أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2018
2474
التاريخ: 26-8-2020
2053
التاريخ: 18-10-2018
37747
التاريخ: 17-9-2020
1925
|
• رأيـه في السياسـة النقديـة
انطلق فريدمان ومجموع المفكرين المناصرين لنظريته الى ان السياسة النقدية هي الاساس في افكار المدرسة وقد استفاد فريدمان من تراكم الخبرات والافكار السابقة ووضع للمدرسة مجموعة من الفروض الا وهي : ـ
ـ ان التقلبات التي تحدث في اقتصاديات الدول يكون سببها حدوث تغيرات في السياسة النقدية وليس التقلبات في في جانب الطلب الخاص .
ـ ان عرض النقد لا يؤثر على مستوى التوازن في الأمد الطويل وينبغي عدم النظر الى العلاقات التناسبية بين التغيرات النقدية ومستوى الاسعار كظاهرة في السياسة الاقتصادية .
ـ ان السياسة النقدية هي الاساس والأداة الفعالة في تحديد الاستقرار الاقتصادي ، وللنقود تأثير مباشر على الانفاق الكلي وعلى الدخل ضمن المدة القصيرة ، وان استبعاد دور الدولة من النشاط الاقتصادي وحصره في اضيق نطاق هو ضرورة .
ـ سرعة تداول النقود يكون لها درجة من الثبات النسبي ويمكن التنبؤ بها ، وتتأثر بمجموعة من العوامل تختلف عن تلك التي تتأثر في عرض النقود ، ومن ثم فإن التحرك في سرعة تداول النقود يكون مستقلاً (1)، ويرى المفكر فريدمان والنقديون ان الكميات في عرض النقد ثابتة ويعتقدون ان هذا هو المنهج السليم الذي يقلل من التقلبات في الناتج والعمالة وهم لا يرون هناك حاجة لسياسات مرنة لتحقيق الاستقرار لأن السياسات المرنة وفق ما يعتقدون بها بأنها تؤدي الى العبث في الاستقرار والاقتصاد مما يميل الى التغير حتى يتم التشغيل الكامل .
وكان رأي المدرسة الكينزية على العكس من ذلك حيث يرى العالم الاقتصادي كينز بأن السياسات المرنة تؤدي الى الاستقرار ، ويرون ان علاج البطالة لا يتحقق باستعمال ادوات السياسة النقدية ، لهذا فإن تقلبات مستويات الدخل والناتج والتشغيل تعود الى أخطاء السياسات النقدية او الى التدخل الحكومي في آليات السوق وهكذا فإن الطلب الكلي يتأثر بالتغير الذي يحصل في الإنفاق النقدي الذي يتوقف بدوره على كمية النقود مضروبة بسرعة تداولها ونظراً لأن معدلات الاسعار و الأجور لا تتكيف مع انخفاض عرض النقود والانخفاض المصاحب له في الطلب الكلي فإنه ينشأ ارتفاع في مستوى البطالة وإنكماش النقد(2) .
ان انصار هذه المدرسة النقدية ينظرون الى السياسة النكينزية المرنة انها تؤدي الى حالة عدم الاستقرار والسبب هو ان معلوماتها عن حجم السياسة الكلية وتوظيفها غير كاف ، لذلك فإن نماذج التوقعات تعطي نتائج صحيحة وسياسة الاستقرار المرنة سوف تكون مساوئها اكثر من محاسنها وان الحل هو عدم اتباع هذه السياسة والعمل على زيادة عرض النقد بمعدل محدود وثابت يعادل نمو الاقتصاد القومي في الاجل الطويل (3) .
يميل اصحاب هذه النظرية نحو القطاع الخاص وتطويره وابعاد دور الدولة حيث يرى اصحاب هذه المدرسة ان الاقتصاد الخاص هو الاساس في العملية الانتاجية ويتصف بالاستقرار وان للتدخل الحكومي اضراره اكبر من نفعه ، فالحكومة لديها سياستها ومهامها التي تقوم بها مثل زيادة معدلات عرض النقود والإنفاق الحكومي والضرائب والحد من عجز ميزانية الدولة وغيرها(4) ، ويعارض النقـديون وعلى رأسهم فريدمان اي إجراءات تدخلية عبر السياسة المالية .
ان توفر الاستقرار الاقتصادي من خلال إجراء بعض التغيرات المقصودة في مجال الضرائب والنفقات إجراء سليم في حالة اذا ما رافقت هذه العملية سياسة نقدية سليمة ، لأن السياس المالية التوسعية لا تؤدي الى المضاعفة من الداخل التي كان كينز يتوقع حدوثها ، انما ستؤدي الى رفع سعر الفائدة ومن ثم تخفيض الاستثمار الخاص ، ان الجديد في منظري مدرسة شيكاغو النقودية هو نظرتهم للسلع الحقيقية كسلع بديلة عن النقود ، وقد أدخل فريدمان العائد المتوقع على السلع مقارن بالعائد على النقود ويقول (ان التغيرات في الإنفاق الكلي يمكن تفسيره مباشرة بالتغيرات في كمية النقود) ولكن كينز لم يعطي للسلع والاصول الأهمية المطلوبة .
نظر فريدمـان لنظرية كينز ووجد فيها ان كينز حلل دالة تفضيل السيولة ووجد ان العائد ثابت ولكن فريدمان اختلف في هذا الجانب ووجد العكس حيث انه ناقش العائد المتوقع الذي يتم حيازتها كودائع مصرفية وذلك متأتي بسبب المنافسة في الصناعة المصرفية ووصل الى هذا الاستنتاج ومن خلال افتراضه ان السلع الحقيقية هي بدائل النقود ، وان العائد على النقود غير ثابت بل متغير ، ووجد فريدمان استقرار دالة الطلب على النقود ، بينما يرى كينز العكس كونها غير مستقرة .
من كل ما تقدم من ظروف وملابسات التي تم ذكرها وكذلك من المتغيرات التي طرأت على الاقتصاد الامريكي جعل المدافعون عن افكار فريدمـان يقنعون المجتمع من كافة فئاته مسؤولين ومنتجين ومستهلكين بالعودة الى السوق التنافسي وتخلي إشراف الدولة لما فيه من حرية اقتصادية في التحرك والابداع بعيداً عن تدخل الدولة في الشأن الاقتصادي ، وبالإمكان تحقيق الرفاهية الاقتصادية وحصلت الاستجابة وان دور الدولة جني الضرائب لتوفير العوائد وليس لإعادة توزيع الدخل مقابل تخليها عن النشاط الاقتصادي ، وحصلت الفائدة للساعين الى العمل الحقيقي واستفاد منها اصحاب الدخول العالية وخسر المنتجين الذين يعتمدون على إعانات الدولة .
لقد التزم الرئيس الامريكي رونالد ريغن في آراء المدرسة النقدية وكذلك رئيسة الوزراء البريطانية ماركريت تاتشر ضمن فترة تواجدهم ولكن السياسيين حكام الدول الآخرين لم يلتزموا الافكار الفريدمانية لأن ادارة ريغن تبنّت مشروع السياسة النقدية الانكماشية ، ان الجديد في نظرية فريدمـان بأنه يوجد هناك فرق بين المعدل الطبيعي والمعدل الفعلي للبطالة وبإعتقاده فإن المعدل الفعلي للتضخم يتساوى مع المعدل المتوقع للتضخم ، ويرى ان منحنى فيليبس يصبح عمودياً في المدى الطويل .
ووجد فريدمان في الليبرالية ونظام السوق الحر هو افضل الخيارات للنشاط الاقتصادي ، وقد ظهرت على اعقاب افكار المفكر فريدمان مدرسة جديدة في سبعينيات القرن العشرين سميت بمدرسة الكلاسيكيين الجدد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ نبيل جعفر، تطور الفكر من افلاطون الى فريدمـان ، مصدر سابق ، ص206 .
2ـ حازم الببلاوي ، دليل الرجل العادي الى تاريخ الفكر الاقتصادي ، دار الشروق للنشر ، القاهرة ، ط1 ، 1995 ، ص 156 .
3ـ جيمس جوارتيني وريجارد استروب ، الاقتصاد الكلي الاختيار العام والخاص ، ترجمة عبد الفتاح وعبد الرحمن وعبد العظيم محمد ، دار المريخ ، الرياض ، السعودية ، ص426 .
4ـ تومي صالح ، مبادئ الاقتصاد الكلي ، دار اسامة ، عمان ، الاردن ، 2004 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|