أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-09-2015
2725
التاريخ: 8-10-2014
10882
التاريخ: 8-10-2014
1699
التاريخ: 8-10-2014
1638
|
ذكر محمد بن كعب القرظي وغيره من أصحاب السير قالوا كان من حديث الخندق أن نفرا من اليهود منهم سلام بن أبي الحقيق وحيي بن أخطب في جماعة من بني النضير الذين أجلاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) خرجوا حتى قدموا على قريش بمكة فدعوهم إلى حرب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وقالوا إنا سنكون معكم عليهم حتى نستأصلهم فقالت لهم قريش يا معشر اليهود إنكم أهل الكتاب الأول فديننا خير أم دين محمد قالوا بل دينكم خير من دينه فأنتم أولى بالحق منه فهم الذين أنزل الله فيهم : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [النساء : 51] إلى قوله : {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا } [النساء : 55] فسر قريشا ما قالوا ونشطوا لما دعوهم إليه فأجمعوا لذلك واستعدوا له .
ثم خرج أولئك النفر من اليهود حتى جاءوا غطفان فدعوهم إلى حرب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأخبروهم أنهم سيكونون معهم عليه (صلى الله عليه وآله وسلّم) وإن قريشا قد بايعوهم على ذلك فأجابوهم فخرجت قريش وقائدهم أبو سفيان بن حرب وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر في فزارة والحرث بن عوف في بني مرة ومسعر بن جبلة الأشجعي فيمن تابعه من أشجع وكتبوا إلى حلفائهم من بني أسد فأقبل طليحة في من اتبعه من بني أسد وهما حليفان أسد وغطفان وكتب قريش إلى رجال من بني سليم فأقبل أبو الأعور السلمي فيمن اتبعه من بني سليم مددا لقريش فلما علم بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ضرب الخندق على المدينة وكان الذي أشار عليه سلمان الفارسي ( ره ) وكان أول مشهد شهده سلمان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وهو يومئذ حر قال يا رسول الله إنا كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا فعمل فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) والمسلمون حتى أحكموه.
فمما ظهر من دلائل النبوة في حفر الخندق ما رواه أبو عبد الله الحافظ بإسناده عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني قال حدثني أبي عن أبيه قال خط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) الخندق عام الأحزاب أربعين ذراعا بين عشرة فاختلف المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي وكان رجلا قويا فقال الأنصار سلمان منا وقال المهاجرون سلمان منا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) سلمان منا أهل البيت قال عمرو بن عوف فكنت أنا وسلمان وحذيفة بن اليمان والنعمان بن مقرن وستة من الأنصار نقطع أربعين ذراعا فحفرنا حتى إذا بلغنا الثرى أخرج الله من بطن الخندق صخرة بيضاء مدورة فكسرت حديدنا وشقت علينا فقلنا يا سلمان ارق إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فأخبره عن الصخرة فأما أن نعدل عنها فإن المعدل قريب وإما أن يأمرنا فيه بأمره فإنا لا نحب أن نجاوز خطه .
فرقي سلمان حتى أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وهو مضروب عليه قبة فقال يا رسول الله خرجت صخرة بيضاء من الخندق مدورة فكسرت حديدنا وشقت علينا حتى ما يحك فيها قليل ولا كثير فمرنا فيها بأمرك فهبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) مع سلمان في الخندق وأخذ المعول وضرب به ضربة فلمعت منها برقة أضاءت ما بين لابتيها يعني لابتي المدينة حتى لكان مصباحا في جوف ليل مظلم فكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) تكبيرة فتح فكبر المسلمون ثم ضرب ضربة أخرى فلمعت برقة أخرى ثم ضرب به الثالثة فلمعت برقة أخرى فقال سلمان بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا الذي أرى فقال أما الأولى فإن الله عز وجل فتح علي بها اليمن وأما الثانية فإن الله فتح علي بها الشام والمغرب وأما الثالثة فإن الله فتح علي بها المشرق فاستبشر المسلمون بذلك وقالوا الحمد لله موعد صادق .
قال وطلعت الأحزاب فقال المؤمنون هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وقال المنافقون أ لا تعجبون يحدثكم ويعدكم الباطل ويخبركم أنه يبصر في يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وأنها تفتح لكم وأنتم تحفرون الخندق ولا تستطيعون أن تبرزوا.
ومما ظهر فيه أيضا من آيات النبوة ما رواه أبو عبد الله الحافظ بالإسناد عن عبد الواحد بن أيمن المخزومي قال حدثني أيمن المخزومي قال سمعت جابر بن عبد الله قال كنا يوم الخندق نحفر الخندق فعرضت فيه كدية وهي الجبل فقلنا يا رسول الله إن كدية عرضت فيه فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) رشوا عليها ماء ثم قام فأتاها وبطنه معصوب بحجر من الجوع فأخذ المعول أو المسحاة فسمى ثلاثا ثم ضرب فعادت كثيبا أهيل (5)فقلت له ائذن لي يا رسول الله إلى المنزل ففعل فقلت للمرأة هل عندك من شيء فقالت عندي صاع من شعير وعناق فطحنت الشعير وعجنته وذبحت العناق وسلختها وخليت بين المرأة وبين ذلك.
ثم أتيت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فجلست عنده ساعة ثم قلت ائذن لي يا رسول الله ففعل فأتيت المرأة فإذا العجين واللحم قد أمكنا فرجعت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقلت إن عندنا طعيما لنا فقم يا رسول الله أنت ورجلان من أصحابك فقال وكم هو قلت صاع من شعير وعناق فقال للمسلمين جميعا قوموا إلى جابر فقاموا فلقيت من الحياء ما لا يعلمه إلا الله فقلت جاء بالخلق على صاع شعير وعناق .
فدخلت على المرأة وقلت قد افتضحت جاءك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بالخلق أجمعين فقالت هل كان سألك كم طعامك قلت نعم فقالت الله ورسوله أعلم قد أخبرناه ما عندنا فكشفت عني غما شديدا.
فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال خذي ودعيني من اللحم فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يثرد ويفرق اللحم ثم يجم هذا, ويجم هذا فما زال يقرب إلى الناس حتى شبعوا أجمعين ويعود التنور والقدر أملأ ما كانا ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) كلي وأهدي فلم نزل نأكل ونهدي قومنا أجمع أورده البخاري في الصحيح .
وعن البراء بن عازب قال كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ينقل معنا التراب يوم الأحزاب وقد وارى التراب بياض بطنه وهو يقول ((اللهم لو لا أنت ما اهتديناه ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقيناه إن الأولى قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا)) يرفع بها صوته .
رواه البخاري أيضا في الصحيح عن أبي الوليد عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قالوا ولما فرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) من الخندق أقبلت قريش حتى نزلت بين الجرف والغابة في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تابعهم من بني كنانة وأهل تهامة وأقبلت غطفان ومن تابعهم من أهل نجد حتى نزلوا إلى جانب أحد وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) والمسلمون حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع في ثلاثة آلاف من المسلمين فضرب هناك عسكره والخندق بينه وبين القوم وأمر بالذراري والنساء فرفعوا في الآطام وخرج عدو الله حيي بن أخطب النضيري حتى أتى كعب بن أسد القرظي صاحب بني قريظة وكان قد وادع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) على قومه وعاهده على ذلك فلما سمع كعب صوت ابن أخطب أغلق دونه حصنه فاستأذن عليه فأبى أن يفتح له فناداه يا كعب افتح لي فقال ويحك يا حيي إنك رجل مشئوم إني قد عاهدت محمدا (صلى الله عليه وآله وسلّم) ولست بناقض ما بيني وبينه ولم أر منه إلا وفاء وصدقا قال ويحك افتح لي أكلمك قال ما أنا بفاعل قال إن أغلقت دوني إلا على حشيشة تكره أن آكل منها معك فأحفظ الرجل ففتح له فقال ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر وببحر طام جئتك بقريش على قادتها وسادتها وبغطفان على سادتها وقادتها قد عاهدوني أن لا يبرحوا حتى يستأصلوا محمدا ومن معه فقال كعب جئتني والله بذل الدهر بجهام قد هراق ماؤه يرعد ويبرق وليس فيه شيء فدعني ومحمدا وما أنا عليه فلم أر من محمد إلا صدقا ووفاء .
فلم يزل حيي بكعب يفتل منه في الذروة والغارب حتى سمح له على أن أعطاه عهدا وميثاقا لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمدا أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك فنقض كعب عهده وبرىء مما كان عليه فيما بينه وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم).
فلما انتهى الخبر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بعث سعد بن معاذ بن النعمان بن امرء القيس أحد بني عبد الأشهل وهو يومئذ سيد الأوس وسعد ابن عبادة أحد بني ساعدة بن كعب بن الخزرج وهو يومئذ سيد الخزرج ومعهما عبد الله بن رواحة وخوات بن جبير فقال انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا فإن كان حقا فالحنوا لنا لحنا نعرفه ولا تفتوا أعضاد الناس وإن كانوا على الوفاء فاجهروا به للناس.
وخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث مما بلغهم عنهم قالوا لا عقد بيننا وبين محمد ولا عهد فشاتمهم سعد بن عبادة وشاتموه وقال سعد بن معاذ دع عنك مشاتمتهم فإن ما بيننا وبينهم أعظم من المشاتمة .
ثم أقبلوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وقالوا عضل والقارة لغدر عضل والقارة بأصحاب رسول الله خبيب بن عدي وأصحاب الرجيع فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين وعظم عند ذلك البلاء واشتد الخوف وأتاهم عدوهم من فوقهم ومن أسفل منهم حتى ظن المؤمنون كل ظن وظهر النفاق من بعض المنافقين فأقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأقام المشركون عليه بضعا وعشرين ليلة لم يكن بينهم قتال إلا الرمي بالنبل إلا أن فوارس من قريش منهم عمرو بن عبد ود أخو بني عامر بن لؤي وعكرمة بن أبي جهل وضرار بن الخطاب وهبيرة بن أبي وهب ونوفل بن عبد الله قد تلبسوا للقتال وخرجوا على خيولهم حتى مروا بمنازل بني كنانة فقالوا تهيأوا للحرب يا بني كنانة فستعلمون اليوم من الفرسان .
ثم أقبلوا تعنق بهم خيولهم حتى وقفوا على الخندق فقالوا والله إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها ثم تيمموا مكانا ضيقا من الخندق فضربوا خيولهم فاقتحموا فجالت بهم في السبخة بين الخندق وسلع وخرج علي بن أبي طالب (عليه السلام) في نفر من المسلمين حتى أخذ عليهم الثغرة التي منها اقتحموا وأقبلت الفرسان نحوهم وكان عمرو بن عبد ود فارس قريش وكان قد قاتل يوم بدر حتى ارتث وأثبته الجراح ولم يشهد أحدا فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مشهده وكان يعد بألف فارس وكان يسمى فارس يليل لأنه أقبل في ركب من قريش حتى إذا كانوا بيليل وهو واد قريب من بدر عرضت لهم بنو بكر في عدد فقال لأصحابه امضوا فمضوا فقام في وجوه بني بكر حتى منعهم من أن يصلوا إليه فعرف بذلك وكان اسم الموضع الذي حفر فيه الخندق المذاد وكان أول من طفره عمرو وأصحابه فقيل في ذلك :
عمرو بن عبد كان أول فارس جزع المذاد وكان فارس يليل
وذكر ابن إسحاق أن عمرو بن عبد ود كان ينادي من يبارز فقام علي (عليه السلام) وهو مقنع في الحديد فقال أنا له يا نبي الله فقال إنه عمرو اجلس ونادى عمرو أ لا رجل وهو يؤنبهم ويقول أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها فقام علي (عليه السلام) فقال أنا له يا رسول الله ثم نادى الثالثة فقال :
ولقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز
ووقفت إذ جبن المشجع موقف البطل المناجز
إن السماحة والشجاعة في الفتى خير الغرائز
فقام علي فقال يا رسول الله أنا فقال إنه عمرو فقال وإن كان عمرا فاستأذن رسول الله فأذن له رسول الله وفيما رواه لنا السيد أبو محمد الحسيني القايني عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني بالإسناد عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن جده عن حذيفة قال فألبسه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) درعه ذات الفضول وأعطاه سيفه ذا الفقار وعممه عمامة السحاب على رأسه تسعة أكوار ثم قال له تقدم فقال لما ولى : اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه قال ابن إسحاق فمشى إليه وهو يقول :
لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز
ذو نية وبصيرة والصدق منجى كل فائز
إني لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز
من ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزاهز
قال له عمرو من أنت قال أنا علي قال ابن عبد مناف فقال أنا علي بن أبي طالب بن
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف فقال غيرك يا ابن أخي من أعمامك من هو أسن منك فإني أكره أن أهرق دمك فقال علي (عليه السلام) لكني والله ما أكره أن أهرق دمك فغضب ونزل وسل سيفه كأنه شعلة نار ثم أقبل نحو علي مغضبا فاستقبله علي بدرقته فضربه عمرو بالدرقة فقدها وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه وضربه علي على حبل العاتق فسقط وفي رواية حذيفة وتسيف على رجليه بالسيف من أسفل فوقع على قفاه وثارت بينهما عجاجة فسمع علي يكبر فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قتله والذي نفسي بيده فكان أول من ابتدر العجاج عمر بن الخطاب فإذا علي يمسح سيفه بدرع عمرو فكبر عمر بن الخطاب وقال يا رسول الله قتله فحز علي رأسه وأقبل نحو رسول الله ووجهه يتهلل فقال عمر بن الخطاب هلا استلبته درعه فإنه ليس للعرب درع خير منها فقال ضربته فاتقاني بسوأته فاستحييت ابن عمي أن أستلبه قال حذيفة فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أبشر يا علي فلو وزن اليوم عملك بعمل أمة محمد لرجح عملك بعملهم وذلك أنه لم يبق بيت من بيوت المشركين إلا وقد دخله وهن بقتل عمرو ولم يبق بيت من بيوت المسلمين إلا وقد دخله عز بقتل عمرو وعن الحاكم أبي القاسم أيضا بالإسناد عن سفيان الثوري عن زبيد الثاني عن مرة عن عبد الله بن مسعود قال كان يقرأ وكفى الله المؤمنين القتال بعلي وخرج أصحابه منهزمين حتى طفرت خيولهم الخندق وتبادر المسلمون فوجدوا نوفل بن عبد العزى جوف الخندق فجعلوا يرمونه بالحجارة فقال لهم قتلة أجمل من هذه ينزل بعضكم أقاتله فقتله الزبير بن العوام وذكر ابن إسحاق أن عليا (عليه السلام) طعنه في ترقوته حتى أخرجها من مراقه فمات في الخندق وبعث المشركون إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يشترون جيفته بعشرة آلاف فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) هو لكم لا نأكل ثمن الموتى وذكر علي (عليه السلام) أبياتا منها :
نصر الحجارة من سفاهة رأيه ونصرت رب محمد بصواب
فضربته وتركته متجدلا كالجذع بين دكادك ورواب
وعففت عن أثوابه ولو أنني كنت المقطر بزني أثوابي
وروى عمرو بن عبيد عن الحسن البصري قال إن عليا (عليه السلام) لما قتل عمرو بن عبد ود حمل رأسه فألقاه بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقام أبو بكر وعمر فقبلا رأس علي (عليه السلام) وروي عن أبي بكر بن عياش أنه قال ضرب علي ضربة ما كان في الإسلام أعز منها يعني ضربة عمرو بن عبد ود وضرب علي ضربة ما كان في الإسلام ضربة أشأم منها يعني ضربة ابن ملجم عليه لعائن الله .
قال ابن إسحاق : ورمى حيان بن قيس بن العرفة سعد بن معاذ بسهم وقال خذها وأنا ابن العرفة فقطع أكحله فقال سعد عرف الله وجهك في النار اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهد من قوم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه وأن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة قال وجاء نعيم بن مسعود الأشجعي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال يا رسول الله إني قد أسلمت ولم يعلم بي أحد من قومي فمرني بأمرك فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إنما أنت فينا رجل واحد فخذلعنا ما استطعت فإنما الحرب خدعة فانطلق نعيم بن مسعود حتى أتى بني قريظة فقال لهم إني لكم صديق والله ما أنتم وقريش وغطفان من محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) بمنزلة واحدة إن البلد بلدكم وبه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم وإنما قريش وغطفان بلادهم غيرها وإنما جاءوا حتى نزلوا معكم فإن رأوا فرصة انتهزوها وإن رأوا غير ذلك رجعوا إلى بلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ولا طاقة لكم به فلا تقاتلوا حتى تأخذوا رهنا من أشرافهم تستوثقون به أن لا يبرحوا حتى يناجزوا محمدا فقالوا له قد أشرت برأي ثم ذهب فأتى أبا سفيان وأشراف قريش فقال يا معشر قريش إنكم قد عرفتم ودي إياكم وفراقي محمدا ودينه وإني قد جئتكم بنصيحة فاكتموا علي فقالوا نفعل ما أنت عندنا بمتهم فقال تعلمون أن بني قريظة قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد فبعثوا إليه أنه لا يرضيك عنا إلا أن نأخذ من القوم رهنا من أشرافهم وندفعهم إليك فتضرب أعناقهم ثم نكون معك عليهم حتى نخرجهم من بلادك فقال بلى فإن بعثوا إليكم يسألونكم نفرا من رجالكم فلا تعطوهم رجلا واحدا واحذروا ثم جاء غطفان وقال يا معشر غطفان إني رجل منكم ثم قال لهم ما قال لقريش فلما أصبح أبو سفيان وذلك يوم السبت في شوال سنة خمس من الهجرة بعث إليهم أبو سفيان عكرمة بن أبي جهل في نفر من قريش أن أبا سفيان يقول لكم يا معشر اليهود إن الكراع والخف قد هلكا وإنا لسنا بدار مقام فاخرجوا إلى محمد حتى نناجزه فبعثوا إليه أن اليوم السبت وهو يوم لا نعمل فيه شيئا ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا من رجالكم نستوثق بهم لا تذهبوا وتدعونا حتى نناجز محمدا فقال أبو سفيان والله قد حذرنا هذا نعيم فبعث إليهم أبو سفيان أنا لا نعطيكم رجلا واحدا فإن شئتم أن تخرجوا وتقاتلوا وإن شئتم فاقعدوا فقالت اليهود هذا والله الذي قال لنا نعيم فبعثوا إليهم أنا والله لا نقاتل حتى تعطونا رهنا وخذل الله بينهم وبعث سبحانه عليهم الريح في ليال شاتية باردة شديدة البرد حتى انصرفوا بينهم وبعث سبحانه عليهم الريح في ليال شاتية باردة شديدة البرد حتى انصرفوا راجعين قال محمد بن كعب قال حذيفة بن اليمان والله لقد رأيتنا يوم الخندق وبنا من الجهد والجوع والخوف ما لا يعلمه إلا الله وقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فصلى ما شاء الله من الليل ثم قال أ لا رجل يأتينا بخبر القوم يجعله الله رفيقي في الجنة قال حذيفة فو الله ما قام منا أحد مما بنا من الخوف والجهد والجوع فلما لم يقم أحد دعاني فلم أجد بدا من إجابته قلت لبيك قال اذهب فجئني بخبر القوم ولا تحدثني شيئا حتى ترجع قال وأتيت القوم فإذا ريح الله وجنوده يفعل بهم ما يفعل ما يستمسك لهم بناء ولا تثبت لهم نار ولا تطمئن لهم قدر فإني لكذلك إذا خرج أبو سفيان من رحله ثم قال يا معشر قريش لينظر أحدكم من جليسه قال حذيفة فبدأت بالذي عن يميني فقلت من أنت قال أنا فلان ثم عاد أبو سفيان براحلته فقال يا معشر قريش والله ما أنتم بدار مقام هلك الخف والحافر وأخلفتنا بنو قريظة وهذه الريح لا يستمسك لنا معها شيء ثم عجل فركب راحلته وإنها لمعقولة ما حل عقالها إلا بعد ما ركبها قال قلت في نفسي لو رميت عدو الله فقتلته كنت قد صنعت شيئا فوترت قوسي ثم وضعت السهم في كبد القوس وأنا أريد أن أرميه فأقتله فذكرت قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لا تحدثن شيئا حتى ترجع قال فحططت القوس ثم رجعت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وهو يصلي فلما سمع حسي فرج بين رجليه فدخلت تحته وأرسل علي طائفة من مرطة فركع وسجد ثم قال ما الخبر فأخبرته وروى الحافظ بالإسناد عن عبد الله بن أبي أوفى قال دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) على الأحزاب فقال اللهم أنت منزل الكتاب سريع الحساب أهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم وعن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) كان يقول لا إله إلا الله وحده وحده أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده وعن سليمان بن صرد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) حين أجلى عنه الأحزاب الآن نغزوهم ولا يغزوننا فكان كما قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) فلم تغزهم قريش بعد ذلك وكان هو يغزوهم حتى فتح الله عليهم مكة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|