المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الإرضاع
5-11-2017
Consonants
2024-04-02
الإشادة والتشجيع لمن ؟
18-4-2016
حجّة الوداع
23-12-2015
علم الدلالة المفردي: العلاقات الترابطية (التخالف Antonymy)
25-4-2018
خصائص أشعَّة جاما
4-12-2019


ولادة الجواد (عليه السلام) ‏ و اسمه و لقبه  
  
4179   04:17 مساءً   التاريخ: 21-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص419-421.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / الولادة والنشأة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-05-2015 11303
التاريخ: 2023-03-28 1076
التاريخ: 21-05-2015 3686
التاريخ: 21-05-2015 3627

وقع الخلاف في ولادته (عليه السلام) ، و الأشهر بين العلماء و المشايخ انّه ولد في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك أو الخامس عشر سنة 195هـ في المدينة المشرفة، و ذكر ابن عيّاش انّ ولادته صادفت العاشر من شهر رجب، و ورد في دعاء الناحية المقدسة:  اللهم انّي أسألك بالمولودين في رجب محمد بن عليّ الثاني و ابنه عليّ بن محمد المنتجب ؛ و هذا الدعاء يؤيد قول ابن عياش .

اسمه الكريم محمد، و كنيته المشهورة أبو جعفر، و ألقابه التقي و الجواد، و قيل أيضا: المختار و المنتجب و المرتضى و القانع و العالم و غيرها، و قال الشيخ الصدوق: سمّي محمد بن عليّ الثاني التقي لانّه اتقى اللّه عز و جل فوقاه شرّ المأمون لمّا دخل عليه بالليل سكران، فضربه بسيفه حتّى ظنّ انّه قد قتله فوقاه اللّه شرّه‏ .

ووالدته أمّ ولد اسمها سبيكة، و سمّاها الامام الرضا (عليه السلام) خيزران، و كانت من اهل النوبة و من قبيلة مارية القبطية أمّ ابراهيم ابن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ، و كانت أفضل نساء زمانها و أشار إليها رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بقوله: بأبي ابن خيرة الإماء النوبية الطيّبة .

و في رواية يزيد بن سليط عند ما لقى الامام موسى الكاظم (عليه السلام) في طريق مكة قال له: انّي أؤخذ في هذه السنة و الأمر هو إلى ابني عليّ، سمّي عليّ و عليّ، فاما عليّ الاول فعليّ بن أبي طالب، و امّا الآخر، فعليّ بن الحسين (عليهما السّلام)، أعطي فهم الأول و حلمه ونصره و ودّه و دينه و محنته، و محنة الآخر و صبره على ما يكره و ليس له ان يتكلّم الّا بعد موت هارون بأربع سنين ؛ ثم قال لي: يا يزيد، و إذا مررت بهذا الموضع و لقيته و ستلقاه فبشّره انّه سيولد له غلام أمين مأمون، مبارك، و سيعلمك انّك قد لقيتني فأخبره عند ذلك انّ الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية جارية رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أمّ ابراهيم، فان قدرت أن تبلّغها منّي السلام فافعل‏ .

يقول المؤلف : يكفي في جلالة امّه (عليه السلام) انّ الامام موسى الكاظم (عليه السلام) يأمر يزيد بن سليط ان يبلّغ سلامه لها، كما فعل رسول اللّه (صلى الله عليه واله) حينما أمر جابر بن عبد اللّه الانصاري أن يبلّغ سلامه للامام الباقر (عليه السلام) .

أمّا كيفية ولادته (عليه السلام) فكما رواها العلامة المجلسي في جلاء العيون انّه قال: روى ابن شهرآشوب بسند معتبر عن حكيمة بنت الامام موسى الكاظم (عليه السلام) انّها قالت: لما حضرت ولادة الخيزران أمّ أبي جعفر (عليه السلام) دعاني الرضا (عليه السلام) فقال لي: يا حكيمة احضري ولادتها و ادخلي و ايّاها و القابلة بيتا ؛ و وضع لنا مصباحا و اغلق الباب علينا، فلمّا أخذها الطلق طفى المصباح و بين يديها طست، فاغتممت بطفإ المصباح، فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر (عليه السلام) في الطست و إذا عليه شي‏ء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتى أضاء البيت، فأبصرناه فأخذته فوضعته في حجري و نزعت عنه ذلك الغشاء .

فجاء الرضا (عليه السلام) ففتح الباب و قد فرغنا من أمره فأخذه فوضعه في المهد و قال لي:

يا حكيمة الزمي مهده، قالت: فلمّا كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثم نظر يمينه ويساره، ثم قال: أشهد أن لا إله الّا اللّه و أشهد انّ محمدا رسول اللّه ؛ فقمت ذعرة فزعة فأتيت أبا الحسن (عليه السلام) فقلت له: لقد سمعت من هذا الصبي عجبا، فقال: و ما ذاك؟ فأخبرته الخبر، فقال: يا حكيمة ما ترون من عجائبه اكثر .

و روي في عيون المعجزات بسند معتبر عن كلثم بن عمران انّه قال: قلت للرضا (عليه السلام) : أدع اللّه ان يرزقك ولدا، فقال: إنمّا أرزق ولدا واحدا و هو يرثني، فلمّا ولد أبو جعفر (عليه السلام) قال الرضا (عليه السلام) لأصحابه: قد ولد لي شبيه موسى بن عمران، فالق البحار، فيبكي له و عليه أهل السماء، و يغضب اللّه تعالى على عدوّه و ظالمه فلا يلبث الّا يسيرا حتى يعجّل اللّه به إلى عذابه الأليم و عقابه الشديد، و كان طول ليلته يناغيه في مهده‏ .

و المشهور انّه كان شديد الادمة و قيل أبيض معتدل، و كان نقش خاتمه نعم القادر اللّه و تسبيحه (عليه السلام) في اليوم الثاني و الثالث عشر و هي: سبحان من لا يعتدي على اهل مملكته، سبحان من لا يؤاخذ أهل الأرض بألوان العذاب، سبحان اللّه و بحمده .

و روي في الدر النظيم انّ حكيمة قالت: لما كان اليوم الثالث عطس الامام الجواد (عليه السلام) ) فقال: الحمد للّه و صلى اللّه على سيدنا محمد و على الائمة الراشدين‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.