أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-07
1108
التاريخ: 12/10/2022
1626
التاريخ: 3-10-2014
5567
التاريخ: 3-12-2015
4798
|
قال تعالى : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة : 5]. أيا ضمير منصوب منفصل، ولواحقه من الكاف والياء والهاء، حروف لبيان الخطاب والتكلم والغيبة، لا محل لها من الاعراب، ككاف ذلك على أصحّ الأقوال.
وقيل : انه مضمر مضاف إلى ما بعده. وردّ بان الضمير لا يضاف.
وقيل ان إياك بكماله ضمير.
والعبادة أعلى مراتب الخضوع والتذلل، ولذا لا يستحقها إلا المولي لأعظم النعم، من الوجود والحياة وتوابعها.
والاستعانة طلب المعونة في الفعل، ولعلّ المراد بها هنا طلب المعونة في كل المهمّات، ولذا حذف المستعان فيه أو في أداء العبادة بوظائفها، ولعل استعماله بلا واسطة الحرف، اشارة إلى ان العبد، ينبغي ان لا يرى بينه وبين الحق واسطة في الاستعانة، بان يقصر نظره عليه، أو يرى الوسائط منه.
وتقديم المفعول، لقصر العبادة والاستعانة عليه تعالى، قصرا حقيقيا أو اضافيا افراديا، ولتقدمه تعالى في الوجود، وللتنبيه على ان العابد، والمستعين، ينبغي ان يكون نظرهما بالذات، إلى الحق سبحانه، ثم منه إلى أنفسهم، لا من حيث ذواتها، بل من حيث أنها ملاحظة له تعالى، ثم إلى عبادتهم ونحوها، لا من حيث صدورها عنهم بل من حيث أنها وصلة بينهم وبينه تعالى.
ولعل تكرار الضمير، للتنصيص على التخصيص بالاستعانة، فينتفي توهم التخصيص بالأمرين وتقدير مفعول الاستعانة مؤخرا، ولبسط الكلام مع المحبوب، كآية {هِيَ عَصَايَ} [طه : 18]. ولعل تقديم العبادة على الاستعانة، لتوافق الفواصل، ولكون تقديم الوسيلة، على طلب الحاجة ادعى إلى الاجابة، ولمناسبة تقديم مطلوبه تعالى من العباد، على مطلوبهم منه، ولان المتكلم لمّا نسب العبادة إلى نفسه كان كالمتعبد بما يصدر منه، فاستدراك ذلك، بان العبادة لا تتم إلا بمعونته، ولعلّ «1» إيثار صيغة المتكلم وحده، لملاحظة القارئ دخول الحفظة، او حاضري صلاة الجماعة، او كل موجود، وان من شيء إلا يسبّح بحمده، او لان كل جارحة وعضو منه، تشتغل بذلك، أو لإدخال عبادته واستعانته في عبادة الغير، إيذانا بحقارتها بانفرادها، وجعلها مع الغير كبيع الصفقة، إما أن يقبل الجميع، او يردّ الجميع، وهو تعالى أكرم من أن يرد الجميع، إذ لا بد من وجود عبادة مقبولة فيهم، كإمام الزمان فيقبل الجميع، وللاحتراز عن الكذب، لو انفرد في ادّعائه قصر خضوعه التام، او استعانته عليه تعالى، وفي الجمع يمكن ان يقصد تغليب الخلص على غيرهم فيصدق.
ولعل النكتة في الالتفات، من الغيبة إلى الخطاب، مضافا إلى التفنن في الكلام، والتطرية وتنشيط السامع، أنّ الأوصاف المذكورة أوجبت التميز والانكشاف بحيث صار حاضرا مخاطبا، او ان القراءة، انما يعتدّ بها إذا صدرت عن قلب حاضر مقبل على المنعم، ولم يزل في ازدياد حتى أوجب الحضور، أو أن الحمد، اظهار مزايا المحمود، فالمخاطب به غيره تعالى، فالمناسب له طريق الغيبة، والعبادة ونحوها ينبغي كتمانها عن غير المعبود، للقرب إلى الإخلاص، والبعد عن الرياء، فناسبه طريق الخطاب. او التلويح إلى قوله (عليه السلام) اعبد اللّه كأنك تراه، فان لم تكن تراه فانه يراك.
وعن الصادق (عليه السلام) لقد تجلّى اللّه لعباده في كلامه، ولكن لا يبصرون. وعنه (عليه السلام) أنه خرّ مغشيّا عليه، وهو في الصلاة، فسئل عن ذلك، فقال : ما زلت أردّدها، حتى سمعتها من المتكلم.
وفي النبوي : إياك نعبد، اخلاص للعبادة، وإياك نستعين، أفضل ما طلب به العباد حوائجهم. وقال الرضا (عليه السلام) إياك نعبد رغبة وتقرّب إلى اللّه، واخلاص له بالعمل، دون غيره، وإياك نستعين استزادة من توفيقه وعبادته، واستدامة لما أنعم اللّه عليه ونصره.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|