قال تعالى : {الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُو فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ} [القارعة : 1 - 11] .
تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1) :
{القارعة} اسم من أسماء يوم القيامة لأنها تقرع القلوب بالفزع وتقرع أعداء الله بالعذاب {ما القارعة} هذا تعظيم لشأنها وتهويل لأمرها ومعناه وأي شيء القارعة ثم عجب نبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال {وما أدراك ما القارعة} يقول إنك يا محمد لا تعلم حقيقة أمرها وكنه وصفها على التفصيل وإنما تعلمها على سبيل الإجمال ثم بين سبحانه أنها متى تكون فقال {يوم يكون الناس كالفراش المبثوث} شبه الناس عند البعث بما يتهافت في النار وقال قتادة : هذا هو الطائر الذي يتساقط في النار والسراج وقال أبو عبيدة : هو طير ينفرش ليس بذباب ولا بعوض لأنهم إذا بعثوا ماج بعضهم إلى بعض فالفراش إذا ثار لم يتجه إلى جهة واحدة فدل ذلك على أنهم يفزعون عند البعث فيختلفون في المقاصد على جهات مختلفة وهذا مثل قوله {كأنهم جراد منتشر} .
{وتكون الجبال كالعهن المنفوش} وهو الصوف المصبوغ المندوف والمعنى أن الجبال تزول عن أماكنها وتصير خفيفة السير ثم ذكر سبحانه أحوال الناس فقال {فأما من ثقلت موازينه} أي رجحت حسناته وكثرت خيراته {فهو في عيشة راضية} أي معيشة ذات رضى يرضاها صاحبها {وأما من خفت موازينه} أي خفت حسناته وقلت طاعاته والقول في حقيقة الوزن والميزان والاختلاف في ذلك قد مضى ذكره فيما سبق من الكتاب وقد ذكر سبحانه الحسنات في الموضعين ولم يذكر وزن السيئات لأن الوزن عبارة عن القدر والخطر والسيئة لا خطر لها ولا قدر وإنما الخطر والقدر للحسنات فكان المعنى فأما من عظم قدره عند الله لكثرة حسناته ومن خف قدره عند الله لخفة حسناته {فأمه هاوية} أي فمأواه جهنم ومسكنه النار وإنما سماها أمه لأنه يأوي إليها كما يأوي الولد إلى أمه ولأن الأصل السكون إلى الأمهات قال قتادة : هي كلمة عربية كان الرجل إذا وقع في أمر شديد قيل هوت أمه وقيل إنما قال {فأمه هاوية} لأن العاصي يهوي إلى أم رأسه في النار عن أبي صالح وقيل أنه يهوي فيها وهي المهواة لا يدرك قعرها ثم قال سبحانه {وما أدراك ما هيه} هذا تعظيم وتفخيم لأمرها يريد أنك لا تعلم تفصيلها وأنواع ما فيها من العقاب وإن كنت تعلمها على طريق الجملة والهاء في هيه للوقف ثم فسرها فقال {نار حامية} أي نار حارة شديدة الحرارة .
_______________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج10 ، ص428-429 .
تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه الآيات (1) :
{الْقارِعَةُ} من أسماء القيامة لأنها تقرع القلوب بأهوالها ، ومثلها الحاقة والصاخة والطامة وما إليها {مَا الْقارِعَةُ} استفهام أريد به تعظيم شأنها {وما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ} ما الذي جعلك بها داريا ؟ . انها فوق التصور {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ} . هذا بيان لبعض ما يحدث فيها لا لبيان حقيقتها ، والفراش معلوم وهو الطير الصغير الذي يترامى ليلا على السراج ، والمبثوث المتفرق المنتشر . .
شبّه سبحانه حال الخلق يوم القيامة بحال الفراش في الجهل والحيرة وتساقط أكثرها في النار {وتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} . العهن الصوف ، ونفشه ان تفرق شعراته بعضها عن بعض .
{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ} . والمراد به من طابت سريرته وصلح عمله {فَهُو فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ} أي يرضاها ويهنأ بها {وأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ} . والمراد به من خبثت سريرته وساء عمله . وتكلمنا مفصلا عن حقيقة الميزان يوم القيامة في ج 5 ص 280 فقرة {الميزان يوم القيامة وصاحب الأسفار} {فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ} المراد بأمه هنا ما يأويه ويحضنه ، وبالهاوية جهنم لأن المجرم يهوي بها ، وقد بينها سبحانه بقوله : {وما أَدْراكَ ما هِيَهْ نارٌ حامِيَةٌ} هذا كل ما يمكن أن تعرفه عن جهنم ، أما إدراك حقيقتها فتعجز عنه الافهام لأن قعرها بعيد ، وعذابها جديد .
__________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج7 ، ص602-603 .
تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :
إنذار وتبشير بالقيامة يغلب فيه جانب الإنذار ، والسورة مكية .
قوله تعالى : {القارعة ما القارعة} مبتدأ وخبر ، والقارعة من القرع وهو الضرب باعتماد شديد ، وهي من أسماء القيامة في القرآن .
قيل : سميت بها لأنها تقرع القلوب بالفزع وتقرع أعداء الله بالعذاب .
والسؤال عن حقيقة القارعة في قوله : {ما القارعة} مع كونها معلومة إشارة إلى تعظيم أمرها وتفخيمه وأنها لا تكتنه علما ، وقد أكد هذا التعظيم والتفخيم بقوله بعد : {وما أدراك ما القارعة} .
قوله تعالى : {يوم يكون الناس كالفراش المبثوت} ظرف متعلق بفعل مقدر نحو اذكر وتقرع وتأتي ، والفراش على ما نقل عن الفراء الجراد الذي ينفرش ويركب بعضه بعضا وهو غوغاء الجراد .
قيل : شبه الناس عند البعث بالفراش لأن الفراش إذا ثار لم يتجه إلى جهة واحدة كسائر الطير وكذلك الناس إذا خرجوا من قبورهم أحاط بهم الفزع فتوجهوا جهات شتى أو توجهوا إلى منازلهم المختلفة سعادة وشقاء .
والمبعوث من البث وهو التفريق .
قوله تعالى : {وتكون الجبال كالعهن المنفوش} العهن الصوف ذو ألوان مختلفة ، والمنفوش من النفش وهو نشر الصوف بندف ونحوه فالعهن المنفوش الصوف المنتشر ذو ألوان مختلفة إشارة إلى تلاشي الجبال على اختلاف ألوانها بزلزلة الساعة .
قوله تعالى : {فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية} إشارة إلى وزن الأعمال وأن الأعمال منها ما هو ثقيل في الميزان وهوما له قدر ومنزلة عند الله وهو الإيمان وأنواع الطاعات ، ومنها ما ليس كذلك وهو الكفر وأنواع المعاصي ويختلف القسمان أثرا فيستتبع الثقيل السعادة ويستتبع الخفيف الشقاء ، وقد تقدم البحث عن معنى الميزان في تفسير السور السابقة .
وقوله : {في عيشة راضية} العيشة بكسر العين كالجلسة بناء نوع ، وتوصيفها براضية - والراضي صاحبها - من المجاز العقلي أو المعنى في عيشة ذات رضى .
قوله تعالى : {وأما من خفت موازينه فأمه هاوية} الظاهر أن المراد بهاوية جهنم وتسميتها بهاوية لهوي من ألقي فيها أي سقوطه إلى أسفل سافلين قال تعالى : {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا } [التين : 5 ، 6] .
فتوصيف النار بالهاوية مجاز عقلي كتوصيف العيشة بالراضية وعد هاوية إما للداخل فيها لكونها مأواه ومرجعه الذي يرجع إليه كما يرجع الولد إلى أمه .
وقيل : المراد بأمه أم رأسه والمعنى فأم رأسه هاوية أي ساقطة فيها لأنهم يلقون في النار على أم رأسهم ، ويبعده بقاء الضمير في قوله : {ما هيه} بلا مرجع ظاهر .
قوله تعالى : {وما أدراك ما هيه} ضمير هي لهاوية ، والهاء في {هيه} للوقف والجملة تفسير تفيد تعظيم أمر النار وتفخيمه .
قوله تعالى : {نار حامية} أي حارة شديدة الحرارة وهو جواب الاستفهام في {ما هيه} وتفسير لهاوية .
_________________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج20 ، ص421-322 .
تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1) :
الحادثة القارعة :
هذه الآيات تصف القيامة وتقول :
{القارعة . . . ما القارعة} ؟!
«القارعة» من القرع ، وهو طرق الشيء بالشيء مع إحداث صوت شديد . وسمّيت العصا والمطرقة بالمقرعة لهذه المناسبة . بل سمّيت كلّ حادثة هامّة صعبة بالقارعة . (تاء التأنيث قد تكون إشارة للتأكيد) .
الآية الثّالثة تخاطب حتى النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقول له : {وما أدراك ما القارعة} وهذا يدل على أنّ عظمة هذه الحادثة القارعة إلى درجة لا تخطر على فكر أحد .
على أي حال ، أكثر المفسّرين ذكروا أنّ {القارعة» أحد أسماء القيامة ، ولكن لم يوضحوا هل أنّه اسم لمقدمات القيامة إذ تقرع هذه الدنيا ، وينطفيء نور الشمس والقمر ، وتغور البحار ، إذا كانت القارعة هذه فوجه تسميتها واضح .
أو إنّه اسم للمرحلة التالية . . أي مرحلة احياء الموتى ، وظهور عالم جديد ، وتسميتها «القارعة» ـ في هذه الحالة ـ لما تبعثه من خوف وذعر في القلوب . .
الآيات التالية بعضها يتناسب مع حادثة انهدام العالم ، وبعضها مع إحياء الموتى ، ولكن الإحتمال الأوّل أنسب ، وإن ذكرت الحادثتان كلاهما في هذه الآيات متتابعتين . (مثل كثير من المواضع القرآنية الاُخرى التي تخبر عن يوم القيامة)
وفي وصف ذلك اليوم العجيب يقول سبحانه : {يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث} .
«الفراش» جمع فراشة ، وهي الحشرة المعروفة ذات الالوان الزاهية ، وقيل إنّها الجراد . ويبدو أنّ هذا المعنى مستلهم من قوله تعالى حيث يصف النّاس يوم القيامة {كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} [القمر : 7] ، لكن المعنى اللغوي للكلمة هو الحشرة المعروفة .
والتشبيه بالفراش قد يكون لأن هذه الحشرات تلقي بنفسها بشكل جنوني في النّار ، وهذا ما يفعله أهل السيئات إذ يلقون بأنفسهم في جهنّم .
ويحتمل أن يكون التشبيه لما يصيب جميع النّاس في ذلك اليوم من حيرة .
وإن كان الفراش بمعنى الجراد فوجه التشبيه هو إنّ الجراد ـ خلافاً لكل الحيوانات التي تطير بشكل جماعي ـ ليس لها مسير مشخص في حركتها ، وكل منها يطير في اتجاه .
ويطرح هنا السؤال أيضاً بشأن مشاهد الحيرة والتشتت والفزع والإضطراب ، هل هي من أثر الحوادث المرعبة المرافقة لنهاية العالم ، أم حوادث بدء القيامة والحشر والنشر؟ جواب السؤال يتّضح ممّا ذكرناه أعلاه .
ثمّ تذكر الآية التالية وصفاً آخر لذلك اليوم وتقول : {وتكون الجبال كالعهن المنفوش} .
و«العهن» هو الصوف المصبوغ .
و«المنفوش» هو المنشور ويتمّ ذلك عادة بآلة الحلج الخاصّة .
سبق أن ذكرنا أنّ القرآن الكريم في مواضع متعددة يتحدث عن الجبال عند قيام القيامة بأنّها تتحرك أوّلاً ، ثمّ تُدَكّ وتتلاشى وأخيراً تصبح بشكل غبار متطاير في السماء . وهذه الحالة الأخيرة تشبهها الآية بالصوف الملون المجلوح . . . الصوف المتطاير في مهبّ الريح ، لم يبق منه إلاّ ألوان . . . وهذه آخر مراحل انهدام الجبال .
هذا التعبير (العهن المنفوش) قد يكون إشارة إلى الألوان المختلفة للجبال ، فإنّ لها ألوان شتّى .
هذه العبارة تدل على أنّ الآيات أعلاه ، تتحدث عن المرحلة الاُولى للقيامة وهي مرحلة العالم ونهايته . ثمّ تتطرق الآيات التالية إلى الحشر والنشر وإحياء الموتى وتقسيمهم إلى مجموعتين :
{فأما من ثقلت موازينه} أي إن ميزان عمله ثقيل .
(فهو في عيشة راضية ، وأمّا من خفت موازينه ، فأُمّه هاوية ، وما أدراك ماهيه (2) نار حامية) .
«موازين» جمع ميزان ، ، وهو وسيلة للوزن ، تستعمل في وزن الأجسام ، ثمّ استعملت في المعايير المعنوية .
وذهب بعضهم إلى أنّ أعمال الإنسان تتجسم في ذلك اليوم ، وتصبح قابلة للوزن ، وتوزن حقيقة بميزان الأعمال .
وقيل أيضاً أنّ صحيفة أعمال الفرد هي التي توزن ، فإن كانت تحمل صالحاً ثقلت ، وإلاّ خفت أو انعدم وزنها .
وفي الواقع ، ليس من الضروري أن يكون الميزان هو الآلة المعروفة ذات الكفتين ، بل هو كلّ وسيلة لتقويم الوزن ، كما ورد في الحديث : «إنّ أمير المؤمنين والأئمّة من ذريّته (عليهم السلام) هم الموازين» (3) .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام)حين سئل عن معنى الميزان قال : «الميزان العدل» (4) .
وبهذا نفهم أنّ أولياء اللّه وقوانين العدل الإلهي هي موازين يعرض عليها النّاس وأعمالهم ويتمّ قياس الوزن على مقدار الشبه والمطابقة .
واضح أنّ المقصود بثقل الموازين وخفتها هو ثقل الأشياء التي توزن بها وخفة تلك الأشياء .
والتعبير بكلمة (موازين) بصيغة الجمع يعود إلى أن كل واحد من أولياء اللّه وكل قانون من القوانين الإلهية إنّما هو ميزان . أضف إلى ذلك أن تنوع مواصفات الكائن البشري وأعماله يحتاج إلى تنوع في الموازين .
الراغب في المفردات يقول :
وذكر في مواضع الميزان بلفظ الواحد اعتباراً بالمحاسب (بكسر السين) وفي مواضع الجمع اعتباراً بالمحاسبين (5) (بفتح السين) .
بعض المفسّرين قال : إنّ الموازين جمع الموزون ، أي العمل الذي يوزن فثقل الموازين وخفتها إذن هوثقل نفس الأعمال وخفتها . لا ثقل الميزان وخفته (6) .
نتيجة الإثنين طبعاً واحدة ، ولكن من طريقين مختلفين .
في هذا الموضوع شرح أكثر فصلناه في تفسير الآيتين 8 و9 من سورة الأعراف ، والآية (105) من سورة الكهف ، والآية (102) من سورة المؤمنون .
وصف العيشة بأنّها «راضية» وصف رائع عن حياة ملؤها النعمة ورغد العيش لأهل الجنّة في القيامة . الرضا في تلك الحياة عميق إلى درجة قال إنّها «عيشة راضية» ، ولم يقل «مرضية» . أي استعمل بدل اسم المفعول اسم الفاعل لمزيد من التأكيد (7) .
هذه ميزة الحياة الآخرة بشكل خاص . لأنّ الحياة الدنيا ـ مهما كان فيها من رفاه ونعمة ورغد عيش ورضا ـ لا تخلو من المكدرات . الحياة الأُخرى هي وحدها المليئة بالرضا والأمن والسلام وهدوء البال .
كلمة «اُم» في قوله : (فاُمّه هاوية) تعني المأوى والملجأ ، لأنّ «الأُم» هي مأوى ابنائها وملاذهم ، ويكون معنى الآية : إنّ هؤلاء المذنبين الذين خفت موازينهم لا ملاذ لهم سوى جهنم ، وويل لمن كان ملجؤه جهنم .
وقيل : «اُم» تعني «الدماغ» ، لأنّ العرب تطلق على الدماغ اسم «اُم الرأس» ويكون معنى الآية أنّ رؤوس هؤلاء هاوية في جهنم ، بعبارة اُخرى إنّ هؤلاء يلقون على رؤوسهم في نار جهنم . ونستبعد هذا الإحتمال ، لعدم انسجامه مع الآية التالية : (وما أدراك ما هيه) ؟ .
«هاوية» من (هوى) ، أي سقط ، والهاوية اسم لجهنّم لإنّها محل سقوط المذنبين . وهي إشارة أيضاً إلى عمق نار جهنم .
وإذا اعتبرنا (اُم) بمعنى دماغ فتكون هاوية بمعنى ساقطة . والتّفسير الأوّل أصح وأنسب .
«حامية» من (حمى) ـ على وزن نفي ـ وهو شدّة الحرارة . و«حامية» هنا إشارة إلى قدرة نار جهنم على الإحراق .
وقوله سبحانه : {وما أدراك ماهيه ، نار حامية} تأكيد على شدّة عذاب نار جهنم وعلى أنّها فوق تصور كلّ البشر .
___________________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج15 ، ص488-492 .
2 ـ «ماهيه» ، أصلها «ما هي» ، والهاء الحقت بها للسكت .
3 ـ بحار الانوار ، ج7 ، ص251 .
4 ـ تفسير نور الثقلين ، ج2 ، ص5 .
5 ـ المفردات ، ص522 .
6 ـ هذا الاحتمال ذكره الزمخشري في الكشّاف ، والفخر الرازي في التّفسير الكبير ، وأبو الفتوح الرازي في تفسيره .
7 ـ قيل أيضاً أنّ «راضية» بمعنى (ذات رضا) . أو قدروا محذوفاً كأن تكون عيشة مرضية لأصحابها . والتّفسير المذكور أعلاه أنسب من غيره .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|