أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-06-2015
5834
التاريخ: 25-11-2014
5660
التاريخ: 14-11-2014
5818
التاريخ: 10-05-2015
6061
|
قال تعالى : {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة : 3 ، 4]
ما فائدة الأصابع ومفاصلها والأظافر فيها؟ ولم كانت متفاوتة في الطول والقصر؟
من فوائد الأصابع والأظافر تزيين الانسان والقدرة على لقط الاشياء الصغيرة كالإبرة ونحوها ومسك القلم ورفع الأشياء عن الارض ، ومن فوائد الاظافر القدرة على الحك وحفر بعض الأشياء ووقاية الأصابع من الفساد عند مزاولة العمل باليد ، فهي بمنزلة الحديدة التي في أسفل العصا. وجعل في الأصابع مفاصل ثلاثة وعظام ثلاثة مربوطة بأعصاب قوية للقدرة على طيها عند إرادة القبض بها ومزاولة مثل ما مرّ ، ولو كانت اليد قطعة واحدة لما قدر الانسان على شيء من أعمال اليد ، وإلى عجائب خلق الأصابع الإشارة بقوله تعالى : بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ.
وبالأصابع ومفاصلها يمكن العد ، وجعلت متفاوتة في الطول والقصر لتكون أعون على القبض بها ، ويمكن حفظ المقبوض فيها فيصير الابهام والخنصر بمنزلة الصمامتين ولذلك كانا أقصر الكل ، والسبابة والبنصر أقصر من الوسطى ليتشكل من الجميع شبه إناء ، وجعل الابهام متباعدا كثيرا عن السبابة ليكون معها كالعقدة حين القبض على شيء ، إلى غير ذلك من الفوائد التي لا تحصى ، فجلّ من لا يدرك حكمته إلّا هو ، وتبا لمن أنكره وهو يرى آثار خلقه العجيبة.
يحوي القرآن الكريم حوالي (750) آية أو أكثر تختص بالعلوم الكونية ، وهي بحق مشاعل مضيئة وسط العلم الحديث ، وهداية لا يعتريها خطأ أو يمسها تعديل لما سيكشف في المستقبل.
«ليس لأحد مهما اوتي من علم غزير وكفاءة فائقة ونبوغ مرموق أن يفسر جميع الآيات الكونية في القرآن تفسيرا علميا ناصعا كاملا غير ناقص . وهكذا كلما تكامل العلم المادي ظفرنا بحقائق جديدة سبق كلام اللّه المجيد إلى ذكرها بإيجاز» «1».
وظل سر بعض تلك الآيات خافيا على الناس والعلماء حقبة طويلة من الزمن ، ولم تعرف حقيقته إلّا في العصر الحاضر نتيجة تطور العلوم والاكتشافات واستخدام التكنلوجيا الحديثة وآخر المخترعات. فتكشفت لنا بعض الأسرار القرآنية ، وما تحتويه من الاعجازات الكبرى التي تجعل العالم والجاهل يزداد إيمانا بعظمة الخالق الذي خلق الأشياء بحكمة وإتقان. وإن كان البعض ولا يزال قد تساوره الشكوك حول العديد من المسلّمات والحقائق القرآنية الألهية كيوم القيامة والمعاد وغيرها.
أولى الاسلام قضية البعث اهتماما خاصا ، إذ كان البعث مضلة للكثير من الضالين ، لما وقع في تصورهم من استحالة أن يعود الانسان إلى الحياة مرة اخرى بعد أن تذهب معالمه في الأرض ، ويصبح ترابا من ترابها .. بل إنّ كثيرا من المشركين كانوا على استعداد لأن يؤمنوا باللّه وحده ، وأن يطرحوا هؤلاء الشركاء الذين اتخذوهم معبودين مع اللّه ، ليكونوا شفعاء لهم عنده ، على حين أنهم لم يكونوا مستعدين بحال أن يؤمنوا بالبعث بعد الموت ، ومن ثم كان تكذيبهم للنبي إذ جمع في دعوته إياهم إلى الايمان ، الايمان باللّه ، والايمان باليوم الآخر.
ولهذا ، لم يذكر القرآن الكريم عن المشركين ما كان من اعتراضهم على الإيمان بإله واحد ، ما ذكره عنهم في كثير من المواضع من إنكارهم للبعث.
فإذا ذكر القرآن عنهم في انكارهم لوحدانية اللّه قولهم : {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص : 5]
وقولهم : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا} [الفرقان : 60]
إذا ذكر القرآن عنهم وجها واحدا لاعتراضهم على وحدانية اللّه ، ذكر عنهم ألوانا من الجدل ، وصورا من الاحتجاج على استحالة البعث ، وذلك كما في قوله تعالى على لسانهم :
{وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [السجدة : 10]
وقولهم : { قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } [المؤمنون : 82]
وقولهم : {هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } [سبأ : 7]
إلى كثير من مئات الآيات التي تعرض أقوال المشركين في البعث ، وترد على هذه الأقوال ، وتنقضها ، وتسفه أحلام الذين يرددونها.
ولهذا لم يقبل الاسلام إيمان من لا يؤمن باللّه ، ثم لا يؤمن باليوم الآخر ، ولا بلقاء اللّه ، ولا بالوقوف بين يديه ليحاسب عمّا عمل في الدنيا ، وليلقى جزاء ما عمل من خير أو شر.
وليس البعث لمجرد البعث ، وإنما هو للحساب والجزاء ، والجنة أو النار.
ما الحياة الدنيا في شريعة الاسلام إلّا معبر إلى الآخرة ، وإلّا امتحان للانسان ، يكشف فيه عن جوهره ، ويخرج الثمر الطيب أو الخبيث منه .. وهذا الثمر هو زاده إلى الحياة الآخرة ، فإن تزود في دنياه بالأعمال الطيبة الصالحة ، وجد في الآخرة الحياة الطيبة الصالحة ، وإن تزود بالخبيث الكريه ، وجد هناك الحياة الخبيثة الكريهة.
قليل من الناس اولئك الذين يرحلون عن هذه الحياة الدنيا ، دون أن تنازعهم أنفسهم إلى التعلق بها والحنين إليها ، مهما كان سوء حظهم فيها ، وشقاؤهم بها ..
الناس جميعهم- إلّا هذه القلة القليلة- يتعلقون بالحياة راغبين في المزيد من البقاء فيها ، ولو أخذت منهم الأيام ، وألحت عليهم العلل ، وحطمتهم السنون ..
فحب البقاء طبيعة كل حي ، وهو في الانسان طبيعة وإرادة معا .. طبيعة تدفعه إلى حفظ نفسه ، بالإبقاء على ذاته أطول عمر ممكن ، وإرادة تخلقت في الانسان من اتصاله بالحياة ، واختلاطه بالأحياء ، وانفساح آماله بينهم ، وامتداد آثاره فيهم.
والموت هو الذي يقطع على الانسان حبل هذا الرجاء ، ويقتل في نفسه كل دواعي هذا الأمل في امتداد الحياة إلى غاية لا نهاية لها.
ومع هذا ، فقد رفض العقل الانساني منذ أول مرحلة من مراحل تفكيره أن يجعل الموت خاتمة نهائية لحياة الانسان .. وقد اتخذ لذلك عدة أساليب ، يخفف بها من سطوة العدم الذي يخيل إليه أنه سيحتويه بعد الموت .. فأقام المقابر لموتاه ، وسعى إليهم- في أوقات مختلفة- يناجيهم ، ويبثهم ما بصدره من حنين وأشواق ، حتى لكأنهم في سفر قد طال وهو ينتظر عودتهم ، ولقاءهم بعده .. ثم حول المقابر وعليها اقيمت التماثيل للموتى وتليت الأدعية ، وقدمت القرابين ، ليجد الميت في ذلك ما يهنأ به ويستريح إليه.
وهكذا ، أقام العقل الانساني حياة- على أية صورة- في عالم الموتى .. ولم يؤمن العقل أبدا بأن وراء الموت هذا العالم الذي يلفه العدم المطلق ، كما يتوهمه الماديون الذين عرفهم الناس جيلا بعد جيل.
ولقد كان أهم ما ميّز دين المصريين القدماء ، هو فكرة الخلود ، ووصل الانسان بعد الموت بحياة جديدة ، وتلك الفكرة هي جرثومة التفكير التي تخلقت منها الديانة الفرعونية ، والتي قامت في ظلها حضارة الفراعنة.
وقد تنقلت هذه الفكرة في الانسانية ، وصحبت أطوار طفولتها ، وصباها ، وشبابها ، وكهولتها ، وتخلق من كل اولئك صورا وأشكالا للخلود ، بعضها ساذج يثير الضحك المشوب بالعطف والألم معا ، على اولئك الذين قدموا أنفسهم قربانا وثمنا للخلود ، وبعضها ذكي عبقري يكشف عن عظمة الانسان ، واستحقاقه للخلود.
ثم جاء دور الديانات السماوية ، فالتقت مع ذكاء الانسان وعبقريته ، وكشفت له عن حقيقة هذا الخلود الذي وقع في تفكيره ، واستقر في ضميره ، ولكنه لا يجد له الدليل الذي يقيمه مقام اليقين في كيانه ، فجاءته كلمات السماء بالبيان المبين عن الحياة الآخرة ، وما فيها من حساب ، وثواب ، وعقاب ، وجنة ونار.
فالديانات السماوية كلها تحمل إلى الناس عقيدة البعث والحساب والجزاء ، وتجعل الايمان بهذه العقيدة مقرونا بالايمان باللّه ، ومكملا لهذا الايمان.
واتباع الديانات السماوية الثلاث اليوم ، الموسوية ، والعيسوية ، والاسلامية ، يؤمنون بالحياة الآخرة ، وبالحساب ، والجنة والنار ، ولكن مع اختلاف في المفاهيم والتصورات ..
هذه الشكوك والوساوس الشيطانية تطرح نفسها على الانسان- غالبا- بصيغة سؤال ملغوم ، وهو : كيف يمكن أن يبعث ويعاد ذلك الانسان الذي أكله الدود وبليت عظامه ، وأصبح ذرات صغيرة متناثرة ، إلى وضعه الأول قبل الموت؟
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس : 78 ، 79]
سؤال ساذج وتفكير محدود شغل ذلك الانسان المسكين ، فلم يعد يتصور أو يفكر في بداية خلقته عند ما كان نطفة لا ترى بالعين المجردة ، وكيف تطورت بأمر اللّه؟
فأصبحت تدريجيا إنسانا كاملا في الصفات والخلقة ، يمتلك من الأجهزة المعقدة والعديدة ما يبهر العقول والأبصار.
ومع ذلك ، فأنّ الألطاف الالهية لا تنقطع عن الأنسان ، فهي رحمة دائمة توجه الانسان نحو الخير والهداية ، وهذا من أسمى علامات الحب والرحمة الالهية عليه كي تجعله يدرك الحقيقة والصلاح.
فالباري جلّ جلاله وعظمت أوصافه ، يخاطب الانسان في هذه الآية الكريمة وعقله ، بطريقة علمية وإعجازية مقنعة تذهب عنه الشك وتزيده من اليقين ، وتجعله يرى الحقيقة بأم عينيه ، فيقتنع بها بعد أن يكتشف بنفسه شيئا من القدرة والاتقان والاعجاز الالهي العظيم في كيفية خلق وتصوير الانسان.
ولا عجب في ذلك فالذي خلق الأنسان من تراب قادر على أن يعيد عظامه البالية إلى حالها ووضعها الأوّل ، بل وأكثر من ذلك له القدرة على إعادة البنان إليه بكل ما يحمله من دقة في التركيب والاختلاف ، فلو فحصت البصمات التي يحتويها البنان لما وجد اثنان متشابهان على وجه المعمورة ، وهذه الدقة المتناهية تمثل إحدى وجوه القدرة الالهية التي لا تحصى ولا تعد.
لقد ظل سر بصمات بنان الانسان مجهولا لا تعرف ماهيته فترة طويلة من الزمن ، حتى اكتشف العلماء المجاهر الحديثة التي وقفوا بواسطتها على أحد الأسرار الربانية التي أذهلت العلماء والباحثين ، وجعلتهم يزدادون إيمانا وخشوعا لعظمة اللّه وقدرته. وأصبح واضحا كوضوح الشمس أنّ لكل إنسان بصمته الخاصة التي تميزه عن الآخرين ، وتدل عليه بطريقة لا تقبل الغلط أو الاشتباه.
ولو سألنا العباقرة من الرسامين والعلماء أن يرسموا (وليس يصنعوا) مئات البصمات المختلفة لعجزوا عن ذلك. وهذا برهان عملي على أنّ مليارات المليارات من البصمات المختلفة التي لا تشبه بعضها بعضا هي من صنع إله قادر متمكن عظيم إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون.
وهنا نصل إلى نتيجة يقبلها العقل والعلم ، وهي أنّ الذي صنع تلك المليارات من البصمات التي لا تتشابه أو تتجانس ، له القدرة على إعادتها لأصحابها الأصليين بشكلها وهيئتها الاولى ، وهو بلا ريب قادر على جمع وإعادة عظام الانسان التي أبلاها الدهر.
وفي الوقت الحاضر يطلق على عملية فحص البصمات والتعرف على أصحابها ب (علم الاستعراف بالبصمات). كذلك تمكن العلماء في الوقت الحاضر من كشف معجزة إلهية اخرى للبنان غير البصمات وهي : أنّ ذبذبات الخطوط أو الكتابة التي تتكون من جراء مسك القلم بالبنان والضغط عليه حين الكتابة ، تختلف من شخص لآخر عند ملايين الناس ، ولا يمكن أن تتطابق تلك الذبذبات عند اثنين مهما حاولا التقليد أو التلاعب في ذلك.
وهذه المعجزة الالهية التي حصلت بفضل البنان كان لها دور كبير في حل المشاكل والمعضلات والمنازعات التي حصلت أو سوف تحصل ، حينما يدعي بعض الناس أنّ الكتابة أو التوقيع الموجود في الرسالة أو العهد أو الاتفاق أو المقاولة أو الصك لا يعود إليهم.
وعندها تقوم الجهات القضائية المسؤولة بمقارنة ذبذبات خطوط المدعي والمدعى عليه بالمجاهر الخاصة ، وبعدها تعطي الرأي القاطع حول القضية ، لأنّ الفحوصات دقيقة لا تقبل الطعن أو التشكيك ، حتى قيل : أعجب ما في الانسان أربعة : إختلاف الأصوات ، والوجوه ، والبنان ، وذبذبات الخطوط .
_________________________
(1) التكامل في الإسلام : العلامة الفيلسوف د. احمد امين الكاظمي ج 6 ص 18.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|