المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01
الاستجابة اللاإرادية الجنسية للماشية sexual reflex
2024-11-01
المحاجة في الدين وتوضيح العقيدة
2024-11-01
الله هو الغني المقتدر
2024-11-01

أنواع الأحاديث الصحفية
5-12-2020
CONCERNED: complication-situation-solution
2024-09-07
التنـزه والاحتياط عن الحرام
14-4-2022
وزراء رعمسيس الثاني (الوزير رع حتب)
2024-08-18
استقرار المبيدات كيميائياً (Chemical stability)
2024-01-10
القول في الفصل بين المعجز والحيل‏
3-08-2015


أمامة الرضا(عليه السلام)لصلاة العيد التهديد الاكبر لملك العباسيين  
  
3385   04:43 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج3,ص367-372.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

روى عن ياسر الخادم و الريان بن الصلت أن المأمون لما عقد للرضا (عليه السلام) بولاية العهد أمره بالركوب إلى صلاة العيد فامتنع وقال قد علمت بما كان بيني وبينك من الشروط في دخول الأمر فاعفني من الصلاة فقال المأمون إنما أريد بذلك أن يعرفك الناس و يشتهر فضلك و ترددت الرسل بينهم فلما ألح المأمون عليه قال إن أعفيتني كان أحب إلي و إن أبيت فإني أخرج كما كان يخرج النبي (صلى الله عليه واله) و علي (عليه السلام) فقال المأمون اخرج كيف شئت و أمر القواد و الجند و الناس يبكروا بالركوب إلى باب الرضا (عليه السلام) فقعد الناس لأبي الحسن (عليه السلام)  في الطرقات و السطوح واجتمع النساء والصبيان ينتظرون خروجه و صار القواد و الجند إلى بابه فوقفوا على دوابهم حتى طلعت الشمس فاغتسل و لبس ثيابه و تعمم بعمامة قطن بيضاء و ألقى طرفا منها على صدره و طرفا بين كتفيه و مس طيبا و أخذ عكازا و قال لمواليه افعلوا كما فعلت فخرجوا بين يديه و هو حاف و قد شمر سراويله إلى نصف الساق و عليه ثياب مشمرة فمشى قليلا و رفع رأسه إلى السماء و كبر و كبر مواليه معه ثم مشى حتى وقف على الباب ؛ فلما رآه القواد و الجند على تلك الصورة سقطوا إلى الأرض و كان أحسنهم حالا من كان معه سكين قطع بها شرابة جاجيلته و نزعها و تحفى و كبر الرضا (عليه السلام) و كبر الناس معه فخيل إلينا أن السماء و الحيطان تجاوبه و تزعزعت مرو بالبكاء و الضجيج لما رأوا و سمعوا تكبيره و بلغ المأمون ذلك فقال له الفضل إن بلغ الرضا المصلى على هذا السبيل افتتن به الناس و خفنا على دمائنا فبعث إليه المأمون قد كلفناك شططا و أتعبناك ولا نحب أن تلحقك مشقة فارجع و ليصل بالناس من كان يصلي بهم فدعا بخفه فلبسه و ركب ورجع و اختلف الناس في ذلك اليوم و لم ينتظم أمر صلاتهم. و عن ياسر قال لما عزم المأمون على الخروج من خراسان إلى العراق خرج معه الفضل و خرجنا مع الرضا ع فورد على الفضل كتاب من أخيه الحسن و نحن في بعض المنازل أني نظرت في تحويل السنة فوجدت فيه أنك تذوق في شهر كذا و كذا يوم الأربعاء حر الحديد و حر النار و أرى أن تدخل أنت و أمير المؤمنين و الرضا (عليه السلام) في ذلك اليوم الحمام و تحتجم فيه و تصب على بدنك الدم ليزول عنك نحسه فكتب الفضل إلى المأمون بذلك و سأله أن يسأل الرضا ع ذلك فكتب المأمون إلى الرضا (عليه السلام) فأجابه لست داخلا الحمام غدا فأعاد إليه الرقعة مرتين فكتب الرضا (عليه السلام) لست داخلا الحمام غدا فإني رأيت رسول الله (صلى الله عليه واله) في هذه الليلة فقال لي يا علي لا تدخل الحمام غدا فلا أرى لك يا أمير المؤمنين و لا للفضل أن تدخلا الحمام غدا فكتب المأمون صدقت يا أبا الحسن و صدق رسول الله (صلى الله عليه واله) و لست بداخل الحمام غدا و الفضل أعلم .

قال ياسر فلما أمسانا و غابت الشمس قال لنا الرضا (عليه السلام) قولوا نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذه الليلة فلم نزل نقول ذلك فلما صلى الصبح قال لي اصعد إلى السطح فاستمع فلما صعدت سمعت ضجة و كثرت و زادت و إذا المأمون قد دخل من الباب الذي كان من داره إلى دار الرضا (عليه السلام) فقال يا سيدي يا أبا الحسن آجرك الله في الفضل فإنه دخل الحمام ودخل عليه قوم فقتلوه و أخذ منهم ثلاثة أحدهم ابن خاله واجتمع الجند و القواد و من كان من رجال الفضل على باب المأمون فقالوا هو اغتاله و شغبوا وطلبوا بدمه و جاءوا بالنيران ليحرقوا الباب فقال المأمون لأبي الحسن (عليه السلام) يا سيدي ترى أن تخرج إليهم و ترفق بهم حتى يتفرقوا قال نعم و ركب أبو الحسن (عليه السلام) وقال لي يا ياسر اركب فركبت فلما خرجنا من باب الدار نظر إلى الناس و قد ازدحموا عليه فقال لهم بيده تفرقوا فقال ياسر فأقبل والله بعضهم يقع على بعض و ما أشار إلى أحد إلا ركض و مشى على وجهه .

وعن مسافر قال لما أراد هارون بن المسيب أن يواقع محمد بن جعفر قال لي الرضا اذهب إليه وقل له لا تخرج غدا فإنك إن خرجت غدا هزمت و قتل أصحابك فإن قال لك من أين علمت فقل له رأيت في النوم فقال نام العبد و لم يغسل استه ثم خرج فانهزم و قتل أصحابه هذه القصص اختصرت ألفاظها اختصارا لا يخل بمعناها فلا تظنن أني تركتها ناسيا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.