المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مادة الامر
31-8-2016
المعنى الحقيقي للتأويل في عرف القرآن
10-10-2014
الصورة من الجانب التعبيري للمخرج- الحركة
14/9/2022
المظاهر الطبيعية (التضاريس)
2024-09-07
Lorenzo Mascheroni
8-7-2016
منح عثمان للاعيان
12-4-2016


تاريخ وفاة الرضا (عليه السلام) ومراثيه  
  
68323   04:21 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص399-402.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة /

الأشهر في تاريخ استشهاد الامام الرضا (عليه السلام) انّه كان في سنة 203هـ و في شهر صفر، و كان عمره الشريف يومئذ خمسة و خمسين سنة، و لكن وقع الاختلاف في اليوم الذي استشهد فيه، قال ابن الأثير و الطبرسي و جمع آخر انّه كان في اليوم الاخير من الشهر و قيل: في الرابع عشر منه، و قال الكفعمي في السابع عشر، و قال صاحب كتاب العدد و صاحب مسار الشيعة انها كانت في اليوم الثالث و العشرين من شهر ذي القعدة، و هو اليوم الذي تستحبّ فيه زيارته (عليه السلام) للقريب و البعيد كما نقله السيد ابن طاوس في الإقبال .

و روى الحميري عن الثقة الجليل معمّر بن خلّاد انّه قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) : يا معمّر اركب، قلت: إلى أين؟ قال: اركب كما يقال لك، قال: فركبت فانتهيت إلى واد أو إلى وهدة، الشك من أبي علي فقال لي: قف هاهنا .

فوقفت فأتاني فقلت له: جعلت فداك أين كنت؟ قال: دفنت أبي الساعة و كان بخراسان‏ .

و روى الشيخ الطبرسي في اعلام الورى عن أميّة بن عليّ انّه قال: كنت بالمدينة و كنت أختلف إلى أبي جعفر (عليه السلام) ، و أبو الحسن (عليه السلام) بخراسان و كان أهل بيته و عمومة أبيه يأتونه و يسلّمون عليه، فدعا يوما الجارية فقال: قولي لهم يتهيّئون للمأتم فلمّا تفرّقوا قالوا: أ لا سألناه مأتم من؟ فلمّا كان من الغد فعل مثل ذلك، فقالوا: مأتم من؟ قال: مأتم خير من على ظهرها، فأتانا خبر أبي الحسن (عليه السلام) بعد ذلك بأيّام فاذا هو قد مات في ذلك اليوم‏ .

ولم يذكر العلماء للامام الرضا (عليه السلام) ابنا غير الامام محمد التقي (عليه السلام) بل قال البعض بانحصار أولاده فيه .

قال الشيخ المفيد: و مضى الرضا عليّ بن موسى (عليهما السّلام) و لم يترك ولدا نعلمه الّا ابنه الامام بعده أبا جعفر محمد بن عليّ (عليهما السّلام) و كانت سنّه يوم وفاة أبيه سبع سنين و أشهرا .

و صرّح ابن شهرآشوب بانّ ابنه هو الامام محمد التقي لكن المجلسي روى في البحار عن قرب الاسناد عن البزنطي انّه قال: قلت للرضا (عليه السلام) : جعلت فداك قد سألتك منذ سنين و ليس لك ولدا عن الامامة فيمن تكون من بعدك، فقلت: في ولدي، و قد وهب اللّه لك ابنين الخ‏.

قال ابن شهرآشوب في المناقب: الأصل في مسجد زرد في كورة مرو انّه صلّى فيه الرضا (عليه السلام) ، فبنى مسجدا ثم دفن فيه ولد الرضا (عليه السلام) و يروي فيه من الكرامات‏ .

 و روى العلامة المجلسي في البحار في باب حسن الخلق عن عيون أخبار الرضا (عليه السلام) رواية يدل ظاهرها على انّ الامام الرضا (عليه السلام) كان له بنت اسمها فاطمة تروي الحديث عن أبيها، و إليك نص الرواية: عن فاطمة بنت الرضا عن أبيها عن أبيه عن جعفر بن محمد عن ابيه و عمّه زيد عن أبيهما عليّ بن الحسين عن أبيه و عمّه، عن عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام) عن النبي (صلى الله عليه واله) قال: من كفّ غضبه كفّ اللّه عنه عذابه، و من حسن خلقه بلّغه اللّه درجة الصائم القائم‏ .

و روى الشيخ الصدوق أيضا مسندا عن فاطمة بنت عليّ بن موسى الرضا عن أبيها الرضا عن آبائه عن عليّ (عليهم السّلام) قال: لا يحلّ لمسلم أن يروّع مسلما .

و ذكر في كتب الأنساب انّ للامام الرضا (عليه السلام) بنتا اسمها فاطمة زوجة محمد بن جعفر بن القاسم بن اسحاق بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، ابن أخي أبي هاشم الجعفري، و هي أمّ الحسن بن محمد بن جعفر بن القاسم، و ذكر الشبلنجي في نور الأبصار كرامة و منقبة لها فليرجع الطالب إلى هناك.

وانّ الشعراء رثوا الامام (عليه السلام) بأشعار و مراثي كثيرة، و خصّص العلامة المجلسي (رحمه اللّه) في البحار بابا في مراثي الامام الرضا (عليه السلام) ، نذكر هنا بعضا منها مراعاة للاختصار.

 قال دعبل:

الا ما لعين بالدموع استهلّت‏                 و لو نفدت‏  ماء الشّؤون لقلّت‏

على من بكته الأرض و استرجعت له‏       رؤوس الجبال الشامخات و ذلّت‏

و قد أعولت تبكي السماء لفقده‏             و أنجمها ناحت عليه و كلّت‏

فنحن عليه اليوم أجدر بالبكاء               لمرزئة عزّت علينا و جلّت‏

رزينا رضيّ اللّه سبط نبيّنا                    فأخلفت‏  الدنيا له و تولّت‏

تجلّت مصيبات الزمان و لا أرى‏             مصيبتنا بالمصطفين تجلّت

و لدعبل أشعار كثيرة في رثاء الامام (عليه السلام) .

و قال محمد بن حبيب الظّبّي:

قبر بطوس به أقام امام‏              حتم إليه زيارة و لمام‏

قبر أقام به السلام و إذ غدا          تهدى إليه تحيّة و سلام‏

قبر سنا أنواره تجلو العمى‏          و بتربه قد يدفع الأسقام‏

قبر إذا حلّ الوفود بربعه‏             رحلوا و حطّت عنهم الآثام‏

و تزوّدوا أمن العقاب و اومنوا      من أن يحلّ عليهم الإعدام‏

قبر عليّ بن موسى حلّه‏              بثراه يزهو الحلّ و الاحرام‏

من زاره في اللّه عارف حقّه‏         فالمسّ منه على الجحيم حرام‏

و اعلم انّ ثواب زيارته (عليه السلام) لا يمكن احصاؤه، و ذكرنا في كتاب مفاتيح الجنان‏  روايات في هذا الباب و لو لا البناء على الاختصار لذكرت الحكايات و الكرامات التي ظهرت من مشهده المقدس، لكن المقام لا يسع لاكثر من هذا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.