المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

هل حقق الخليل أهداف الإمامة ؟
29-09-2015
معنى كلمة حنف‌
10-12-2015
الإجماع
5-9-2016
نون التوكيد
21-10-2014
المذموم من اللهجات العربية
18-7-2016
Reflection: Beyond sociological variables
23-5-2022


فضائل ومناقل الامام الكاظم (عليه السلام )  
  
7524   05:46 مساءً   التاريخ: 18-05-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص435-438.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام) /

كان ابوالحسن موسى (عليه السلام)  أعبد اهل زمانه وأفقههم وأسخاهم كفا واكرمهم نفسا ؛ وروى انه كان يصلى نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ثم يعقب حتى تطلع الشمس ويخرلله ساجدا فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتى يقرب زوال الشمس وكان يدعو كثيرا فيقول " اللهم انى اسئك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب " ويكرر ذلك ؛ وكان من دعائه (عليه السلام)  " عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك " ؛ وكان يبكى من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع وكان اوصل الناس لأهله ورحمه وكان يتفقد فقراء المدينة في الليل فيحمل الزنبيل فيه العين والورق والادقة والتمور فيوصل اليهم ذلك ولا يعلمون من إي جهة هو .

اخبرنى الشريف ابومحمد الحسن بن محمد بن يحيى قال : حدثنا جدى يحيى بن الحسن بن جعفر قال : حدثنا اسمعيل بن يعقوب قال : حدثنا محمد بن عبدالله البكري قال : قدمت المدينة أطلب بها دينا فأعياني فقلت لو ذهبت إلى ابى الحسن موسى (عليه السلام) فشكوت اليه ! فأتيته بنقمي في ضيعته فخرج إلى ومعه غلام معه منسف فيه قديد مجزع ليس معه غيره فأكل وأكلت معه ثم سئلنى عن حاجتى فذكرت له قصتي فدخل ولم يقم الا يسيرا حتى خرج إلى فقال لغلامه : اذهب ثم مديده إلى فدفع إلى صرة فيها ثلاثمائة دينار ثم قام فولى فقمت فركبت دابتي وانصرفت ؛ واخبرني الشريف ابومحمد الحسن بن محمد عن جده عن غير واحد من أصحابه ومشايخه ان رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذى أبا الحسن موسى (عليه السلام) ويسبه اذا رآه ويشتم عليا  (عليه السلام)  فقال له بعض جلسائه يوما : دعنا نقتل هذا الفاجر؟ فنها هم عن ذلك أشد النهى وزجرهم اشد الزجر فسئل عن العمرى؟ فذكر انه يزرع بناحية من نواحي المدينة فركب اليه فوجده في مزرعة له فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمرى لا توطئ زرعنا فتوطأه أبوالحسن (عليه السلام) بالحمار حتى وصل اليه فنزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه وقال له : كم غرمت في زرعك هذا؟ فقال : له مائة دينار قال : وكم ترجو أن تصيب؟ قال : لست أعلم الغيب قال له : انما قلت لك ترجو ان يجيئك فيه ؟ قال : ارجو أن يجيئنى فيه مائتا دينار قال : فاخرج أبو الحسن (عليه السلام) صرة فيها ثلاثمائة دينار وقال : هذا زرعك على حاله والله يرزقك فيه ما ترجو قال : فقام العمرى فقبل رأسه وسئله ان يصفح عن فارطه فتبسم اليه أبوالحسن (عليه السلام) وانصرف قال : وراح إلى المسجد فوجد العمرى جالسا فلما نظر اليه قال : الله اعلم حيث يجعل رسالته قال : فوثب أصحابه اليه فقالوا له : ما قصتك قد كنت تقول غيرهذا؟ قال : فقال لهم : قد سمعتم ما قلت الآن وجعل يدعو لا أبى الحسن (عليه السلام) فخاصموه وخاصمهم فلما رجع أبوالحسن (عليه السلام) إلى داره قال لجلسائه الذين سئلوه في قتل العمرى : أيما كان خيرا ما أردتم أوما أردت؟ انى اصلحت أمره بالمقدار الذي عرفتم وكفيت به شره.

 وذكر جماعة من أهل العلم ان أبا الحسن (عليه السلام ) كان يصل بالمأتى دينار إلى ثلاثمائة دينار وكانت صرار ابو الحسن موسى مثلاً .

وذكر ابن عمار وغيره من الرواة انه لما خرج الرشيد وقرب من المدينة استقبلته الوجوه من اهلها يقدمهم موسى بن جعفر (عليه السلام ) على بغلة فقال له الربيع  : ما هذه الدابة التي تلقيت عليها امير المؤمنين وانت طلبت عليها لم تدرك وان طلبت فلم تفي فقال  : انها تطأطأت من خيلاء الخيل وارتفعت من ذلت العير وخير الامور اوسطاها .

قالوا  : ولما دخل هارون الرشيد الدينه توجه لزيارة قبر النبي (صلى الله عليه واله) وسلم وقال  : السلام عليك يارسول الله السلام عليك يابن عم مفتخرا بذلك على غيره فتقدم ابو الحسن (عليه السلام ) الى القبر وقال  : السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابة ؛ فتغير وجه الرشيد وتبين الغيض فيه .

وروى ابوزيد قال : اخبرني عبد الحميد قال : سال محمد بن الحسن ابا الحسن موسى (عليه السلام ) بمحضر الرشيد وهم بمكة فقال له  : ايجوز للمحرم ان يضلل عليه محرمه؟ فقال (عليه السلام )  : لا يجوز له ذلك مع الاختيار فقال محمد بن الحسن  : افيجوز ان يمشي تحت الظلال مختار ؟فقال له : نعم فتضاحك محمد بن الحسن من ذلك فقال ابو الحسن موسى (عليه السلام )  : اتعجب من سنة النبي (صلى الله عليه واله) كشف الظلال في احرامه ومشى تحت الظلال وهو محرم وان احكام الله يامحمد لاتقاس فمن قاس بعضها على بعض فقد ضل عن سو السبيل فسكت محمد بن الحسن لا يرجع جوابا .

وقد روى الناس عن ابي الحسن (عليه السلام ) فاكثروا وكان افقه اهل زمانه واحفظهم لكتاب الله واحسنهم صوتا بالقران وكان اذا قرأ يحدر ويبكي ويبكي السامعون لتلاوته وكان الناس بالمدينة يسمونه زين المتهجدين.

وسمي بالكاظم لما كظمه من الغيظ وصبر عليه من فعل الظالمين به حتى مضى قتيلا في حبسهم ووثاقهم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.