أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-04
256
التاريخ: 2024-09-14
206
التاريخ: 2023-07-14
809
التاريخ: 2024-08-21
307
|
الحب لا ينفصل عن العمل ، فمن أحبّ كانت أمارة حبّه العمل والحركة والجهد. ولكنّ الحب يجبر عجز العمل ، ويشفع لصاحبه كلّما قصر عمله ، وهو شفيعٌ مُشفَّعٌ عند الله تعالىٰ.
يقول علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) في دعاء الأسحار الذي يرويه عنه أبو حمزة الثمالي وهو من جلائل الأدعية : « معرفتي يا مولاي دليلي عليك ، وحُبّي لك شفيعي إليك ، وأنا واثق من دليلي بدلالتك ، ومن شفيعي إلىٰ شفاعتك » ([1]).
ونعم الدليل والشفيع المعرفة والحب ، فلا يضيع عبد دليلُه إلىٰ الله « المعرفة » ، ولا يقصر عبد عن الوصول والبلوغ إذا كان شفيعه إلىٰ الله « الحب ».
يقول الإمام عليّ بن الحسين (عليه السلام) : « إلهي إنّك تعلم أني وإن لم تَدُمْ الطاعة منّي فعلاً جزماً ، فقد دامت محبّةً وعزماً ».
وهو إشارة رقيقة من رقائق كلمات الإمام ، فإنّ الطاعة قد تقصر بالإنسان ، ولا يتمكّن أن يثق بطاعته لله ، ولكن ما لا سبيل إلىٰ الشك فيه للمحبّين هو اليقين والجزم بحبّهم لله تعالىٰ ، وعزمهم علىٰ المضيّ في الحب والطاعة ، وهذا ممّا لا يرتاب فيه عبد وجد حب الله في قلبه ، فقد يقصِّر العبد في طاعة ، وقد يرتكب ما يكرهه الله ولا يحبه من معصية ، ولكن ما لا يمكن أن يكون ـ وهو يقصّر في الطاعة ويرتكب المعصية ـ أن يكره الطاعة ويحبّ المعصية.
فإنّ الجوارح قد تنزلق إلىٰ المعاصي ، ويستدرجها الشيطان والهوىٰ إليها ، وقد تقصّر الجوارح في طاعة الله ، ولكن قلوب الصالحين من عباد الله لا يدخلها غير حبّ الله وحب طاعته وكراهية معصيته.
وفي الدعاء : « إلهي اُحبُّ طاعتَكَ وإنْ قَصرْتُ عنها ، وأَكرهُ معصيتَكَ وإن ركبْتُها ، فتفضَّلْ عليَّ بالجنةِ » ([2]).
وهذه هي الفاصلة بين الجوارح والجوانح ، فإن الجوارح قد تقصّر عن اللحوق بالجوانح ، وقد تخلص الجوانح وتخضع لسلطان حب الله بشكل كامل ، وتقصّر عنها الجوارح ، إلّا أن القلب إذا خلص وطاب فلابدّ أن تنقاد له الجوارح وتطيعه. ولابدّ أن تنفّذ الجوارح ما تطلبه وتريده الجوانح ، وتنعدم عند ذلك هذه الفاصلة بين الجوارح والجوانح بسبب إخلاص القلب.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|