المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17757 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

زراعة التبغ في محافظة اللاذقية
23-3-2017
شروط التخفيف من السؤولية العقدية في عقد الوديعة
15-1-2019
ما هي الكتب المؤلّفة عن الإسراء والمعراج؟
27-10-2020
الدورة الزراعية للخس
31-3-2016
الواجب المضيّق والموسّع
14-9-2016
محمد بن صدقة ابن الحسين
8-8-2016


تنوّع الصيغ في الخطاب وعلاقته بالسياق  
  
2963   07:04 مساءاً   التاريخ: 2-03-2015
المؤلف : خلود عموش
الكتاب أو المصدر : الخطاب القرآني
الجزء والصفحة : ص325-328.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / مواضيع عامة في علوم القرآن /

اهتمّ المفسّرون برصد الصيغ اللغويّة المستخدمة في النّص ، وحاولوا تفسير مجيئها على هذه الشاكلة دون غيرها ، من مثل استخدام الفعل دون الاسم ، أو التعبير بالمصدر بدلا من اسم الفاعل أو التعبير بالمزيد بدلا من المجرّد ... وغيرها ، والتمسوا لهذا التفسير من خلال السياق اللغوي للآيات ، أو من خلال المقام الاجتماعي أو من خلال طبيعة المخاطب ... فحين التفت الزمخشري إلى الآيات الأربع الأولى من سورة البقرة وما فيها من نظم ، ذكر أنّ الرابعة فيها الحذف وفيها وضع المصدر الذي هو هدى موضع الوصف الذي هو هاد وإيراده منكّرا ..." «1». وإن كان الزمخشري لم يفصّل هذا الموضع إلّا أنّه نبه في موضع آخر إلى مفهوم الهداية ، وخصوصيّته بالمتقين وأهميّة المصدر في الدلالة على مطلق الحدث.

و يتساءل الزمخشري عن التعبير عن الإنزال بلفظ المضيّ في قوله { بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ} ولم يكن ذلك منزّلا وقت إيمانهم؟ ويجيب بأنّ بعضه كان قد أنزل وقت إيمانهم فجعل بعضه كأنه كلّه على سبيل المجاز ، ويدلّ عليه قوله تعالى : { إنّا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى} ولم يسمعوا جميع الكتاب ولا كان كلّه منزّلا " «2». وهنا ربط بين الصيغة والواقع الخارجي وضرورة المطابقة بينهما ، فإن انتفت احتيج إلى تفسير.

ويتساءل الزمخشري مرّة أخرى عن استخدام الفعل المضارع بدلا من اسم الفاعل في قوله { اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} فإن قلت : فهلّا قيل : " اللّه مستهزئ بهم ليكون طبقا لقوله‏ { إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ} قلت : " لأنّ يستهزئ يفيد حدوث الاستهزاء وتجدّده وقتا بعد وقت ، وهكذا كانت نكايات اللّه فيهم وبلاياه النازلة بهم " «3».

وهنا البحث يدور حول الاتّساق الداخلي والخارجي ، الداخلي في أهميّة المطابقة بين صيغ الخطاب (مستهزئ ومستهزءون) والخارجي؛ وهو المتّصل بحالهم مع اللّه ، وغرضه من هذه الصيغة تجاههم.

و في موضع آخر يتساءل : فهلّا قيل (تعبدون) في الآية (22) في مكان (اعبدوا)؟ أو (اتّقوا) لمكان تتقون؟ ليتجاوب طرفا النظم" ويجيب" ليست التقوى غير العبادة حتّى يؤدّي ذلك إلى تنافر النظم ، وإنّما التقوى قصارى أمر العابد ومنتهى جهده ، فإذا قال" اعبدوا ربكم الذي خلقكم" للاستيلاء على أقصى غايات العبادة ، كان أبعث على العبادة واشدّ إلزاما لها ، واثبت لها في النفوس. ونحوه أن تقول لعبدك : احمل خريطة الكتب ، فما ملكتك يميني إلّا لجرّ الأثقال ، ولو قلت : لحمل خرائط الكتب ، لم يقع من نفسه ذلك الموقع" «4». في هذا النصّ رصد لتبدّلات الصيغ في النصّ ، ثمّ تأويلها من خارج النصّ وإثبات لأثرها في نفس السامع أو المخاطب.

ومن الصيغ التي تنبّهوا لها التعبير بالمفرد والجمع ، ونوع الجمع بين قلّة وكثرة ودلائل ذلك في السياق. ومنه تساؤل الزمخشري عن التعبير بالثمرات دون الثمر" فإن قلت فالثمر المخرج بماء السماء كثير جمّ ، فلم قيل : الثمرات دون الثمر والثمار ، قلت : فيه وجهان : أحدهما أن يقصد بالثمرات جماعة الثمرة التي في قولك : فلان أدركت ثمرة بستانه أريد ثماره والثاني : أنّ الجموع يتعاور بعضها موقع بعض لالتقائها في الجمعية" «5». إنّ التفسير هنا مستمدّ من اللّغة مباشرة ولكنّه يدلّ على حرص المفسّر على وجود الاتّساق‏ بين النّص وعالمه الخارجي ، وقد مرّ معنا تساؤلهم عن قوله تعالى‏" مِمَّا نَزَّلْنا" واختياره هذه الصيغة (نزّل) بدلا من أنزل وتحليلها بنزول القرآن منجّما بحسب الحوادث. ومرّ بنا كذلك التعبير عن الجنّة بالجنات وكيف علّل ذلك من خلال المقام.

وفي الآية (25) { وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ} تساءل المفسّر عن (مطهّرة) ويقول : " فهلا جاءت الصفة مجموعة كما في الموصوف ، قلت : في (مطهّرة) فخامة لصفتهن ليست في طاهرة ، وهي الإشعار بأن مطهّرا طهّرهن وليس ذلك إلّا اللّه عز وجل المريد بعباده الصالحين أن يخوّلهم كلّ مزيّة فيما أعدّ لهم" «6».

ومن أمثلته كذلك رصد الفرق بين (يطهرن) و(تطهّرن) ففي الآية الكريمة رقم (222) يقول تعالى :{وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ويُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} ويقول ابن كثير حتى (يطهرن) أي من (الدم) فإذا (تطهّرن) أي بالماء" «7».

إنّ هذه الارتباطات اللفظية المقاميّة تذكّرنا بآراء الدلاليّين ومنهم (جون لاينز) عن المقامات التي تستدعي ألفاظا معيّنة. والتي سبق ذكرها في الفصل الأوّل من هذه الدراسة. وفي المثال الأخير حدّد المقام (و كيفية حدوث الطهر ومرحلته) الصيغة المناسبة في الخطاب.

و يقارن المفسّرون بين مجي‏ء الصيغ في السياقات التي تبدو متشابهة ، ويحاولون التماس الفروق في الصيغ وسببها ، ومن ذلك موازنة الرازي بين قوله سبحانه في سورة البقرة في الآية (49) { وإِذْ قُلْنا} وقال في الأعراف‏ {وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ} في الآية (141). والجواب " أنّ اللّه تعالى صرّح في أوّل القرآن بأن قائل هذا القول هو اللّه تعالى إزالة للإبهام ، ولأنّه ذكر في أول الكلام {اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ..} ثم أخذ يعدّد نعمة نعمة ، فاللائق بهذا المقام أن يقول" وإذ قلنا " وأمّا في سورة الأعراف مثلا فلا يبقى في قوله تعالى {وَإِذا قِيلَ لَهُمْ} إبهام بعد تقديم التصريح به في سورة البقرة " «8». إنّ هذا التفسير يحيلنا إلى مسألتين :

الاتّساق الداخلي في نصّ السورة الواحد وقد تجلّى في سورة البقرة ، والاتساق الداخلي في النّص القرآني كلّه وقد تجلى في هذه العلاقة التكامليّة بين سورة البقرة وسورة الأعراف. ثم تجلّي هذين الاتّساقين في الصيغ اللّغوية المستخدمة في الخطاب. كما في اختيار البناء للمعلوم أو المجهول في الآية السابقة.

و من أمثلته أيضا قوله في سورة البقرة {نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ} وفي سورة الأعراف ‏{نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ}. وجاء في جوابه : " الخطايا جمع الكثرة ، والخطيئات جمع السلامة فهو للقلّة. وفي سورة البقرة لمّا أضاف ذلك القول إلى نفسه فقال : {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ} [البقرة : 58]. لا جرم قرن به ما يليق بجوده وكرمه ، وهو غفران الذنوب الكثيرة فذكر بلفظ الجمع الدالّ على الكثرة ، وفي الأعراف لمّا لم يضف ذلك إلى نفسه ، بل قال" وإذا قيل لهم" لا جرم ذكر ذلك بجمع القلّة ، فالحاصل أنّه لما ذكر الفاعل ذكر ما يليق بكرمه من غفران الخطايا الكثيرة وفي الأعراف لمّا لم يسمّ الفاعل لم يذكر اللفظ الدالّ على الكثرة" «9» إنّ الصيغة الأولى (المبني للمجهول أو المعلوم) استدعت الصيغة الثانية (جمع القلّة وجمع الكثرة) وهذا من الاتّساق الداخلي ، أمّا طبيعة الخطاب كلّه فقد استدعتها عناصر المقام الخارجي ولاحظ عبارة الرازي (فاللائق بهذا المقام) وما توحي به من الاتّساق.

ومن أمثلته أيضا المجي‏ء بصيغة جمع السلامة (النبيّين) في سورة البقرة في الآية (61) ومجيئها بصيغة جمع التكسير في السورة نفسها في آيات عديدة ، وكذلك مجيئها في آل عمران بصيغة جمع السلامة في موضع ، وصيغة جمع التكسير في مواضع أخرى ويعلّل ذلك عند المفسّرين بأنّه" موافقة لما بعده وهو (الذين) و(الصابئين) في البقرة وكذلك في آل عمران (إن الذين) و(ناصرين) و(معرضون) بخلاف (الأنبياء) في السورتين" «10». وهذا له صلة بما أسميناه بالمجاورة من جهة ، والاتّساق اللّغوي الداخلي من جهة أخرى.

_________________

(1) الكشاف ، 1/ 37.

(2) نفسه ، 1/ 42.

(3) الكشاف ، 1/ 67.

(4) نفسه ، 12/ 85.

(5) نفسه ، 1/ 94.

(6) الكشاف ، 1/ 192.

(7) تفسير ابن كثير ، 1/ 228.

(8) تفسير الرازي ، 3/ 93.

(9) تفسير الرازي ، 3/ 93.

(10) الفيروزآبادي ، بصائر ذوي التمييز ، 1/ 144.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .