المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24
نظرية ثاني اوكسيد الكاربون Carbon dioxide Theory
2024-11-24
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24



تحليل الاية (83) من سورة البقرة  
  
2749   06:45 مساءاً   التاريخ: 27-04-2015
المؤلف : الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الكتاب أو المصدر : التبيان
الجزء والصفحة : ج 1 ، ص 326- 331.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تحليل النص القرآني /

قال تعالى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ } [البقرة : 83] . آية بلا خلاف.

القراءة :

قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي : «لا يعبدون» بالياء. الباقون بالتاء.

وقرأ «حسناً» بنصب‏ الحاء والسين‏ حمزة والكسائي الباقون «حسناً» بضم الحاء وإسكان السين وتقدير الآية : واذكروا ايضاً يا معشر بني إسرائيل إذ أخذنا ميثاقكم لا تعبدون إلا اللَّه ، فلما أسقطت ان ، رفع. كما قال الشاعر :

ألا ايهذا اللائمي اشهد الوغى‏

 

وان اشهد اللذات هل انت مخلدي‏

     

ومثله قوله : { أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ } [الزمر : 64]. ومن قرأ بالياء ، تقديره انه اخبر انه تعالى أخذ ميثاقهم ، لا يعبدون إلا اللَّه ، وبالوالدين احساناً ، ثم عدل الى خطابهم فقال : { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} . والعرب تفعل ذلك كثيراً. وانما استخاروا ان يصيروا الى المخاطبة بعد الخبر ، لأن الخبر انما كان عمن خاطبوه بعينه ، لا عن غيره.

وقد يخاطبون ، ثم يصيرون بعد ذلك الى الخبر عن المخاطب. مثال الاول قول الشاعر :

شطت مزار العاشقين فأصبحت‏

 

عسراً علي طلابك ابنة مخزم‏

     

مزار نصب. والتاء من أصبحت كناية عن المرأة فأخبر عنها ثم خاطبها. ومثال الثاني قول الشاعر :

اسيئي بنا أو احسني لا ملومة

 

لدينا ولا مقلية ان تقلت‏

     

وقال زهير :

فاني لو ألاقيك اجتهدنا

 

وكان لكل منكره كفاء

وابري موضحات الرأس منه‏

 

وقد يبرى من الجرب الهناء

     

ومن قرأ بالتاء فان الكلام من أوله خطاب.

وتقديره : وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل ، قلنا لا تعبدوا الا اللَّه. قال بعض النحويين : المعنى وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون الا اللَّه ، وبالوالدين‏ إحسانا ، حكاية ، كأنه قال استحلفناهم لا يعبدون إلا اللَّه ، إذ قلنا لهم : واللّه لو قالوا واللَّه لا تعبدون. والاول أجود.

وقوله تعالى : { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } [البقرة : 83] عطف على موضع أن المحذوفة في‏ { تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً } فرفع لا تعبدون ، لما حذفت أن ، ثم عطف بالوالدين على موضعها : كما قال الشاعر :

معاوي اننا بشر فأسجح‏

 

فلسنا بالجبال ولا الحديدا

     

فعطف‏ ولا الحديد على موضع الجبال. واما الإحسان فمنصوب بفعل مضمر يؤدي عن معناه ، قوله‏ « وبالوالدين» إذ كان مفهوما معناه.

وتقدير الكلام وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل بان لا تعبدوا إلا الله وان تحسنوا الى الوالدين إحسانا. فاكتفى بقوله : «وبالوالدين» عن ان يقول بان تحسنوا الى الوالدين إحسانا ، إذ كان مفهوما بما ظهر من الكلام. وقال بعض اهل العربية : تقديره وبالوالدين فأحسنوا ، فجعل الياء التي في الوالدين من صلة الإحسان مقدمة عليه. وقال آخرون : الا تعبدوا إلا الله وأحسنوا بالوالدين إحسانا ، فزعموا ان الباء في وبالوالدين من صلة المحذوف. اعني من أحسنوا. فجعلوا ذلك من كلامين والإحسان الذي أخذ عليهم الميثاق بان يفعلوه الى الوالدين ما فرض على امتثالهما من فعل المعروف ، والقول الجميل ، وخفض جناح الذل رحمة بهما ، والتحنن عليهما ، والرأفة بهما ، والدعاء لهما بالخير ، وما أشبهه مما ندب الله تعالى الى الفعل بهما.

وقوله : { وَذِي الْقُرْبى ‏} أي وبذي القربى ان تصلوا قرابة منهم ، ورحمة.

اللغة :

والقربى مصدر على وزن فعلى من قولك : قرب مني رحم فلان قرابة ، وقربى وقربا بمعنى واحد.

واليتامى جمع يتيم : مثل أسير وأسارى. ويدخل في اليتامى الذكور منهم والإناث‏

المعنى :

ومعنى ذلك : أخذنا ميثاق بني إسرائيل بان لا تعبدوا إلا الله وحده ، دون ما سواه من الأنداد ، وبالوالدين إحسانا وبذي القربى ان يصلوا رحمه ، ويعرفوا حقه. وباليتامى ان يتعطفوا عليهم بالرأفة ، والرحمة ، وبالمساكين أن يوفوهم حقوقهم التي ألزمها الله في أموالهم.

والمسكين هو المتخشع المتذلل من الفاقة والحاجة وهو مفعيل من المسكنة وهي ذل الحاجة والفاقة.

وقوله : {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} فيه عدول الى الخطاب بعد الخبر على ما مضى القول فيه. وقد ذكرنا اختلاف القراء في حَسنا وحُسنا. واختلف اهل اللغة في الفرق بينهما فقال بعض البصريين هو على احد وجهين :

أحدهما- أن يكون أراد بالحُسن الحَسن. ويكون لمعنيين مثل البُخل والبَخل واما ان يكون جعل الحَسن هو الحُسن في التشبيه ، لأن الحسْن مصدر والحسن هو الشي‏ء الحسن ، فيكون ذلك : كقول القائل : انما انت أكل وشرب قال الشاعر :

وخيل قد دلفت لها بخيل‏

 

تحية بينهم ضرب وجيع‏

     

فجعل التحية ضربا وقال آخر : بل الحسن هو الاسم العام الجامع جميع معاني الحسن ، والحسن هو البعض من معاني الحَسن ، ولذلك قال تعالى إذ وصى بالوالدين‏ { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً } يعني بذلك انه وصاه بجميع معاني الحسن : وقرئ في الشواذ : حسنى. لا يقرأ بها لشذوذها حكاها الأخفش. وذلك لا يجوز لأن فعلى ، وافعل لا يستعمل إلا بالألف واللام. نحو الأحسن والحسنى والأفضل‏ والفضلى قال اللَّه تعالى : {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى } [يونس : 26].

وروي عن أبي جعفر محمد ابن علي الباقر «عليهما السلام» وعن عطا انهما قالا : وقولوا للناس حسنا للناس كلهم.

وعن الربيع بن انس قولوا للناس حسنا : أي معروفا. وعن ابن الحنفية انه قال : { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن : 60] هي مسجلة للبر والفاجر. يريد بمسجلها انها مرسلة. ومنهم من قال : أمروا بان يقولوا لبني إسرائيل حسنا. قال ابن عباس يأمرون بألّا اله الا اللّه ، من لم يقبلها ويرغب عنها حتى يقولها : كما قالوها. فان ذلك قربة لهم من اللّه. قال : والحسن ايضاً من لين القول - من الأدب الحسن الجميل - والخلق الكريم وهو مما ارتضاه‏ اللَّه تعالى وأحبه.

وقال ابن جريج : قولوا للناس حسنا : أي صدقا في شأن محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وقال سفيان الثوري : مروهم بالمعروف ، وانهوهم عن المنكر وقوله : {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} أدوها بحدودها الواجبة عليكم.

{وَآتُوا الزَّكاةَ} معناه وأعطوها أهلها كما أوجبها عليكم. والزكاة : التي فرضها اللَّه على بني إسرائيل. قال ابن عباس : كان فرض في أموالهم قربانا تهبط اليه نار فتحملها. وكان ذلك تقبله. ومن لم تفعل النار به ذلك ، كان غير متقبل.

وروي عنه أيضاً ان المعني به طاعة اللّه والإخلاص.

وقوله : { ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ } [البقرة : 83] خبر من اللَّه تعالى عن يهود بني إسرائيل انهم نكثوا عهده ، ونقضوا ميثاقه بعد ما أخذ ميثاقهم على الوفاء له ، بان لا يعبدوا غيره ، وبان يحسنوا إلى الآباء والأمهات ، ويصلوا الأرحام ، ويتعطفوا على الأيتام ، ويردوا حقوق المساكين ، ويأمروا عباد اللَّه بما أمرهم به ، ويقيموا الصلاة بحدودها ، ويؤتوا زكاة أموالهم ، فخالفوا أمره في ذلك كله ، وتولوا عنه معرضين إلا من عصمه اللَّه منهم ، فوفى للَّه بعهده ، وميثاقه. ووصف هؤلاء بأنهم قليل بالإضافة الى من لم يؤمن. وقال بعضهم : أراد { ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ } [البقرة : 83] : اليهود الذين كانوا على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم). وعنى‏ بسائر الآية أسلافهم ، كأنه ذهب الى ان معنى الكلام : ثم توليتم إلا قليلًا منكم ثم تولى سلفكم إلا قليلا منهم ، ثم قال : وأنتم معاشر بقاياهم معرضون ايضاً عن الميثاق الذي أخذ عليكم. وقال قوم : يلي قوله : { ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ} خطاب لمن كان بين ظهراني مهاجري رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من يهود بنى إسرائيل ، وذم لهم بنقضهم الميثاق ، الذي أخذ عليهم في التوراة ، وتبديلهم امر اللّه وركوبهم معاصيه.

وروي عن ابن عباس انه قال : قوله‏ : { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً } نسخ بقوله : قاتلوهم حتى يقولوا لا إله إلا اللَّه أو يقروا بالجزية. وقال آخرون : ليست منسوخة لكن أمروا بأن يقولوا حسناً في الاحتجاج عليهم ، إذا دعوا الى الايمان ، وبين ذلك لهم. وقال قتادة نسختها آية السيف. والصحيح انها ليست منسوخة ، وانما امر الله تعال بالقول الحسن في الدعاء اليه والاحتجاج عليه ، كما قال تعالى لنبيه (صلى الله عليه واله وسلم( { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [النحل : 125] وبيّن في آية اخرى ، فقال : { وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ } [الأنعام : 108] وليس الامر بالقتال ناسخاً لذلك ، لأن كل واحد منهما ثابت في موضعه‏. 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .