لا نشأ بعده أفقه من يونس بن عبد الرحمن (رضي اللّه تعالى عنه) و لقد أدرك ابن أبي عمير الامام الكاظم و الرضا و الجواد (عليهم السّلام) و صنّف 94 كتابا، و كان في زمن الرشيد و المأمون في محنة عظيمة فقد حبساه عدة سنوات و ضرباه بالسياط لكي يتسلّم منصب القضاء و يعرّفهم على الشيعة لأنّه كان يعرف شيعة العراق، و لمّا ضرب مائة سوط لم يتحمّل و أراد أن يسمّي بعض الشيعة، فسمع صوت محمد بن يونس بن عبد الرحمن يناديه: يا محمد بن أبي عمير اذكر موقفك بين يدي اللّه فأمسك نفسه و لم يتفوّه باسم أحد منهم ؛ و لقد تضرّر أكثر من مائة ألف درهم في ماله، و حبس أربع سنين، و جمعت أخته كتبه و وضعتها في بيت لكنّها تلفت بسبب الأمطار، فكان ابن أبي عمير يروي ما حفظه من الأحاديث أو الأوراق التي استنسخها الناس عن كتبه قبل تلفها فلذا اعتمد اصحابنا على مراسيله و جعلوها كالمسندة، و اختاه سعيدة و منّة تعدان من الرواة .

و عن الكشي ان محمد بن أبي عمير اخذ و حبس و أصابه من الجهد و الضيق و الضرب أمر عظيم، و أخذ كل شي‏ء كان له و صاحبه المأمون، و ذلك بعد موت الرضا (عليه السلام) ، وذهبت كتب ابن أبي عمير فلم يخلص كتب أحاديثه، فكان يحفظ أربعين جلدا فسماه نوادر، فلذلك تؤخذ أحاديثه منقطعة الأسانيد .

و روي أيضا عن عليّ بن الحسن بن فضال انه قال: ضرب ابن أبي عمير مائة خشبة وعشرين خشبة أيّام هارون لعنه اللّه، تولى ضربه السندي بن شاهك على التشيع و حبس، فأدّى مائة و أحدا و عشرين ألفا حتى خلّي عنه، فقلت: و كان متمولا؟ قال: نعم كان رب خمسمائة ألف درهم‏.

و روي الشيخ الصدوق عن ابن الوليد عن عليّ بن ابراهيم عن أبيه انّه قال: كان ابن أبي عمير رجلا بزّازا و كان له على رجل عشرة آلاف درهم، و ذهب ماله و افتقر، فجاء الرجل فباع دارا له بعشرة آلاف درهم و حملها إليه، فدقّ عليه الباب، فخرج إليه محمد بن أبي عمير .

فقال له الرجل: هذا مالك الذي لك عليّ فخذه، فقال له ابن أبي عمير: فمن أين لك هذا المال، ورثته؟ قال: لا، قال: وهب لك؟ قال: لا، و لكنّي بعت داري الفلاني لأقضي ديني .

فقال ابن أبي عمير: حدّثني ذريح المحاربي عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) انّه قال: لا يخرج الرجل عن مسقط رأسه بالدين ارفعها فلا حاجة لي فيها، و اللّه إنّي محتاج في وقتي هذا الى درهم و ما يدخل ملكي منها درهم‏ .

روي عن الفضل بن شاذان انّه قال: دخلت العراق فرأيت واحدا يعاتب صاحبه و يقول له: أنت رجل عليك عيال و تحتاج أن تكتسب عليهم و ما آمن ان تذهب عيناك لطول سجودك ؛ فلما أكثر عليه، قال: أكثرت عليّ ويحك لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت عين ابن أبي عمير، ما ظنّك برجل سجد سجدة الشكر بعد صلاة الفجر فما رفع رأسه الّا عند زوال‏ الشمس‏ .

و روى الشيخ الكشي عن نصر بن الصباح انّه قال: حدّثني الفضل بن شاذان، قال: دخلت على محمد بن أبي عمير و هو ساجد فأطال السجود، فلمّا رفع رأسه ذكر له الفضل طول سجوده، فقال: كيف لو رأيت جميل بن دراج، ثم حدّثه انّه دخل على جميل فوجده ساجدا فأطال السجود جدا، فلمّا رفع رأسه قال له محمد بن أبي عمير: أطلت السجود، فقال: كيف لو رأيت معروف بن خربوذ .

يظهر من هذين الخبرين انّ محمد بن أبي عمير كان معروفا بطول السجود الذي هو غاية الخضوع و منتهى العبادة و أقرب حالات العبد إلى الرب و أشد الاعمال على إبليس، و لقد اقتدى ابن أبي عمير في هذا العمل بامام زمانه موسى بن جعفر (عليه السلام) فانّه كان حليف السجدة الطويلة و الدموع الغزيرة و المناجاة الكثيرة و التضرع المتصل، كما انّ فقهه و حديثه و علمه و اخلاقه من بركات أهل هذا البيت الطاهر (عليهم السّلام) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.