قال تعالى  : { وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الذاريات : 49] .

تفسير قوله تعالى‏ {وَ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ‏} انقسم المفسّرون في معناها إلى قسمين ، قسم يذهب إلى أن الزوجيّة هنا المراد بها المتقابلات كالأرض والسماء والليل والنهار والموت والحياة- ... (1)

وذهب الفريق الثاني إلى أنّ الزوجيّة المقصودة هنا المتكوّنة من الذكر والانثى ، أو قل هو قانون الزوجية العامة . (2)

وقد قصر بعضهم الزوجيّة هنا على النبات، أي أنّه فسّر الآية الكريمة هكذا : {وَ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ} من النبات‏ {خَلَقْنا زَوْجَيْنِ‏}.

في حين أنّ الآية مصدّرة بالعموم ولا موجب لتخصيص هذا العام بلا مخصص، لأنّه لم يذكر أيّ مخصّص سوي أنّه استبعد تصوّر معنى الزوجيّة في الجوامد.

وقد يعذر لأنّ معنى الزوجيّة بمعناها الحديث بعيد عن ذهنه، ولا يعذر لأنّ غيره تصور ذلك وعدّه وجها . (3)

وعلى العموم فالآية الكريمة صريحة في الكشف عن قانون الزوجيّة العامة الذي لم يكشف إلّا حديثا.

____________________________

(1) انظر صفوة البيان ، ج 2، ص 357 ؛ انظر السيوطي في الدر المنثور، ج 6، ص 115 أوفست مصر 1329 وهو وجه للطبرسي أيضا.

(2) انظر فريد وجدي ، المصحف المفسّر، ص 695، ط دار الشعب ، ومجمع البيان في الوجه الثاني ، ج 5 ، ص 160 أوفست صيدا.

(3) انظر الكشاف ، ج 2 ، ص 356 ، ط مصر 1281.