أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-07
512
التاريخ: 2024-07-07
471
التاريخ: 2-06-2015
2145
التاريخ: 10-10-2014
1599
|
اختلف العلماء في موقفهم من هذا الأمر ، ففريق رجح شمول الطوفان للأرض كلها ، وقد ذهب بعضهم إلى حد تبني هذا الرأي ، وفريق آخر رجح وقوعه في جزء من الأرض ، وقد مال بعضهم إلى تبنّي هذا الرأي ، وثالث لم يرجّح هذا ولا ذاك ، واعتبر إبداء الرأي في هذا المجال يدخل في إطار الظن ولا يستند إلى أدلة واضحة ، وان معرفته ليست بذات قيمة في تحقيق أهداف القصص القرآني .
ويعتمد الفريق الأول في ترجيحه على عدد من الشواهد والقرائن ، منها ظاهر الآيات الكريمة ، كإطلاق لفظ الأرض في قصة نوح {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ} [هود : 44] ، {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح : 26] ، والأمر بحمل زوجين اثنين من كل جنس من أجناس الحيوان ، فلو كان الطوفان-كما يقولون - خاصاً بناحية من نواحي الأرض لما كان ثمة حاجة إلى الأمر بحمل ذلك (1) ، ومنها وجود بعض الأصداف والأسماك المتحجرة في أعالي الجبال ، وهو دليل - كما يقولون - على أن الماء قد صعد إليها ، ولن يكون ذلك حتى يكون قد عم الأرض .
وأجيب عن هذه الشواهد والقرائن بما يلي :
١. إنّ القرآن المجيد يذكر الأرض ويريد بها منطقة معينة ، كقوله تعالى حكاية عن خطاب فرعون لموسى وهارون (عليه السلام) : {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ} [يونس : 78] يعني أرض مصر وقوله : {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا} [الإسراء : 76] والمراد بها مكة .
٢. إن حمل الأحياء في السفينة ، ربما يكون بهدف المحافظة على نسلها من الانقطاع في القسم الذي عمه الطوفان ، خصوصاً أن نقل الحيوانات وانتقالها في ذلك اليوم لم يكن أمراً هينا . (2)
ونقول : إن عالم الأحياء التي تعيش على الأرض عالم واسع جدا ، ويضم أنواعاً لا حصر لها ، تعد بعشرات أو مئات الآلاف من الأنواع ، ولا ندري كيف نتصور أن نوحا (عليه السلام) قد حمل جنسين من كل نوع من هذا الكم الهائل من الأنواع ، وأن السفينة قد استوعبت كل ذلك ؟!
٣. إن وجود الأصداف وغيرها في قلل الجبال قد يكون لأسباب أخرى غير طوفان نوح (عليه السلام) .
هذه الإجابات وبعض القرائن حدت بالفريق الثاني إلى ترجيح حدوث الطوفان فيجانب من الأرض .
ومن المسائل التي ذكرت لدعم القول بمحدودية الطوفان ، هي أن طوفان نوح كان بمثابة العقاب لقومه ، وليس هنا - كما يقولون - دليل على أن دعوة نوح شملت الأرض كلها ، وعادة فإن وصول دعوة نوح في مثل زمانه إلى جميع نقاط الأرض أمر بعيد . (3)
ونقول : إذا سلمنا بافتقارنا إلى دليل يدل على شمول دعوة نوح ، واستبعدنا وصول دعوته إلى جميع نقاط الأرض ، فإن الدليل يعوزنا أيضاً في إثبات أن الأرض كلها كانت مأهولة بالسكان ، خصوصاً إذا لاحظنا هذين الأمرين :
١. قرب العهد بين نوح وآدم أبي البشر (عليهما السلام) . وإذا صح ما ذكره المؤرخون والنسّابون من وجود ثمانية آباء بينهما ، (4) أدركنا حجم المجتمع البشري آنذاك ، وعدم تفرقه في مناطق نائية جداً .
٢. ما اشتهر على ألسنة المؤرخين والمفسرين بأن جميع البشر-بعد حادثة الطوفان - هم من ذرية نوح ، ولذا اعتبروه الأب الثاني للبشر -كما مر وثمة من يقول بأنهم من ذريته (عليه السلام) ومن ذرية من كان معه في السفينة . وهذان القولان يستلزمان عدم وجود أمم (غير أمة نوح) في بعض الأقطار الشاسعة لم تبلغهم الدعوة ، فلم يستوجبوا الغرق .
______________________
1. الميزان في تفسير القرآن : 10 / 264 .
2. الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل : 501/6 .
3. الأمثل : ٥٠٢/٦ ؛ وانظر تفسير المراغي : ٦٧/٢٣ (ط . دار إحياء التراث العربي) .
4. قالوا : هو نوح ن لامك بن متوشلخ بن إدريس بن لود (أو يارد) بن مهلائيل بن قينانبن أنوش بن شيث بن آدم .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|