قبس من أسرار وآثار دائرة معارف القرن العشرين حول الطلاسم والحروف |
13034
02:45 صباحاً
التاريخ: 10-05-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-05-2015
6576
التاريخ: 10-05-2015
13546
التاريخ: 10-05-2015
5832
التاريخ: 26-11-2015
5582
|
ذكر الأستاذ محمد فريد وجدي في ص 413 من المجلد الثالث من موسوعة
دائرة معارف القرن العشرين بعض أسرار الحروف فقال :
«يعزو
مؤلفو العرب للحروف أسرارا خفية ، وتأثيرات مادية ، ولا نتعرض لهذه الدعوى بتصديق
ولا تكذيب ، لأن الممكنات لا تحصر، وما خفي عنا من قوى الأشياء أكثر مما ظهر،
ونكتفي بأن ننقل من ذلك شيئا مما كتبه العلامة ابن خلدون ، في مقدمة تاريخه ، قال :
«علم
أسرار الحروف، هو المسمى لهذا العهد «بالسيمياء» نقل وضعه من «الطلسمات» ، إليه من
اصطلاح أهل التصوف، من المتصوفة ، فاستعمل استعمال العام في الخاص ، وحدث هذا
العلم من الملة بعد صدر منها وعند ظهور الغلاة من المتصوفة وجنوحهم إلى كشف حجاب
الحس، وظهور الخوارق، على أيديهم والتصرفات في عالم العناصر، وتدوين الكتب
والاصطلاحات، ومزاعمهم في تنزيل الوجود عن الواحد وترتيبه ، وزعموا أن الكمال
الاسمائي وظاهرة أرواح الأفلاك والكواكب ، وأن طبائع الحروف وأسرارها سارية في
الأسماء فهي سيارة في الأكوان على هذا النظام ، والأكوان من لدن الإبداع الأول
تنتقل في أطواره وتعرب عن أسراره، فحدث لذلك علم أسرار الحروف، وهو من تفاريع علم
«السيمياء» لا يوقف على موضوعه ولا تحاط بالعدد مسائله تعددت فيها تآليف «البوني
وابن العربي وغيرهما» ممن تبع آثارهما، وحاصله عندهم وثمرته تعرف النفوس الربانية
من عالم الطبيعة بالأسماء الحسنى والكلمات الإلهية الناشئة عن الحروف المحيطة
بالأسرار السارية في الأكوان، ثم اختلفوا في سر التصرف الذي في الحرف ما هو فمنهم
من جعله للمزاج الذي فيه، وقسم الحروف بقسمة الطبائع إلى أربعة أصناف كالعناصر،
واختصت كل طبيعة بصنف من الحروف، يقسم التصريف في طبيعتها فعلا، انفعالا بذلك
الصنف، فتنوعت الحروف بقانون صناعي يسمونه «التكسير» إلى نارية وهوائية ومائية
وترابية على حسب تنوع العناصر، فالألف للنار، والباء للهواء، والجيم للماء والدال
للتراب، ثم ترجع كذلك على التوالي من الحروف، والعناصر إلى أن تنفد، فتعين لعنصر
النار حروف سبعة : الألف، والهاء، والطاء، والميم ، والفاء ، والشين ، والذال .
وتعين لعنصر الهواء سبعة أحرف أيضا وهي :
الباء ،
الواو، الياء ، النون ، الضاد ، التاء ، الظاء، وتعين لعنصر الماء أيضا سبعة حروف
وهي : الجيم، الزاي ، الكاف ، الصاد ، الفاء ، التاء ، الغين ، وتعين لعنصر التراب
أيضا سبعة أحرف : الدال، الخاء، اللام، العين، الراء، الحاء، السين.
فالحروف
النارية لدفع الأمراض الباردة ولمضاعفة قوة الحرارة حيث تطلب مضاعفتها إما حسا أو
حكما، كتضعيف قوى المريخ في الحروب والقتل والفتك.
والمائية
أيضا لدفع الأمراض الحارة من حميات وغيرها ولتضعيف القوى الباردة حيث تطلب
مضاعفتها حسا أو حكما، كتضعيف قوى القمر وأمثال ذلك.
ومنهم
من جعل سر التصرف الذي في الحروف للنسبة العددية فإن حروف أبجد دالة على أعدادها
المتعارفة وضعا وطبعا، فبينها من أجل تناسب الأعداد، تناسب في نفسها أيضا، كما بين
الباء والكاف والراء لدلالتها كلها على الاثنين كل في مرتبته، فالباء على اثنين في
مرتبة الآحاد، والكاف على اثنين في مرتبة العشرات والراء على اثنين في مرتبة
المئات، وكالذي بين الدال والميم والتاء لدلالتها على الأربعة، وبين الأربعة
والاثنين نسبة الضعف، وخرج للأسماء أوفاق كما للأعداد فيختص كل صنف من الحروف بصنف
من الأوفاق الذي يناسبه من حيث عدد الشكل أو عدد الحروف وامتزج التصرف من السر
الحرفي والسر العددي لأجل التناسب الذي بينهما، فأما سر التناسب الذي بين الحروف
وأمزجة الطبائع أو بين الحروف والأعداد فأمر عسر على الفهم، إذ ليس من قبيل العلوم
والقياسات وإنما مستندهم فيه الذوق والكشف.
قال
البوني : ولا تظن أن سر الحروف مما يتوصل إليه بالقياس العقلي ، وإنما هو بطريق
المشاهدة والتوفيق الإلهي. وما التصرف في عالم الطبيعة بهذه الحروف والأسماء
المركبة فيها وتأثير الأكوان عن ذلك فأمر لا ينكر لثبوته عن كثير منهم تواترا.
وقد يظن
أن تصرف هؤلاء وتصرف أصحاب الطلسمات واحد وليس كذلك ، فإن حقيقة الطلسم وتأثيره
على ما حققه أهله، أنه أقوى روحانية من جوهر القهر ، تفعل فيما له ركب فعل غلبة
وقهر بأسرار ملكية ونسب عددية وبخورات جالبات لروحانية ذلك الطلسم مشدودة فيه
بالهمة، فائدتها ربط الطبائع العلوية بالطبائع السفلية وهو عندهم كالخميرة المركبة
من هوائية وأرضية ومائية ونارية حاصلة في جملتها، تحيل وتصرف ما حصلت فيه إلى
ذاتها وتقلبه إلى صورتها وكذلك الاكسير للأجسام المعدنية كالخميرة تقلب المعدن
الذي تسري فيه إلى نفسها بالإحالة ولذلك يقولون موضوع الكيمياء جسد من جسد لأن
الاكسير أجزاؤه كلها جسدانية، ويقولون موضوع الطلسم روح في جسد لأنه ربط الطبائع
العلوية بالطبائع السفلية، والطبائع السفلية جسدية والطبائع العلوية روحانية،
وتحقيق الطرق بين تصرف أهل الطلسمات وأهل الأسماء، بعد أن تعلم أن التصرف في عالم
الطبيعة كله إنما هو للنفس الإنسانية والهمم البشرية : إن النفس الإنسانية محيطة
بالطبيعة وخاصة عليه بالذات، إلا أن تصرف أهل الطلسمات إنما هو في استنزال روحانية
الأفلاك وربطها بالصور أو بالنسب العددية حتى يحصل من ذلك نوع مزاج بفعلة الإحالة
والقلب بطبيعة فعل الخميرة فيما حصلت فيه وتصرف أصحاب الأسماء إنما هو بما حصل لهم
بالمجاهدة والكشف من النور الإلهي والإمداد الرباني فيسخر الطبيعة لذلك طائفة غير
مستعصية ولا يحتاج إلى عدد من القوى الفلكية ولا غيرها، لأن مدده أعلى منها ويحتاج
أهل الطلسمات إلى قليل من الرياضة تفيد النفس قوة استنزال روحانية الأفلاك وأهون
بها وجهة ورياضة بخلاف أهل الأسماء فإن رياضتهم هي الرياضة الكبرى وليست بقصد
التصرف في الإمكان، إذ هو حجاب وإنما هذا التصرف حاصل لهم بالعرض وكرامة من كرامات
اللّه لهم، فإن خلا صاحب الأسماء من معرفة أسرار اللّه وحقائق الملكوت الذي هو
نتيجة المشاهدة والكشف واقتصر على مناسبة الأسماء وطبائع الحروف والكلمات وتصرف
بها من هذه الحيثية وهؤلاء هم أهل السيمياء من المشهور كان إذن لا فرق بينه وبين
صاحب الطلسمات، بل صاحب الطلسمات أوثق منه، لأنه يرجع إلى أصول طبيعة عامة وقوانين
مرتبة، وأما صاحب الأسرار، أسرار الأسماء إذا فاته الكشف الذي يطلع به على حقائق
الكلمات وآثار المناسبات بفوات الخلوص في الوجه وليس له في العلوم الاصلاحية قانون
برهاني يعول عليه يكون حاله أضعف رتبة وقد يمزج صاحب الأسماء قوى الكلمات والأسماء
بقوى الكواكب فيعين الذكر، ذكر الأسماء الحسنى، أما ما يرسم من أوقاتها بل ولسائر الأسماء
أوقاتا تكون من خطوط الكواكب التي تناسب ذلك الاسم، كما فعله البوني في كتابه
الذي سماه «الأنماط» وهذه المناسبة عندهم هي من لدن الحضرة العمائية وهي برزخية
الكمال الاسمائي وإنما يتنزل تفصيلها في الحقائق على ما هي عليه المناسبة، وإثبات
هذه المناسبة عندهم إنما هو بحكم المشاهدة، فإذا خلى صاحب الأسماء عن تلك المشاهدة
وتلقى تلك المناسبة تقليدا فإن كان عملية بمثابة عمل صاحب الطلسم بل هو أوثق منه
كما قلنا.
وكذلك
قد يمزج أيضا صاحب الطلسمات عمل وقوى كواكبه بقوي الدعوات المؤلفة من الكلمات
المخصوصة المناسبة بين الكلمات والكواكب، إلا أن مناسبة الكلمات عندهم ليست كما هي
عند أصحاب الأسماء من اطلاع في أحوال المشاهدة وإنما ترجع إلى ما قضته أصول
طريقتهم السحرية من اقتسام الكواكب لجميع ما في علم المكونات من جواهر وأعراض
وذوات ومعاني والحروف والأسماء من جملة ما فيه فلكل واحد من الكواكب قسم منها يخصه
ويبنون على ذلك أمورا غريبة منكرة من تقسيم سور القرآن الكريم وآية على هذا النحو،
كما فعله «مسلمة الجريطي» في الغابة والظاهر من حال «البوني» في «أنماطه» أنه
اعتبر طريقتهم، فإن تلك الأنماط إذا تصفحتها وتصفحت الدعوات التي تضمنتها وتقسيمها
على ساعات الكواكب السبعة ثم وقفت على الغاية وتصفحت قيامات الكواكب أي الدعوة
التي تقام له بها شهد له بأنه من مادتها أو بأن التناسب الذي كان في أصل الإبداع
وبرزخ العلم قضى بذلك كله {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء : 85] وليس كل ما
حرّمه الشارع من العلوم بمنكر الثبوت فقد ثبت أن السحر حق مع خطره، لكن حسبنا من
العلوم ما علمناه، انتهى.
نقول
ومما يحسن أن نضيفه إلى هذا الباب ما طالعناه في جريدة العلم الصادرة في 23 آبريل
سنة 1912 م فقد جاء فيها تحت عنوان «مشاهدة غريبة»
السلاح
الحاد، لا يؤثر في الجسم الإنساني : اتصل بنا أول أمس أنه ستجري تجربة عجيبة
ومشاهدة غريبة على جسم الإنسان في عيادة بعض الأطباء، فذهب أحد محرري جريدة العلم
إلى تلك العيادة وهناك رأى جمعا غفيرا منهم قليل من المصريين والأجانب رجالا
وسيدات وفي منتصف الساعة الخامسة حضر تلك العيادة مهندس مصري وحضرة ثابت أفندي
سليمان من مستخدمي الحكومة فقدمه الدكتور «بلاتشي» هراري صاحب العيادة للحاضرين
وقال : سيجري أمامكم تجربة ليس لها مثيل، وعند ذلك وقف حضرة المهندس وفي يده ورقة
طولها نحو (20) سنتمترا وعرضها نحو (12) سنتمترا، وقال : هذه الورقة تشتمل على بعض
حروف مكتوبة بالحبر وأنا مستعد لكتابتها على أية ورقة أمامك إذا أردت، وسأمحوا هذا
الحبر بالماء في وعاء أمام أعينكم ثم أضع فيه جانبا من الرماد وادهن به عضوا من
أعضاء أي شخص منكم بعد جفافه فلا يمكن للسلاح أن يؤثر فيه بقطع أو جرح، فمن شاء
منكم أن يتقدم لإجراء هذه التجربة على جسمه فليتقدم، فأحجموا جميعا من أجانب
ووطنيين عن قبول هذه التجربة الخطرة، ولكن أحد الشبان المصريين تقدم أخيرا وقال
إنه يقبل إجراء هذه التجربة على ساقه، وبعد أن تأمل الحاضرون الورقة المكتوبة،
أحضر خادم الطبيب قدحا من الماء القراح ووعاء فأخذ حضرة المهندس يمحو الحبر من
الورقة بالماء، وبعد أن تلون الماء بالحبر ولم يبق أثر للورقة وضع عليه التراب ،
ثم لطخ به ساق ذلك الشخص ، وانتظر حتى جف وتشربه الجلد ، ثم أمر الأطباء أن يجربوا
أسلحتهم فتقدموا إليه واحدا بعد واحد ، وكل منهم بيده سلاح مثل السكين أو المشرط
أو الموسى، ولما لم تؤثر تلك الأسلحة التي اعتادوا استخدامها في العمليات
الجراحية، أحضروا أسلحة لم تستعمل من قبل مطلقا، فكان نصيبها نصيب الأسلحة الأولى،
فاستولى الدهش على الحاضرين ، وهنئوا ذلك المهندس بنجاح تجاربه المدهشة. أما
الأطباء الذين كانوا يباشرون عملية التجربة فهم حضرات الدكتور : مانفريد نبارويا ،
والدكتور أفابو ، والدكتور ساكس، أما الورقة التي كتبها المهندس فكانت فيها الحروف
الآتية ، وهي : «ل س ع م» مكتوب ست مرات على أوضاع مختلفة، وقد قال : إنها وحدها
لا تكفي للغرض المقصود، بل أن السر في ثلاثة حروف أخرى لا يمكنني أن أبوح بها
لأحد، ولأجل ذلك أكتبها بالماء على ظاهر الورقة وفعلا كتبها.
تفصيلات
عن هذه المسألة
وقد سأل
المحرر إعطاءه تفصيلات عن طريقة اهتدائه إلى هذه المسألة، فأجاب بما يأتي :
لقد
بحثت طويلا عما هو الإنسان وما هو وجه تفضيله على جميع المخلوقات ، فرأيت أنه جسم
وعقل وامتياز العقل الذي يختص به الإنسان هو «المنطق» ولما كان النطق يتركب من
الحروف ، كانت الحروف هي القوة الفعالة في تفضيل الإنسان ، لأنها ترجمان العقل
والمعبر عن قوته الذاتية في هذا العالم ، لذلك وجد موضع التأثير في نفس الإنسان
لأن كلمتين ربما نتج عنهما تغيير دمه إلى درجة مؤثرة في جسمه قد تؤدي بحياته كدرا
وكمدا، وكلمتان أخريان تملآنه أملا وتنعشانه من خموله ويأسه، فيأتي من الأفعال ما
تعجز عنه القوى الكبيرة، وهناك كلمتان أخريان ربما أثارت الحروب التي تذهب بآلاف
النفوس، فمن ذلك ينتج أن أجزاء الكلام المعبر عنها بالحروف هي «روح ذلك التأثير
والتأثر» الصادر عنهما لجميع الأفعال على اختلافها، وبما أن هذه الحروف عند وصولها
إلى «المخ» بطريق الأذن تحدث هذا التأثير من الداخل، فلا بد أن يكون لها قوة أخرى
تؤثر على الأجسام من الخارج كما نشاهد تأثرها من الداخل.
ومن هنا
بدأ البحث في معرفة قوة «كل حرف» منفردا، والمعنى المستكن فيه وجوهر فعله في
التأثير داخلا وخارجا على الإنسان، ثم معرفة الحروف مشتركة بعضها مع بعض وتأثيرها
أيضا من الداخل والخارج، فكانت نتيجة البحث هي معرفة حقيقة التأثير، ولما كانت
الحروف لها القوة الفعالة في كل شيء والمحركة لنظام العالم والدافعة للإنسان إلى
امتشاق الحسام وإطلاق الرصاص والمقذوفات ، فلا بد أن يكون لها قوة سلبية أخرى
تقابل هذه القوة الإيجابية ، وتقي الأجسام قوة تأثير السلاح الحاد وغيره كالرصاص .
وقد كانت النتيجة من كل ذلك استخراج الحروف المكتوبة في الورقة التي لها ذلك
التأثير العجيب في وقاية الجسم من السلاح الحاد .
ويعلق
محرر جريدة العلم بما يلي :
العلم-
إن الذي يقرأ هذه المشاهدة لا يصدقها طبعا ، لذلك نقترح على حضرة المهندس أن يجري
تجربته في أحد الأندية وعلى أشخاص متعددين وبواسطة أطباء مختلفين .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|