أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-03-2015
2964
التاريخ: 2024-01-29
1134
التاريخ: 2024-04-03
643
التاريخ: 22-12-2014
2577
|
ما هو ذلك البديل إن وجد وهل جربناه؟
وهل نجحنا في تجربتنا، ثم ما ذا انكشف لنا من تلك التجربة؟
نجد الجواب على هذه التساؤلات في أربعة أمور :
أولا : التاريخ
استقراء تاريخ البشرية ودراسة الماضي للأمم والحضارات مسألة يؤكد عليها القرآن، كي يثبت من خلال ذلك أن الارتباط بالسماء يشكل عنصر قوة لبقاء تلك الحضارة وتلك الأمة، فيقول ربنا سبحانه وتعالى : { قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ } [آل عمران : 137، 138]
والقرآن الكريم كتاب سماوي بيّن لنا بوضوح مدى ارتباط الإنسان بالسماء، وهو ارتباط بمصدر الخلق والفيض الإلهي، وقد أشار إلى ضرورة النظر في أحوال الماضيين، وجاء لنا بشيء من التفصيل عن مسيرة بعض الأقوام مع أنبيائهم ورسلهم، ومدى الدمار الذي لحق بهم من جرّاء تعنتهم وبغضهم للحق الإلهي، وكذلك تكذيبهم للمبشرين والمبعوثين لهم.
وما تلك الشواهد التاريخية الكثيرة في القرآن إلا من أجل أن يثبت أن هذه التحولات التاريخية وعدم استقرار الحضارات وسقوطها يكمن في تلك الإرادة الإنسانية، وموقف البشر حينما استخلفه اللّه في الأرض، كما في قوله تعالى : {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب : 72]
فنقض تلك المواثيق والعهود التي كانت بينه وبين ربه، وتخلى عن المسئولية، ففصل بذلك نفسه عن السماء فسقط، وهوى.
ثانيا : تجارب البشر
وكما تكون حوادث التاريخ استشهادا واعظا لنا، ودليلا كافيا على صحة أقوال القرآن، فكذلك أيضا تجارب البشر، وما أنتجته من نظريات وآراء وقوانين تقلبت فيها أحوال الناس، وانتقلت من تجربة، إلى تجربة ولم تقف عند تجربة معينة حينما كانت تكتشف خطأ التي قبلها، ولنأخذ مثالا على ذلك ما جاء به ماركس الذي أفسد عقول الكثير من الناس.
وملخص نظريته أن التباين الاجتماعي والأخلاقي قد حصر أثره في العلاقات المادية بين البشر، متوهما بأن تبدل هذه العلاقات المادية في المجتمع ولو بالقوة، وإجبار الناس عليها، وإلغاء أي دور للدين هذا ما سيلغي التمايز الطبقي، ويكون مدعاة لتكوين النموذج الأمثل في العلاقات الإنسانية، ولكن مرت السنون وتوالت التجارب والأحداث وانكشفت الأخطاء، وما كان الحصاد إلا الفشل، في حين أن القرآن الكريم وضع حلا للمجتمع السليم وهو حالة التوازن بين القيم الروحية والمادية، كما في قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المؤمنون : 51]
الإنسان إلى جانب تمتعه بما لذّ وطاب في الحياة الدنيا عليه أن يعمل صالحا أي يرضي ربه، والناس من حوله، وهذا هو نموذج بسيط لعملية التوازن في المجتمع.
لم يصل الإنسان إلى ذلك لو لا الرجوع للقرآن الكريم، واللجوء للّه سبحانه وتعالى مدبّر الكون، وخالق الخلق.
ثالثا : العقلاء
العقلاء يعتمدون قواعد تجعلهم يقارنون بين ما جاء به القرآن ورسالات السماء، وما جاءوا به من عند أنفسهم، فيجعلون التناقض والتضاد قاعدة عقلية لرفض ما لا يتفق وهذه القاعدة، كما ويعتمدون النظر لمعرفة هذه الحقائق القرآنية، وانسجامها مع العقل، وعدم مخالفتها لها، وموافقتها للفطرة وطبيعة البشر، فتتأكد لديهم أن القرآن متناسق في كل أبعاده الفكرية والتقنية والإنسانية مع هذا المخلوق البشري، فهم بذلك يؤكدون على أن القرآن ليس من صنع البشر، لأنه لا يستطيع أن يضع قانونا لنفسه لان القانون لا بد أن يضبطه واضع القانون.
رابعا : المؤمنون
يؤكد المؤمنون ومن خلال الحياة التي عاشوها، ومن جنبات الأجواء التي لمسوها بالتقرب إلى القرآن، بأن تركهم له ولتعاليمه تتحول حياتهم إلى حياة الضيق، ومعيشتهم يحفها الضنك ويحيط بها المصائب حيث أنها حقيقة قرآنية :
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه : 124]
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|