بين التنكّر وبوادر التأسيس وفاة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وانقطاع الوحي |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-04-2015
![]()
التاريخ: 23-2-2022
![]()
التاريخ: 26-11-2014
![]()
التاريخ: 9-10-2014
![]() |
في السنة الحادية عشرة للهجرة ، انتقلت الروح الطاهرة للنبيّ الأكرم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى الملأ الأعلى ... ارتحل الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وانقطع الوحي ، وانتهت بذلك حقبة نزول القرآن وفق أسباب النزول ، وانتقل الحديث إلى تداول الأسباب بين الأصحاب.
وقد كان من المرتقب أن تؤثّر حركة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم السالفة الذكر في الاعتماد على الأسباب ، وفي الاقتداء بأعلام النزول ، لا سيّما في هذا العصر الذي شرعت فيه الصراعات، و«المسألة الأولى التي اشتجرت فيها آراء قادة الرأي في المسلمين بعد النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هي مسألة الخلافة (...) ، أمّا غير هذه المسألة من المسائل التي يذكرها مؤرّخو تلك الفرق فلم تكن ذات أثر قويّ». «1»
وكان يمكن في مثل هذا الظرف الاستعانة بأسباب النزول، الحبلى بالوقائع والأحداث المرتبطة بنزول الوحي على النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، لتسعف هذا الواقع، وتحسم عددا كبيرا من نقاط النقاش ، ولكنّ الذي حدث هو شيء آخر تماما، كما سيتّضح.
وبإمكاننا أن نتبيّن ملامح مرحلة ما بعد وفاة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وانقطاع الوحي، من خلال دراسة دور أمير المؤمنين عليه السّلام، أبرز شخصيّة في مجال القرآن وعلومه وثقافته ومفاهيمه، فهو الذي وصفه النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بعد أن أخذ بيده، قائلا: «هذا عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ ...»، «2» وقد شهد له الصحابة بأنّه : «... أعلم النّاس بما أنزل على محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم» «3» وأنّ : «عنده علم الظاهر والباطن»، «4» وأنّه «.. ما علم الصحابة في علم عليّ إلّا كقطرة في سبعة أبحر»، «5» وأنّه : «ما أحد أعلم بما بين اللوحين من كتاب اللّه بعد نبيّ اللّه من عليّ بن أبي طالب». «6»
وأشار عليه السّلام بنفسه إلى شيء من معنى ذلك في عدّة مناسبات، فقد ورد عنه عليه السّلام :
«سلوني فو الله لا تسألوني عن شيء إلّا أخبرتكم، سلوني عن كتاب اللّه، فو الله ما من آية إلّا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار، أم في سهل أم في جبل»، «7» وفي حديث آخر: «ما نزلت على رسول اللّه آية من القرآن إلّا أقرأنيها، وأملاها عليّ، فكتبتها بخطّي، وعلمني تأويلها وتفسيرها ...». «8»
وبالتالي فقد أثرت هذه الشخصيّة العظيمة هذا الموضوع بشكل استثنائيّ ومكثّف في هذه المرحلة، وهذا ما يدفعنا إلى أن نقف عندها في محاولة رسم معالم هذه المرحلة التاريخيّة الحسّاسة.
______________________
(1). الشيخ محمّد مهدي شمس الدين ، نظام الحكم والإدارة، ص 57.
(2). الحاكم النيسابوريّ ، مستدرك الصحيحين، ج3 ، ص 124، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد، الطبرانيّ ، المعجم الصغير، ج1، ص 255.
(3). كما عن عمر بن الخطّاب ، راجع : شواهد التنزيل ، ج1 ، ص 30.
(4). كما عن ابن مسعود، راجع : أبو نعيم، حلية الأولياء، ج 1، ص 65.
(5). كما عن ابن عباس، راجع : ينابيع المودّة ، ب 14، ح 25.
(6). كما عن عامر الشعبي، شواهد التنزيل، ج 1، ص 36.
(7). فتح الباري في شرح البخاريّ، ج8 ، ص485 ؛ ابن حجر، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 397 ؛ الإصابة، ج4 ، ص467 ؛ المناقب للخوارزمي ، ص 94 ؛ تفسير القرطبي ، ج1، ص 53 ؛ تفسير الثعالبي ، ج1 ، ص 52 ؛ طبقات ابن سعد ، ج2 ، ص 338 ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج17 ، ص 335 .
(8). سليم بن قيس، ص 99؛ بصائر الدرجات، ص 198؛ كمال الدين ، ج1 ، ص 284 ؛ البحار، ج 89، ص 41؛ الاحتجاج، ج 1، ص 223؛ شواهد التنزيل، ج 1، ص 35.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تبحث مع العتبة الحسينية المقدسة التنسيق المشترك لإقامة حفل تخرج طلبة الجامعات
|
|
|