المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



الإمام الرضا وإمامة ابنه الجواد ( عليهما السّلام )  
  
1444   02:42 صباحاً   التاريخ: 2023-03-31
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 11، ص81-83
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / قضايا عامة /

لقد رسّخ الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السّلام ) إمامة ابنه الجواد ( عليه السّلام ) كما قام بذلك الأئمة ( عليهم السّلام ) الذين سبقوه حيث نوهوا باسم من يأتي من بعدهم من أئمة ، وفي هذا المجال سنعرض المواقف التي ثبّت بها الإمام الرضا ( عليه السّلام ) إمامة الجواد ( عليه السّلام ) ودعا شيعته للاعتصام بها ، ومن ذلك :

1 - قال الراوي : أخبرني من كان عند أبي الحسن الرضا ( عليه السّلام ) جالسا ، فلمّا نهضوا ، قال لهم : « ألقوا أبا جعفر فسلّموا عليه وأحدثوا به عهدا ، فلمّا نهض القوم التفت اليّ فقال : يرحم اللّه المفضّل انه كان ليقنع بدون هذا »[1].

2 - قال الراوي : سمعت الرضا ( عليه السّلام ) وذكر شيئا فقال : « ما حاجتكم إلى ذلك ؟ هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيّرته مكاني ، وقال : إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذّة بالقذّة »[2].

3 - قال الراوي : « سمعت علي بن جعفر يحدّث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين فقال في حديثه : لقد نصر اللّه أبا الحسن الرضا ( عليه السّلام ) لمّا بغى عليه اخوته وعمومته ، وذكر حديثا طويلا حتى انتهى إلى قوله : فقمت وقبضت على يد أبي جعفر محمد بن علي الرضا ( عليه السّلام ) وقلت : أشهد أنك إمامي عند اللّه ، فبكى الرضا ( عليه السّلام ) ثم قال : « يا عمّ ، ألم تسمع أبي وهو يقول : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : بأبي خيرة الإماء النوبية الطيّبة يكون من ولده الطريد الشريد الموتور بأبيه وجده صاحب الغيبة ، يقال : مات أو هلك أي واد سلك ؟ فقلت : صدقت جعلت فداك »[3].

4 - قال الراوي : قلت للرضا ( عليه السّلام ) قد كنّا نسألك قبل ان يهب اللّه لك أبا جعفر فكنت تقول : « يهب اللّه لي غلاما » فقد وهبه اللّه لك ، فأقرّ عيوننا ، فلا أرانا اللّه يومك ، فإن كان كون فإلى من ؟ . فأشار بيده إلى أبي جعفر ( عليه السّلام ) وهو قائم بين يديه ، فقلت له : جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين ! ؟ قال : « وما يضره من ذلك ، قد قام عيسى بالحجة وهو ابن أقل من ثلاث سنين »[4].

5 - قال الراوي : كنت عند أبي الحسن الرضا ( عليه السّلام ) فجيء بابنه أبي جعفر وهو صغير فقال : « هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه »[5].

6 - قال الراوي : « دخلت على أبي الحسن الرضا ( عليه السّلام ) وقد ولد له أبو جعفر ( عليه السّلام ) ، فقال : ان اللّه قد وهب لي من يرثني ويرث آل داود »[6].

7 - قال الراوي : « كنت مع أبي الحسن ( عليه السّلام ) جالسا ، فدعا بابنه وهو صغير فأجلسه في حجري فقال لي : جرّده وانزع قميصه ، فنزعته ، فقال : انظر بين كتفيه شبيه الخاتم داخل في اللحم . ثم قال : أترى هذا ؟ كان مثله في هذا الموضع من أبي ( عليه السّلام ) »[7].

8 - قال الراوي : « ما كان ( عليه السّلام ) - يعني الرضا - يذكر محمدا ابنه ( عليه السّلام ) إلّا بكنيته ، يقول : كتب اليّ أبو جعفر ، وكنت اكتب إلى أبي جعفر وهو صبي بالمدينة ، فيخاطبه بالتعظيم ، وترد كتب أبي جعفر ( عليه السّلام ) في نهاية البلاغة والحسن فسمعته يقول : أبو جعفر وصييّ وخليفتي في أهلي من بعدي »[8].

9 - قال الراوي : سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول : أنشدت مولاي علي ابن موسى الرضا ( عليه السّلام ) قصيدتي - إلى أن قال - : « يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه عليّ وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر »[9].

 

[1] أصول الكافي : 1 / 256 - 257 .

[2] أصول الكافي : 1 / 256 - 257 .

[3] إعلام الورى : 2 / 92 .

[4] إعلام الورى : 2 / 93 .

[5] إعلام الورى : 2 / 95 .

[6] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 68 .

[7] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 69 .

[8] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 72 .

[9] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 73 و 76 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.