المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05

What is genetic ancestry testing
28-10-2020
الميتانيون Mitanni
15-9-2016
فدائيو فلسطين ضد الاستعمار الاسرائيلي : هل الفدائيون مخربون ؟
18-11-2014
القاب الامام الرضا (عليه السلام)
2-8-2016
امير المؤمنين ( عليه السلام ) ومحافظته على أوقات الصلاة
20-6-2022
القسم
23-12-2014


خبر شطيطة النيشابورية  
  
4096   05:55 مساءً   التاريخ: 17-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص258-261.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام) /

روى أبو علي بن راشد و غيره في خبر طويل انّه قال : اجتمعت العصابة الشيعة بنيسابور و اختاروا محمد بن عليّ النيسابوري فدفعوا إليه ثلاثين الف دينار و خمسين الف درهم و الفي شقة من الثياب، و أتت شطيطة بدرهم صحيح و شقة خام‏  من غزل يدها تساوي أربعة دراهم، فقالت : انّ اللّه لا يستحيي من الحق .

قال : فثنيت درهمها و جاءوا بجزء فيه مسائل ملء سبعين ورقة في كلّ ورقة مسألة و باقي الورق بياض ليكتب الجواب تحتها، و قد حزمت‏  كلّ ورقتين بثلاث حزم، و ختم عليها بثلاث خواتيم على كلّ حزام خاتم و قالوا : ادفع إلى الامام ليلة و خذ منه في غد فان وجدت الجزء صحيح الخواتيم فاكسر منها خمسة و انظره هل أجاب عن المسائل، و إن لم تنكسر الخواتيم فهو الامام المستحق للمال فادفع إليه و الّا فردّ إلينا أموالنا .

فدخل على الأفطح عبد اللّه بن جعفر و جرّبه و خرج عنه قائلا : ربّ اهدني إلى سواء الصراط، قال : فبينما أنا واقف إذا أنا بغلام يقول : اجب من تريد، فأتى بي دار موسى بن جعفر فلمّا رأني قال لي : لم تقنط يا أبا جعفر؟ و لم تفزع إلى اليهود و النصارى فأنا حجة اللّه و وليه، أ لم يعرفك أبو حمزة على باب مسجد جدّي؟ و قد أجبتك عمّا في الجزء من المسائل بجميع ما تحتاج إليه منذ أمس فجئني به و بدرهم شطيطة الذي وزنه درهم و دانقان الذي في الكيس الذي فيه أربعمائة درهم للوازواري، و الشقة التي في رزمة الأخوين البلخيين .

قال : فطار عقلي من مقاله و أتيت بما أمرني و وضعت ذلك قبله، فأخذ درهم شطيطة و إزارها ثم استقبلني و قال : انّ اللّه لا يستحيي من الحق، يا أبا جعفر أبلغ شطيطة سلامي و اعطها هذه الصرة و كانت أربعين درهما ؛ ثم قال : و اهديت لك شقة من أكفاني من قطن قريتنا صيداء قرية فاطمة (عليها السلام) و غزل أختي حليمة ابنة أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ، ثم قال : و قل لها ستعيشين تسعة عشر يوما من وصول أبي جعفر و وصول الشقة و الدراهم، فانفقي على نفسك منها ستة عشر درهما و اجعلي أربعة و عشرين صدقة منك و ما يلزم عنك و أنا أتولى الصلاة عليك فاذا رأتني يا أبا جعفر فاكتم عليّ فانه أبقى لنفسك ؛ ثم قال : و اردد الأموال إلى أصحابها و افكك هذه الخواتيم عن الجزء و انظر هل أجبناك عن المسائل أم لا من قبل أن تجيئنا بالجزء، فوجدت الخواتيم صحيحة، ففتحت منها واحدا من وسطها فوجدت فيه مكتوبا، ما يقول العالم (عليه السلام) في رجل قال نذرت للّه لأعتقنّ كلّ مملوك كان في رقي قديما و كان له جماعة من العبيد؟

الجواب بخطّه : ليعتقنّ من كان في ملكه من قبل ستة أشهر، و الدليل على صحة ذلك قوله تعالى : { وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } [يس : 39] و الحديث‏  : من ليس له من ستة أشهر .

و فككت الختم الثاني فوجدت ما تحته : ما يقول العالم في رجل قال : و اللّه لأتصدّقنّ بمال كثير فيما يتصدق؟ الجواب تحته بخطّه : إن كان الذي حلف من أرباب شياه فليتصدق باربع و ثمانين شاة، و إن كان من أصحاب النعم فليتصدّق بأربع و ثمانين بعيرا، و إن كان من أرباب الدراهم فليتصدّق بأربع و ثمانين درهما، و الدليل عليه قوله تعالى : { لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ } [التوبة : 25]  فعددت مواطن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قبل نزول تلك الآية فكانت أربعة و ثمانين موطنا .

فكسرت الختم الثالث فوجدت تحته مكتوبا : ما يقول العالم في رجل نبش قبر ميت و قطع رأس الميت و أخذ الكفن؟ الجواب بخطّه : يقطع السارق لاخذ الكفن من وراء الجزر و يلزم مائة دينار لقطع رأس الميت لانّا جعلناه بمنزلة الجنين في بطن أمّه قبل ان ينفخ فيه الروح فجعلنا في النطفة عشرين دينارا، المسألة إلى آخرها ؛ فلمّا وافى خراسان وجد الذين ردّ عليهم أموالهم ارتدّوا إلى الفطحيّة، و شطيطة على الحق فبلغها سلامه و أعطاها صرته و شقته، فعاشت كما قال (عليه السلام) ، فلمّا توفيت شطيطة جاء الامام على بعير له، فلمّا فرغ من تجهيزها ركب بعيره و انثنى نحو البرية و قال : عرف أصحابك و اقرأهم منّي السلام و قل لهم : انّي و من يجري مجراي من الائمة (عليهم السّلام) لا بد لنا من حضور جنائزكم في أي بلد كنتم فاتقوا اللّه في أنفسكم‏ .

يقول المؤلف : لم يذكر الرواة تمام الجواب عن الامام (عليه السلام) حينما سئل عن رأس الميت لكن هناك رواية عن الامام الصادق (عليه السلام) تكون متممة للجواب السابق، و هي كما رواها ابن شهرآشوب، قال : أتى الربيع أبا جعفر المنصور و هو في الطواف فقال : يا أمير المؤمنين مات فلان مولاك البارحة فقطع فلان رأسه بعد موته، قال : فاستشاط و غضب و قال لابن شبرمة و ابن أبي ليلى و عدة من القضاة و الفقهاء : ما تقولون في هذا ؟ فكل قال : ما عندنا في هذا شي‏ء، فكان يقول : أقتله أم لا؟ فقالوا : قد دخل جعفر الصادق في السعي فقال المنصور للربيع : اذهب إليه و سله عن ذلك ؛ فقال (عليه السلام)  : فقل له عليه مائة دينار، قال : فأبلغه ذلك، فقالوا له : فاسأله كيف صار عليه مائة دينار فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام)  : في النطفة عشرون، و في العلقة عشرون، و في المضغة عشرون، و في العظم عشرون، و في اللحم عشرون، ثم أنشأه خلقا آخر و هذا هو ميت بمنزلة قبل أن ينفخ الروح في بطن امّه جنين .

قال : فرجع إليه فأخبره بالجواب فأعجبهم ذلك، فقالوا : ارجع إليه و سله الدية لمن هي لورثته أم لا؟ فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام)  : ليس لورثته فيها شي‏ء لانّه أتى إليه في بدنه بعد موته، يحج بها عنه أو يتصدّق بها عنه، أو تصير في سبيل من سبل الخير .

 

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.