المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

زهد الامام الكاظم
10-8-2016
مثبطات البروتيزات Protease Inhibitors
2-10-2019
دراسات المنطقة التابعة محلياً للمدينة
1-3-2022
معجزات الإمام الهادي (عليه السلام)
29-07-2015
Wave Speed on a String
1-1-2017
حُجُب الحب وموانعه
2024-09-18


ولادة الامام الجواد (عليه السلام)  
  
6240   04:18 مساءً   التاريخ: 21-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص207-210.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / الولادة والنشأة /

النور الحادي عشر الإِمام التاسع ابو جعفر الثاني محمد بن علي التقي امام كل عاكف وعابد وحجة اللّه على جميع العباد صلوات اللّه عليه وعلى آبائه واولاده الامجاد ذكر ابن عياش ان ولادته (عليه السلام) كانت يوم العاشر من رجب ولكن المشهور بين العلماء والمشائخ انه ولد بالمدينة في 9 من شهر رمضان من سنة 195 خمس وتسعين ومئة .

امه ام ولد يقال لها سبيكة وسماها الرضا (عليه السلام) الخيزران وكانت نوبية من اهل بيت مارية القبطية ام ابراهيم ابن الرسول (صلى الله عليه واله) وكانت من افضل نساء زمانها واشار اليها النبي (صلى الله عليه واله) بقوله : بأبي ابن خيرة الاماء النوبية الطيِّبة ؛ وفي خبر يزيد بن سليط وملاقاته موسى بن جعفر (عليه السلام) في طريق مكة وهم يريدون العمرة قال : ثم قال ابو ابراهيم (عليه السلام) اني أوخذ في هذه السنة والأمر الى ابني عليّ سميّ عليّ وعليّ، فأما عليّ الأول فعليّ بن ابي طالب (عليه السلام) واما عليّ الآخر فعليّ بن الحسين اعطي فهم الأول وحكمته وبصره وودّه ودينه ومحنة الآخر وصبره على ما يكره وليس له ان يتكلم الا بعد هارون بأربع سنين ثم قال يا يزيد فاذا مررت بالموضع ولقيته وستلقاه فبشره انه سيولد له غلام امين مأمون مبارك وسيعلمك انك لقيتني فاخبره عند ذلك ان الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من اهل بيت مارية القبطية جارية رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وان قدرت ان تبلغها مني السلام فافعل ذلك .

قلت : وكفى في جلالة هذه المعظمة الجليلة ما في هذا الخبر المعتبر من امر موسى بن جعفر (عليه السلام) يزيد بن سليط ان يبلغها منه السلام كما ان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أمر جابر بن عبد اللّه ان يبلغ ابا جعفر الباقر (عليه السلام) سلامه .

روى ابن شهر أشوب عن حكيمة بنت ابي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) قالت : لما حضرت ولادة الخيزران ام ابي جعفر (عليه السلام) دعاني الرضا (عليه السلام) فقال : يا حكيمة احضري ولادتها وادخلني واياها والقابلة بيتاً ووضع لنا مصباحاً واغلق الباب علينا فلما اخذها الطلق طفئ المصباح وبين يديها طست واغتمت بطفء المصباح فبينا نحن كذلك اذ بدر ابو جعفر (عليه السلام) في الطست واذا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتى اضاء البيت فابصرناه، فأخذته فوضعته في حجري ونزعت عنه ذلك الغشاء فجاء الرضا (عليه السلام) وفتح الباب وقد فرغنا من أمره فأخذه ووضعه في المهد وقال لي : يا حكيمة الزمي مهده، قالت : فلما كان في اليوم الثالث رفع بصره الى السماء ثم نظر يمينه ويساره ثم قال : اشهد ان لا اله الا اللّه واشهد ان محمداً رسول اللّه فقمت ذعرة فزعة فأتيت ابا الحسن (عليه السلام) فقلت سمعت من هذا الصبي عجباً فقال : وما ذاك، فأخبرته الخبر، فقال : يا حكيمة ما ترون من عجائبه اكثر .

وفي الدر النظيم بالإسناد عن حكيمة بنت ابي الحسن موسى (عليه السلام) قالت : كتبت لما علقت ام ابي جعفر (عليه السلام) به الى ابي الحسن الرضا (عليه السلام) خادمتك قد علقت، فكتب الي علقت يوم كذا من شهر كذا فاذا هي ولدت فالزميها سبعة ايام، قالت : فلما ولدته قال : اشهد ان لا اله إلا اللّه فلما كان يوم الثالث عطس فقال الحمد للّه وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى الأئمة الراشدين.

اقول : وحج ابو الحسن الرضا (عليه السلام) بعد ذلك بسنة ومعه ابو جعفر (عليه السلام) فكان من امر البيت والحجر وجلوسه فيه ما قد ذكرناه في تاريخ ابي الحسن الرضا (عليه السلام) .

وروي عن عيون المعجزات عن كليم بن عمران قال : قلت للرضا (عليه السلام) : ادع اللّه ان يرزقك ولداً فقال : انما ارزق ولداً واحداً وهو يرثني، فلما ولد ابو جعفر (عليه السلام) قال الرضا (عليه السلام) لأصحابه : قد ولد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار وشبيه عيسى بن مريم، قدست ام ولدته، قد خلقت طاهرة مطهرة ثم قال الرضا (عليه السلام) : يقتل غصباً فيبكي له وعليه اهل السماء ويغضب اللّه على عدوه وظالمه فلا يلبث الا يسيراً حتى يعجل اللّه به الى عذابه الاليم وعقابه الشديد، وكان طول ليلته يناغيه في مهده .  

وروى عن ابي يحيى الصنعاني قال كنت عند ابي الحسن (عليه السلام) فجيء بابنه ابي جعفر (عليه السلام) وهو صغير فقال : هذا المولود الذي لم يولد مولود اعظم على شيعتنا بركة منه . روى الشيخ الكليني (رحمه اللّه) عن محمد بن الحسن بن عمار قال : كنت عند علي بن جعفر بن محمد (عليه السلام) جالساً بالمدينة وكنت اقمت عنده سنتين اكتب عنه ما سمع من اخيه يعني ابا الحسن (عليه السلام) اذ دخل عليه ابو جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) المسجد، مسجد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فوثب علي بن جعفر (رحمه اللّه) بلا حذاء ولا رداء فقبل يده وعظَّمه فقال له ابو جعفر (عليه السلام): يا عم اجلس رحمك اللّه فقال: يا سيدي كيف اجلس وانت قائم فلما رجع علي بن جعفر الى مجلسه جعل اصحابه يوبخونه ويقولون: انت عم ابيه وانت تفعل به هذا الفعل فقال : اسكتوا اذا كان اللّه عز وجل، وقبض على لحيته، لم يؤهل هذه الشيبة واهَّل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه أأُنكر فضله ؟ نعوذ باللّه مما تقولون بل انا له عبد .

اقول : علي بن جعفر هذا، هو السيد الجليل الذي كان راوية للحديث سديد الطريق شديد الورع كثير الفضل وكان (رضي اللّه عنه) شديد التمسك بأخيه موسى (عليه السلام) والانقطاع اليه، والتوفر على اخذ معالم الدين منه، ولو مسائل مشهورة عنه، وجوابات رواها سماعاً منه، وكان ملازماً لأخيه (عليه السلام)، حتى في اربع عمر يمشي اخوه فيها الى مكة بعياله واهله .

وروي : انه كان عند ابي جعفر (عليه السلام) ودنا الطبيب ليقطع له العرق فقام علي بن جعفر قال : يا سيدي تبدأ بي لتكون حدّة الحديد فيّ قبلك ولما اراد ابو جعفر (عليه السلام) النهوض قام علي بن جعفر (عليه السلام) فسوى له نعليه حتى يلبسهما .

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.