أقرأ أيضاً
التاريخ: 23/11/2022
1430
التاريخ: 10-3-2021
3006
التاريخ: 25-4-2020
1804
التاريخ: 2024-08-16
391
|
الأولى : أن في الإنسان انبعاثاً داخلياً فطرياً إلى الاخلاق ، يساير جمع مراحله يمكن التعبير عنه به (الحاسة الأخلاقية)، التي يميز بها بين الخير والشر ، كما يميز بالحاسة الجمالية المودعة فيه بين الجميل والقبح ، قال تعالى : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس : 7، 8].
ومن هذه الحاسة الخلقية نستطيع أن نؤسس القواعد الخلقية والقانون الاخلاقي العام.
ولكن قد يلقى هذا النور الباطني الفطري موانع توجب طمسه ، وهي كثيرة ، مثل العادات ، والوراثة ، والبيئة، وشواغل الحياة المادية ، بل إن نفس القواعد الخلقية الفطرية لم تكن كافية في إرضاء الجمع ، بحيث تكون قاعدة عامة تجلب رضاء الكل ، ولهذا كان لا بد من بعث الأنبياء ذوي النفوس المصطفاة ، الملهمة بالوحي ، ليثيروا للناس دفائن العقول ، ويزيلوا الغشاوة عن النور الفطري، ويكملوا ما كانوا يحتاجون إليه في إكمالهم ، فكان نور الوحي الإلهي مكملا لنور الفطرة التي أودعها الله في الإنسان ، فكان " نور على نور ".
الثانية : أن القواعد الخلقية هي تلك القواعد التي تخاطب الضمير الإنساني ، ويرغب إليها الإنسان لأجل الحقيقة ذاتها وأهميتها الخلفية ، فهي لم تكن غريبة عليه ، فكانت لها صفة الإلزام ، قال تعالى : {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} [القيامة : 14، 15] ، ويظهر ذلك بوضوح في تلك الآيات القرآنية التي ترجع الإنسان إلى عواطفه، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات : 13] ، وقال تعالى : {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات : 12].
الثالثة : إن القرآن الكريم يقرر أن الإنسان مسؤول عن عمله، فقد اظهر فكرة المسؤولية الأخلاقية الفردية والاجتماعية بالمعنى الكامل، قال تعالى : {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم : 39] ، وقال تعالى : {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام : 164] ، فكل شخص مسؤول بالشروط المقررة عن أفعاله الخاصة ، الشعورية، والإرادية، كما أنه فرد من مجتمع يحمل جانباً من المسؤولية الاجتماعية.
الرابعة : أن الإنسان حر في اختيار أفعاله الإرادية ، ولا شيء - سواء كان داخلياً أو خارجياً - يستطيع إرغامه وسلب حريته ، قال تعالى : {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة : 284] ، وقال تعالى : { إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب : 54] ، بل يعتبر القرآن أن أساس المسؤولية هي الحرية، وقد مضى في ضمن الآيات القرآنية البحث عن ذلك مفصلا، وقد تنبه إلى ذلك الفيلسوف الغربي (كانت) بقوله: ((يستحيل علينا أن نتصور عقلا في أكمل حالات شعوره ، يتلقى بشأن أحكامه توجيهاً من الخارج .. فإرادة الكائن العاقل لا تكون إرادته التي تخضه بالمعنى الحقيقي ، إلا تحت فكرة الحرية)).
الخامسة : الجزاء الأخلاقي، وفقاً لقانون أن كل مسؤولية لا بد لها من جزاء .
وقد بين القرآن الكريم أن كل عمل له جزاء خاص يلائمه ، وقد تقدم في الآيات السابقة ما يرتبط بالمقام.
السادسة : النية وأن كن عمل لا بد له من نية ، وإعطاء الأهمية للنية والبواعث الكامنة في النفس وراء العمل ، ويعتبر أن قيمة كل عمل تدور مدار شدة التنزه ، وأن الهدف من كل عمل هو ابتغاء وجه الله تعالى.
السابعة : أن كل عمل لا بد أن يقرن بالاعتقاد ، كما هو ظاهر الآيات الشريفة التي يقرن فيها بين الإيمان والعمل الصالح ، قال تعالى : {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } [سبأ : 4] ، وقال تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ} [العنكبوت : 9].
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|