أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-05-2015
3497
التاريخ: 18-05-2015
4282
التاريخ: 10-8-2016
3313
التاريخ: 17-05-2015
4097
|
روى أبو علي بن راشد و غيره في خبر طويل انّه قال : اجتمعت العصابة الشيعة بنيسابور و اختاروا محمد بن عليّ النيسابوري فدفعوا إليه ثلاثين الف دينار و خمسين الف درهم و الفي شقة من الثياب، و أتت شطيطة بدرهم صحيح و شقة خام من غزل يدها تساوي أربعة دراهم، فقالت : انّ اللّه لا يستحيي من الحق .
قال : فثنيت درهمها و جاءوا بجزء فيه مسائل ملء سبعين ورقة في كلّ ورقة مسألة و باقي الورق بياض ليكتب الجواب تحتها، و قد حزمت كلّ ورقتين بثلاث حزم، و ختم عليها بثلاث خواتيم على كلّ حزام خاتم و قالوا : ادفع إلى الامام ليلة و خذ منه في غد فان وجدت الجزء صحيح الخواتيم فاكسر منها خمسة و انظره هل أجاب عن المسائل، و إن لم تنكسر الخواتيم فهو الامام المستحق للمال فادفع إليه و الّا فردّ إلينا أموالنا .
فدخل على الأفطح عبد اللّه بن جعفر و جرّبه و خرج عنه قائلا : ربّ اهدني إلى سواء الصراط، قال : فبينما أنا واقف إذا أنا بغلام يقول : اجب من تريد، فأتى بي دار موسى بن جعفر فلمّا رأني قال لي : لم تقنط يا أبا جعفر؟ و لم تفزع إلى اليهود و النصارى فأنا حجة اللّه و وليه، أ لم يعرفك أبو حمزة على باب مسجد جدّي؟ و قد أجبتك عمّا في الجزء من المسائل بجميع ما تحتاج إليه منذ أمس فجئني به و بدرهم شطيطة الذي وزنه درهم و دانقان الذي في الكيس الذي فيه أربعمائة درهم للوازواري، و الشقة التي في رزمة الأخوين البلخيين .
قال : فطار عقلي من مقاله و أتيت بما أمرني و وضعت ذلك قبله، فأخذ درهم شطيطة و إزارها ثم استقبلني و قال : انّ اللّه لا يستحيي من الحق، يا أبا جعفر أبلغ شطيطة سلامي و اعطها هذه الصرة و كانت أربعين درهما ؛ ثم قال : و اهديت لك شقة من أكفاني من قطن قريتنا صيداء قرية فاطمة (عليها السلام) و غزل أختي حليمة ابنة أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ، ثم قال : و قل لها ستعيشين تسعة عشر يوما من وصول أبي جعفر و وصول الشقة و الدراهم، فانفقي على نفسك منها ستة عشر درهما و اجعلي أربعة و عشرين صدقة منك و ما يلزم عنك و أنا أتولى الصلاة عليك فاذا رأتني يا أبا جعفر فاكتم عليّ فانه أبقى لنفسك ؛ ثم قال : و اردد الأموال إلى أصحابها و افكك هذه الخواتيم عن الجزء و انظر هل أجبناك عن المسائل أم لا من قبل أن تجيئنا بالجزء، فوجدت الخواتيم صحيحة، ففتحت منها واحدا من وسطها فوجدت فيه مكتوبا، ما يقول العالم (عليه السلام) في رجل قال نذرت للّه لأعتقنّ كلّ مملوك كان في رقي قديما و كان له جماعة من العبيد؟
الجواب بخطّه : ليعتقنّ من كان في ملكه من قبل ستة أشهر، و الدليل على صحة ذلك قوله تعالى : { وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } [يس : 39] و الحديث : من ليس له من ستة أشهر .
و فككت الختم الثاني فوجدت ما تحته : ما يقول العالم في رجل قال : و اللّه لأتصدّقنّ بمال كثير فيما يتصدق؟ الجواب تحته بخطّه : إن كان الذي حلف من أرباب شياه فليتصدق باربع و ثمانين شاة، و إن كان من أصحاب النعم فليتصدّق بأربع و ثمانين بعيرا، و إن كان من أرباب الدراهم فليتصدّق بأربع و ثمانين درهما، و الدليل عليه قوله تعالى : { لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ } [التوبة : 25] فعددت مواطن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قبل نزول تلك الآية فكانت أربعة و ثمانين موطنا .
فكسرت الختم الثالث فوجدت تحته مكتوبا : ما يقول العالم في رجل نبش قبر ميت و قطع رأس الميت و أخذ الكفن؟ الجواب بخطّه : يقطع السارق لاخذ الكفن من وراء الجزر و يلزم مائة دينار لقطع رأس الميت لانّا جعلناه بمنزلة الجنين في بطن أمّه قبل ان ينفخ فيه الروح فجعلنا في النطفة عشرين دينارا، المسألة إلى آخرها ؛ فلمّا وافى خراسان وجد الذين ردّ عليهم أموالهم ارتدّوا إلى الفطحيّة، و شطيطة على الحق فبلغها سلامه و أعطاها صرته و شقته، فعاشت كما قال (عليه السلام) ، فلمّا توفيت شطيطة جاء الامام على بعير له، فلمّا فرغ من تجهيزها ركب بعيره و انثنى نحو البرية و قال : عرف أصحابك و اقرأهم منّي السلام و قل لهم : انّي و من يجري مجراي من الائمة (عليهم السّلام) لا بد لنا من حضور جنائزكم في أي بلد كنتم فاتقوا اللّه في أنفسكم .
يقول المؤلف : لم يذكر الرواة تمام الجواب عن الامام (عليه السلام) حينما سئل عن رأس الميت لكن هناك رواية عن الامام الصادق (عليه السلام) تكون متممة للجواب السابق، و هي كما رواها ابن شهرآشوب، قال : أتى الربيع أبا جعفر المنصور و هو في الطواف فقال : يا أمير المؤمنين مات فلان مولاك البارحة فقطع فلان رأسه بعد موته، قال : فاستشاط و غضب و قال لابن شبرمة و ابن أبي ليلى و عدة من القضاة و الفقهاء : ما تقولون في هذا ؟ فكل قال : ما عندنا في هذا شيء، فكان يقول : أقتله أم لا؟ فقالوا : قد دخل جعفر الصادق في السعي فقال المنصور للربيع : اذهب إليه و سله عن ذلك ؛ فقال (عليه السلام) : فقل له عليه مائة دينار، قال : فأبلغه ذلك، فقالوا له : فاسأله كيف صار عليه مائة دينار فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام) : في النطفة عشرون، و في العلقة عشرون، و في المضغة عشرون، و في العظم عشرون، و في اللحم عشرون، ثم أنشأه خلقا آخر و هذا هو ميت بمنزلة قبل أن ينفخ الروح في بطن امّه جنين .
قال : فرجع إليه فأخبره بالجواب فأعجبهم ذلك، فقالوا : ارجع إليه و سله الدية لمن هي لورثته أم لا؟ فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام) : ليس لورثته فيها شيء لانّه أتى إليه في بدنه بعد موته، يحج بها عنه أو يتصدّق بها عنه، أو تصير في سبيل من سبل الخير .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|