المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



التورية والرمز في القرآن الكريم  
  
3901   02:28 صباحاً   التاريخ: 19-09-2014
المؤلف : محمود البستاني
الكتاب أو المصدر : دراسات في علوم القران
الجزء والصفحة : ص443-448
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز البلاغي والبياني /

 اعتاد البلاغيون القدامى أن يدرجوا أحد أشكال التركيب الصوري ونعني به التورية ضمن ما يصطلح عليه مصطلح البديع ، أي مجرد تزيين أو حلية للعبارة ، ولكن هذا الرأي ليس بصائب لأن التورية في الواقع لا تختلف عن أي تركيب صوري ينتج من ظاهرتين تنتج ظاهرة ثالثة ، وهذا ما دفعنا الى أن نجعلها أحد أشكال الصورة القرآنية ، حيث يمكن تعريفها على النحو الآتي ، التورية هي (إحداث علاقة بين طرفين من خلال جعل أحدهما متضمناً دالا غائباً وهو المستهدف ، والآخر يتضمن دالاً حاضراً غير مستهدف ) ، وإذا أردنا أن نستعير اللغة البلاغية القديمة نقول إن التورية هي : ( إحداث علاقة بين الشيئين أحدهما يتضمن دلالة بعيدة وهي المستهدفة ، والآخر دلالة قريبة وهي غير المستهدفة ) ، ومثاله من النص القرآني المعجز والمدهش قوله تعالى : {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ} [الأنعام: 36].

أن النص يتحدث عن المنحرفين المعاصرين لرسالة الإسلام ،حيث المح الى أن الذي يستجيب لرسالة الإسلام هو من يمتلك سمعاً سليماً فيتبع أحسن القول  ، وأما المنحرفون ففي آذانهم وقر لا يسمعون . طبيعياً لم يقرر القرآن هذه الدلالات مباشرة ، بل سلك سبيل الفن فرمز الى المنحرفين وهم لا يمتلكون سمعا سليماً ، رمز اليهم الى أنهم موتى ، والموتى يبعثون دون أدنى شك كما هو معلوم ، ويحاسبون في اليوم الآخر ، ولكن هل أن النص قصد بذلك مطلق الموتى ، الذين يبعثون ويحاسبون ويجازون كما هو الملاحظ مثلاً في الموتى العاديين ؟ طبعاً لا ، بل قصد من ذلك شريحة خاصة ممن لم يسمعوا كلام النبي مقابل الذين قال نص عنهم إنما يستجيب الذين يسمعون ، وبذلك يكون النص وفق المصطلح البلاغي ، أراد من اللفظ معناه الموتى في اليوم الآخر ، لأن الموتى ينبعثون جميعاً ولا ينسحب ذلك على المنحرفين فقط .

على أية حال هناك صور متنوعة أخرى أوصلناها الى اثني عشر قسماً من الصور البلاغية ، وقد أثبتناها أكثر من مرة في كتابنا من أمثال الإسلام والفن ، الإسلام والأدب ، القواعد البلاغية في ضوء الإسلامي ، تاريخ الأدب العربي في ضوء المنهج الاسلامي ، وأخيراً هناك كتاب خاص يتضمن مئات الصفحات وكلها تتحدث عن العنصر الصوري في القرآن بخاصة ونعني به كتاب دراسات الصور الفنية في القرآن ، يجدر بالقارئ أن يعود اليه في حالة ما يستهدف الوقوف على هذا الجانب . اخيراً : قبل أن نختم حديثنا عن العنصر الصوري ، يجدر بنا أن نتحدث مجملاً عن الصياغة القرآنية لهذا الجانب وافتراقها عن الصياغة البشرية .

فنقول : إن الصورة كما لاحظناها تترتب من ظاهرتين لا علاقة لهما بدنيا الواقع ولكنها تنتج ظاهرة ثالثة ، وإذا عدنا الى الاستشهاد الذي كررناه دائماً وهو قوله تعالى بالنسبة الى الكفار بأنهم كالأنعام ، نقول : هاتان الظاهرتان وهي الكفار والأنعام لا علاقة لهما ، أولاً علاقة بينهما في دنيا الواقع ، لأن الحيوان عضوية خاصة والبشر عضوية خاصة إلا أن الصورة التشبيهية واكبت بينهما ، أو أحدثت علاقة بينهما ، من خلال العنصر العقلي المفقود أو المتدني عند الطرفين ، هذا يعني أن الصورة بشكل عام تعتمد على عنصر تخيلي يحدث علاقة بين الطرفين

بيد أن الملاحظة وهذا هو أهم جانب من جوانب القرآن الكريم حيث يفصح بدوره عن الإعجاز القرآني الكريم ، فكما لاحظنا عند حديثنا عن القصة القرآنية الكريمة ، قلنا أن القصة القرآنية تختلف عن القصة البشرية في كونها لا تصطنع أحداثاً وهمية بقدر ما نتحدث عن الواقع من خلال الصياغة الفنية له ، وهكذا عندما يتجه القرآن الكريم الى العنصر الذي يجسد إما واقعاً حسياً ، أو واقعاً نفسياً ، او واقعاً غيبياً ، فالواقع كما يمكن أن نلاحظه هو ما يمكن رصده من جوهر معرفتنا بمبادئ الإسلام حيث يكون إما (حسياً) يعتمد الحواس المعروفة من بصر وسمع ، أو يكون (نفسياً) يعتمد طبيعة الاستجابات التي تصدر عنها حيال حقيقة من حقائق الحياة ، بحيث تنعكس في الواقع النفسي لا حقيقة في الواقع الخارجي ، وإما أن يكون (غيبياً) لا يخضع لحواسنا ، بقدر ما يخضع لتصوراتنا الذهنية عنه ، وهذا من نحو عوالم الغيب التي تحدثنا النصوص الإسلامية عنه .

ولعلنا إذا تذكرنا العنصر التخيلي الذي يعتمد البشر ، نجد أن هذا العنصر في الواقع إما أن يعتمد في كثير من حالاته بطبيعة الحال على عنصر وهمي  صرف ، أو على عنصر لا يمكن تحققه في عالم الواقع ، وقد استشهدنا في كثير من كتبنا ودراستنا بنموذج بشكل هذه الظاهرة المنطوية على المفارقة متمثلة في تشبيه أحد الشعراء الموروثين مثلاً لقائد عسكري يشبهه بأنه أي بأن هذا القائد كان من البطولة لدرجة أن النطف التي لم تخلق بعد تخاف منه ، إن هذا التصوير ، أو إن هذه الصورة تظل صورة وهمية لا قيمة لها البتة ، إنها وهم صرف لأن الطفل وهو نطفة لا يحس بشيء ، ولا يتعقل شيئاً ، ولا يفهم ماذا يجري من الخارج وحينئذ أية علاقة بين هذا الجنين أو النطفة وبين هذا البطل ، صحيح عندما يشبه الكافر بالحيوان حينئذ فإن ثمة نقطة مشتركة فيهما هي النقطة الواقعية ، لأن الانحطاط الذهني لدى الكافر وهو لا يستطيع أن يربط بين السبب والمسبب ، حينئذ ما الفارق بينه وبين الحيوان ، لا فارق بل هو أي الكافر أشد ضلالاً من الأنعام لأن الأنعام ، لا تملك هذه القابلية بينما يمتلكها الإنسان لكنه لا يستخدمها في ذهنه .

إذن : لابد من وجود عنصر مشترك يجسد واقعاً ، وليس يجسد وهماً كالصورة التي استشهدنا بها بالنسبة الى أحد الشعراء .

من هنا نجد أن القرآن الكريم حين يلتجأ الى عنصر الصورة فهو يا متلجئ اليها بأشكالها المتنوعة التي قد يكون لها واقع حسي ، في التشبيهات الكثيرة التي مرت علينا ، اي التشبيه الذي يتضمن أحد طرفيه يتضمن شيئاً حسياً يقع تحت السمع والبصر أو اي حاسة أخرى وهي ما لاحظناها في كثير من النماذج التي استشهدنا بها ، وأما أن يكون هذا الطرف طرفاً نفسياً ونقصد بالطرف النفسي أن كثيراً من الظواهر لا جود لها في دنيا الواقع من خلال الواقع المادي ، ولكنها تنعكس على النفس من خلال أثرها ، فكل واحد منّا على سبيل المثال عندما يحس بالفرح الشديد حيال ظاهرة ما ، أي عندما يستجيب استجابة مفرحة حيال إحدى الظواهر حينئذ يتحسس وكأن كل ما حوله يتسم بسمات المرح والفرح ، وما الى ذلك والعكس هو الصحيح فعندما يستجيب الإنسان استجابة كئيبة ، فسوف يسحب استجابته على ما يراه حتى أنه نجده يستجيب لمرآى النهر والجبل والمزرعة وما الى ذلك استجابة مكتئبة .

وعندما نتجه الى التعامل مع العنصر الثالث ونعني به واقع الغيب ، فالصورة القرآنية الكريمة عندما ترتكن الى الواقع الغيبي تبدو في بعض مظاهرها وكأنها لا ترتكن الى ما هو حسي أو نفسي كالتشبيه الوارد عن شجرة الجحيم وكون طلعها كأنه رؤوس الشياطين فبالرغم من  أن الشياطين ذات كيان واقعي ، إلا أن الكيان المذكور لم يشاهد حسياً ولكنه نفسياً يخضع في الواقع الى الواقع الذهني ، بصفة أن المتلقي يمتلك تصويراً ذهنياً عن الشياطين في صورة الأشباح التي نسجها في ذهنه ، وهو نسيج له واقع غيبي ما دامت الشخصية الإسلامية مؤمنه بهذا الواقع ، وليس أنه واقع وهمي لا وجود له البتة ، إذا الأحاسيس النفسية والغيبية التي يخلعها الأنسان على صورة كأنه رؤوس الشياطين إنما يجسد واقعاً نفسياً وغيبياً وليس مستنداً الى الوهم بالنحو الذي أوضحناه .

على أية حال نكتفي بما تحدثنا به من خلال العنصر الصوري وما يتميز به النصر القرآني الكريم من إعجاز بلاغي حيال هذه الظاهرة ،نقول نكتفي بما قدمناه من الحديث وكنا نود أيضاً أن نتحدث عن سائر العناصر المتصلة بظاهرة البلاغة ، سواء أكان ذلك في ميدان البلاغية الدلالية كظواهر الحذف والتقديم والتأخير والأجمال والتفصيل والاسهاب والاقتصاد وعشرات الموضوعات الأخرى التي تتصل بهذا الجانب وجوانب أخرى متنوعة كثيرة ، ولكن من هنا نكتفي فحسب بما قدمناه من الحديث عن العنصر القصصي والصورة .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .