المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

متطلبات الإعلام الزراعي
8-8-2019
التكيف مع الجماعة
31-7-2020
الرسائل الديوانية
4-7-2016
من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه
24-1-2021
{ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله...}
2024-06-21
رسالة اللّه وسور القرآن‏
26-01-2015


زواج النبي موسى عليه السلام  
  
1813   04:43 مساءً   التاريخ: 24-11-2020
المؤلف : حسين هادي الشامي
الكتاب أو المصدر : زواج بغير اعوجاج
الجزء والصفحة : ص113ـ114
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

لما تآمر زبانية فرعون على قتل « موسى » عليه السلام ، خرج متوجها تلقاء أرض « مدين » داعيا الله أن ينجيه من القوم الظالمين ، وأن يهديه سواء السبيل. فلما ورد ماء مدين وجد جماعة من الناس يسقون مواشيهم من البئر ، ووجد من دونهم امرأتين تمنعان غنمهما. فسألهما عن ذلك ، فأخبرتاه بأنهما تنتظران حتى يفرغ الرعاء من السقي لأنهما لا تقويان على المزاحمة ، ووالدهما كبير السن لا يستطيع الحضور للسقي. فرق قلبه لهما فأسرع إلى بئر كان على رأسها صخرة عظيمة ، وكان النفر من الرجال يجتمعون إليها حتى يرفعوها ، فرفع « موسى » عليه السلام الصخرة ، وأخذ دلوا لهما وقال لهما : قدما غنمكما. فسقى لهما الأغنام حتى أرواها ، فرجعتا إلى أبيهما سريعا قبل الناس.

فقال لهما : ما أعجلكما وأسرع رجوعكما. قالتا : وجدنا رجلا صالحا فرحمنا فسقى لنا أغنامنا. فقال لإحداهما : اذهبي فادعيه إليّ. فجاءته إحداهما وهي تمشي على استحياء قالت له : إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا. فقام موسى ، فتقدمته وهو وراءها ، فهبت ريح فألصقت ثوب المرأة بردفها. فكره موسى أن ير ذلك منها ، فقال لها موسى : امشي خلفي ودليني على الطريق. فإذا أخطأت فارمي قدامي بحصاة حتى أنهج نهجا ، فإنا بني يعقوب لا ننظر إلى أعجاز النساء ( تدبر هذا المشهد أيها القارئ العزيز ـ وخذ منه درسا رائعا للعفة والفضيلة الجنسية ) فنعتت المرأة الطريق لموسى إلى منزل أبيها ومشت خلفه ، حتى دخل على أبيها « شعيب » بناء على المشهور.

وهناك من خالف هذا المشهور ورفض أن يكون « شعيب » والد الامرأتين ، بل هو شخصية أخرى  فسأل الوالد موسى عن حاله وقصته فأخبره الخبر. فقال له : لا تخف نجوت من القوم الظالمين. فقالت إحداهما وهي التي كانت الرسول إلى موسى : يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين. فقال لها أبوها : إنك عرفت قوته من رفع الصخرة على البئر ، فكيف عرفت أمانته ؟ فأخبرته بما أمرها موسى من استدبارها إياه في الطريق. فازداد فيه الأب رغبة فزوّجه ابنته التي جرت قصة الطريق منها. ورعى له موسى عشر سنين.

ذكرى لأولى القلوب الواعية : أختي العزيزة : هكذا انتخبي الزوج ومحصي واختبري السلامتين في بدنه وروحه ، واحذري الاقتصار على اختيار صحة بدنه وجمال صورته.

رواية طريفة : روى أن موسى عليه السلام لبث عند شعيب ما شاء الله ، ثم استأذنه في الانصراف مع زوجته واسمها « صفورا » فأذن له وقال له : ادخل هذا البيت وخذ عصا من العصى لتكون معك تدرأ بها السباع عنك وعن غنمك ـ وكانت عصا الأنبياء عند شعيب ـ فلما دخل موسى البيت وثبت إليه العصا فصارت في يده ، فخرج بها فقال شعيب : ردها وخذ غيرها. وذلك أن شعيبا كان قد أخبر بأمر العصا ، ولم يدر شعيب أن صاحبها هو موسى. فردّها موسى إلى البيت فألقاها وذهب ليأخذ غيرها. فوثبت الأولى حتى صارت في يده. ففعل ذلك مرارا فقال له شعيب : ألم أقل لك خذ غيرها ؟ فأخبره موسى بما جرى ، فعلم شعيب أن ذلك أمر يريده الله تعالى ، فقال له : خذها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.