المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

مدى إهتمام نظام روما الأساسي بتنظيم إجراء القبض
19-3-2018
قـيـاس الـولاء التـنظـيمـي
24/11/2022
المماثلة
23-04-2015
صحاح الجوهري
17-4-2019
وسائط نقل الركاب- وسائط النقل الخاصة
8/12/2022
lommel Differential Equation
22-6-2018


استقبال المأمون للامام الرضا وعرض الخلافة عليه  
  
2919   06:14 مساءاً   التاريخ: 7-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص292-293.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2016 2814
التاريخ: 16-10-2015 5697
التاريخ: 7-8-2016 2936
التاريخ: 7-8-2016 2634

أمر المأمون باستقبال الامام استقبالا رسميا فخرجت القوات المسلحة لاستقباله و سائر ابناء الشعب و كان المأمون في مقدمة مستقبليه و معه الفضل بن سهل و بقية وزرائه و مستشاريه فصافح الامام و رحب به ترحيبا حارا و خصص له دارا فخمة مزودة بالخدم و الحشم و سائر ما يحتاج إليه و عنى به عناية فائقة .

عرض المأمون على الامام (عليه السّلام) تنازله عن الخلافة رسميا و تقليد الامام (عليه السّلام) بها فقال له: يا بن رسول اللّه قد عرفت فضلك و علمك و زهدك و ورعك و عبادتك و اراك أحق بالخلافة مني .

فأجابه الامام: بالزهد بالدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا و بالورع عن المحارم ارجو الفوز بالمغانم و بالتواضع في الدنيا ارجو الرفعة عند اللّه .

لقد اعرب الامام (عليه السّلام) عن زهده في الدنيا و ورعه عن محارم اللّه تعالى مبتغيا بذلك الفوز في الدار الآخرة و الرفعة عند اللّه.

و سارع المأمون قائلا: إني رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة و اجعلها لك .

و لم تخف على الامام نوايا المأمون و انه انما قام بذلك تنفيذا لأغراضه السياسية و كيف يتنازل عن الخلافة و قد قتل أخاه الأمين من أجلها و خرب بغداد و نشر في ربوع العالم الاسلامي الثكل و الحزن و الحداد فكيف يسلمها للامام (عليه السّلام)؟

و أجابه الامام بجواب حاسم اغاظ المأمون و ورم منه أنفه قائلا له: إن كانت هذه الخلافة لك فلا يجوز أن تخلع لباسا ألبسكه اللّه و تجعله لغيرك و ان كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز أن تجعل لي ما ليس لك .

و افحم المأمون فقد سد الامام عليه كل نافذة يسلك منها و راح يقول مهددا للامام: لا بد لك من قبول هذا الأمر .

فأجابه الامام: لست أفعل ذلك طائعا أبدا .

و بهر ذو الرئاستين و راح يقول: و اعجبا!! رأيت الميمون امير المؤمنين يفوض أمر الخلافة إلى الرضا و رأيت الرضا يقول: لا طاقة لي بذلك و لا قدرة لي عليه فما رأيت خلافة قط كانت أضيع منها .

لقد كان الامام (عليه السّلام) عالما بزيف هذا العرض و عدم جديته فالمأمون من الأسرة العباسية الحاقدة على آل البيت (عليهم السّلام) فقد ارتكبت معهم من المجازر ما لم ترتكبه الأسرة الأموية فقتلوهم في وضح النهار و في غلس الليل و قد جاهدوا أن لا يبقى علويا على وجه الأرض و المأمون ليس أقل خبثا فقد اغتال سيد العلويين الامام الرضا و قتل غيره من السادة الأطهار فكيف يثق الامام به.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.