تفسير قوله تعالى : {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ..} |
1480
12:18 صباحاً
التاريخ: 12-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-06-2015
3054
التاريخ: 6-12-2015
1567
التاريخ: 14-06-2015
1744
التاريخ: 14-06-2015
1944
|
قال تعالى : {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ
تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا
اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ
كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} [البقرة
: 198] .
{لَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُناحٌ في أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}
في تفسير البرهان عن تفسير العياشي عن
الصادق (عليه السلام) في تفسير الآية قوله (عليه السلام)يعني
الرزق فإذا أحل الرجل من إحرامه وقضى نسكه فليشتر وليبع انتهى.
ويكون وجه المناسبة في السياق في هذه
الجملة هو الاستدراك ورفع ما يتوهم بسبب تحريم الرفث والجدال والأمر بالتقوى والحث
عليها فلا بأس في ان يكتسب ما هو زائد نوعا عما أعد من المال لسفر الحج. وروى في
ذلك ونحوه في الدر المنثور عدة أحاديث.
وفي التبيان روى عن أبي جعفر (عليه
السلام) قال لا جناح عليكم ان تبتغوا فضلا من ربكم معناه ان
تطلبوا المغفرة. وفي مجمع البيان رواه جابر
عن أبي جعفر (عليه السلام).
ولعل ذكر المغفرة باعتبار انها
المصداق الأهم لنوع الإنسان مما يبتغي حينئذ من اللّه. ووجه المناسبة في السياق هو
انه بعد الترغيب في التقوى وملازمة الحدود في الواجبات والمحرمات اقتضى اللطف ان
يرغب في الازدياد من الخير ومنه طلب المغفرة بأسبابها فجرى الترغيب بنحو الاحتجاج
بثبوت المقتضي وعدم المانع فإن المقتضي لابتغاء الفضل من اللّه بديهي عند العقل
والعقلاء وليس في ذلك مانع ولا على المبتغي جناح. واي جناح عليه في ذلك فابتغوه
واغتنموا فيه الفرص {فَإِذا أَفَضْتُمْ
مِنْ عَرَفاتٍ} الافاضة جعل الشيء فائضا من
فيض الماء اي فإذا أفضتم جمعكم تشبيها لاندفاع جمعهم الكثير في رحيلهم لساعتهم بعد
العصر دفعة بفيض الماء المنبعث في ابتدائه من عرفات يقال أفاض الحديث اي أفاض
كلامه فيه. وعرفات هو الموقف المعروف وفيه نسك اليوم التاسع. وفي التعبير بالافاضة
دلالة على ان الموقف في عرفات له مكث محدود الوقت يجتمع فيه الناس ثم يرحلون
بأجمعهم كالماء الفائض وان عرفات منشأ هذه الافاضة وفيض الجمع. وصرفت عرفات مع
العلمية والتأنيث لأنها بصيغة الجمع فحملت عليه {فَاذْكُرُوا
اللَّهَ} بالصلاة والتقرب اليه بطاعته
في النسك والوقوف {عِنْدَ
الْمَشْعَرِ الْحَرامِ} وهو
المزدلفة وجمع وسمي مشعرا لأنه محل لنحو من شعائر اللّه. وإذا جعلت جملة {فَاذْكُرُوا} لبيان
الوظيفة بمنزلة الجملة الخبرية جاز ان يراد بالذكر ما يعمّ المستحب. ثم أكد اللّه
الترغيب بذكره والإقبال عليه ببيان الاحتجاج والتذكير باستحقاقه شكرا لنعمته
العظمى فقال جلت آلاؤه {وَاذْكُرُوهُ
كَما هَداكُمْ} وأنعم
عليكم بالهدى تلك النعمة الجليلة {وَإِنْ
كُنْتُمْ} الواو للحال «وان» مخففة من
الثقيلة تفيد التأكيد بمعنى وقد كنتم {مِنْ
قَبْلِهِ} اي من قبل الهدى المدلول عليه بقوله هداكم {لَمِنَ
الضَّالِّينَ} ولا
تجعلوا المشعر سبيل عابر من عرفات إلى منى كما كانت قريش تقترحه بتشريعهم وجبروتهم
على سائر العرب بل قفوا فيه للنسك بحيث يكون اندفاع جمعكم منه بعد الوقوف فيه
افاضة منه كالافاضة من عرفات واذكروا اللّه فيه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|